«العميد» يسعى لتعبيد الطّريق نحو المربّع الذّهبي يعود فريق مولودية الجزائر إلى المنافسة القارية، اليوم، بمناسبة الدور ربع النهائي لكأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (ذهاب) عندما يستقبل نظيره النادي الإفريقي التونسي بملعب 5 جويلية بداية من الساعة (45: 20 سا) في قمّة مغاربية واعدة بالنظر لتاريخ الفريقين. ستكون طموحات العميد كبيرة في هذا اللقاء من أجل تسجيل نتيجة كبيرة تريحه قبل مباراة العودة بتونس، بالرغم من أن الفريق حضّر المباراة في ظروف صعبة من الناحية المعنوية بعد الانهزام الذي سجّله الثلاثاء الماضي أمام شباب بلوزداد في إطار الرابطة المحترفة الأولى. فالأنصار ينتظرون رد فعل إيجابي من طرف اللاعبين، الذين لا يمكنهم تضييع هذه الفرصة الكبيرة في كأس الكاف لإعادة المولودية الى الواجهة القارية بعد غياب طويل، حيث أنّ مسيّري النادي العاصمي حرصوا في الأيام الأخيرة على رفع معنويات أشبال المدرب كازوني لوضعهم في ظروف مناسبة. تغييرات مرتقبة على التّشكيلة ومن الناحية الفنية، تؤكّد بعض المصادر أنّ مدرب المولودية يقوم مرة أخرى ببعض التغييرات مقارنة بالمباراة الماضية للفريق، كون الأمور لم تسر في الاتجاه الايجابي أين ظهرت فعلا آثار التأخر الذي سجّله الفريق في التحضيرات للموسم الجديد. فالمدرب كازوني وقف على كل النقائص وسيقدم التشكيلة التي بإمكانها الوصول الى تحقيق النتيجة المنتظرة على أرضية ملعب 5 جويلية حيث أنّ ثنائي دفاع الوسط سوف يتشكّل من بوهنة ودمو، اللّذان يتمتّعان بامكانيات كبيرة، في حين أنّ قائد الفريق حشود سيترك مكانه للاعب عزي، الذي يبدو في أحسن لياقة في بداية هذا الموسم بعد الأخطاء التي ارتكبها حشود في لقاء بلوزداد. وبالنسبة للمولودية في لقاء اليوم سيكون لخط وسط الميدان دور كبير في تجسيد السيطرة والوصول إلى منطقة المنافس، وبالتالي سيفرض على رباعي هذه المنطقة الحساسة من الميدان العمل بشكل كبير ومنظم، خاصة وأنّ اختيارات المدرب كازوني قد تتوجّه إلى كل من شريف الوزاني، أمادا في الاسترجاع بالاضافة إلى بالغ والمؤذن في حمل الكرة نحو الهجوم، وإعطاء الحلول للثنائي نقاش وعواج. ويمكن القول أنّ كل عشّاق العميد ينتظرون رؤية اللاعب السابق لاتحاد بلعباس بالغ في المنافسة الثقارية بعد الوجه الكبير الذي ظهر به في المباراة الأخيرة أمام شباب بلوزداد، حيث أن فنياته الكبيرة ورؤيته الجيدة للعب قد تعطي الإضافة الضرورية للتشكيلة العاصمية اليوم، ومن الممكن جدا أن يعتمد الطاقم الفني للمولودية على منصوري، الذي قد يدعّم خط الوسط في نصف الساعة الأخير، لأن اللاعب يحبذ «المساحات الكبيرة» وكثيرا ما أعطى الاضافة في المنافسة القارية بملعب 5 جويلية. صايفي: «اللاّعبون في تركيز تام لمباراة اليوم» وأشار مساعد المدرب الرئيسي للعميد رفيق صايفي، أنه سيتم اختيار الأحسن للعب مباراة اليوم من خلال معاينة الطاقم الفني لمردود اللاعبين خلال الخرجات الأولى للمنافسة الوطنية، مؤكدا: «قمنا بتغييرات عن التشكيلة في مباراة بلوزداد والتي لم تكن مثمرة، وفي كرة القدم لا بد من القيام بمثل هذه الأشياء لإشراك كل اللاعبين في مسار الفريق، وفي حالة ما كانت التغييرات مجدية فإن الكل كان يتّفق على إيجابية هذا الاجراء، لكن حدث العكس..وهو شيء تمّ دراسته وتم اتخاذ التدابير الفنية التي تسمح للفريق السير إلى الأمام في كل المنافسات التي يجريها..لقد طلبنا من اللاعبين نسيان المباراة الأخيرة للبطولة وتم التركيز بشكل جيد لمنافسة كأس الكاف». وقد تكون المباراة مفتاح الانطلاقة بالنسبة للعميد هذا الموسم من الناحية المعنوية نظرا لأهمية هذا الموعد، حيث ظهر جليا أن تركيز اللاعبين بقي بنسبة كبيرة على المنافسة القارية، بالرغم من لعبهم لثلاث مقابلات في البطولة الوطنية. النّادي الافريقي... ماركو سيموني في وضعية صعبة مواجهة النادي الافريقي التونسي الذي يتمتّع بخبرة كبيرة في المنافسة لن تكون مهمة سهلة، على الرغم من أن هذا الفريق يمر بفترة صعبة للغاية في البطولة التونسية، حيث انهزم في مباراته الماضية أمام شبيبة القيروان، وزاد الضغط على مدربه الايطالي ماركو سيموني الذي تحدّثت بعض المصادر لإمكانية إقالته في حالة استمرار سلسلة عدم تحقيق نتائج معتبرة. كما أنّ النادي الافريقي يضم لاعبين جزائريين مميّزين وهما بلخيثر وشنيحي، اللذان يعرفان العميد بشكل جيد، وقد يعوّل المدرب سيموني عليهما في هذه المباراة لتقديم الكثير للفريق، لا سيما وأن النزعة الهجومية للاعب بلخيثر على الناحية اليمنى ستكون خطيرة، ومن الضروري وضع استراتيجية لإيقاف محاولاته، خاصة والنادي الافريقي سيلعب على خطة تحصين الدفاع والوسط والانطلاق في الهجومات المعاكسة، أين يوجد كذلك شنيحي على الجهة اليسرى والمعروف بفنياته وسرعته. وبالتالي، فإنّ مباراة اليوم تعد بالكثير من الناحيتين الفنية والتنافس بين الفريقين، اللّذان يملكان كل «التوابل» لتقديم لوحات فنية للجمهور، الذي ينتظر أن يكون حاضرا بأعداد كبيرة.