انهزم المنتخب الوطني لكرة القدم مجدّدا في الجولة الخامسة وما قبل الأخيرة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018 التي أقصي منها مبكرا، ورغم أن اللقاء كان شكليا للمنتخبين وأراد من خلاله أشبال المدرب الاسباني لوكاس ألكاراز العودة إلى أجواء الانتصارات التي فارقت الخضر منذ مدة لإعادة الثقة إلى المجموعة، خصوصا بعدما دعّم الطاقم الفني تشكيلته بعناصر جديدة ناشطة في أوروبا وفي الرابطة المحترفة الأولى على حساب بعض الكوادر، إلا أن الخضر واصلوا التراجع مع ألكاراز في ياوندي، بعدما تكبّدوا هزيمة جديدة أمام المنتخب الكاميروني الذي تواصلت معه عقدة تحقيق فوز أول في تاريخ المشاركات بين المنتخبين. هزيمة الخضر وتراجع مستوى المنتخب ككل تعود بالدرجة الأولى إلى عدم الاستقرار على مستوى العارضة الفنية والادارية، بعد التغييرات التي طرأت في الجهازين بتغير الرئيس ومعه ثلاثة مدربين في سنة واحدة وغياب روح في المجموعة التي تفككت وانشقت بفعل الفضائح التي تهز المنتخب من الحين إلى الآخر. هزيمة الخضر أمام الكاميرون تعود لغياب تركيز اللاعبين فوق أرضية الميدان، بعدما سجل في شباك الحارس مبولحي هدفين من خطأين فادحين الأول ارتكبه المحوري بن سبعيني بعدما قدم هدية للنجم نجي، الذي ركض بالكرة عدة أمتار دون أن يتمكن ماندي من اللحاق به وأسكنها في المرمى معلنا عن الهدف الأول، ليليه الهدف القاتل في (د 88) بعد خطأ في المراقبة من كادامورو الذي لعب ظهيرا أيمن، ليعجز بذلك الأفناك عن حفظ ماء الوجه في هذا اللقاء والعودة بنتيجة ايجابية من ياوندي الكاميرونية، كانت قد تشفع لبقاء الناخب الوطني على رأس الخضر وتعيد الهيبة المفقودة للاعبين. وإن كان المشكل في محور الدفاع في السنوات الأخيرة، منذ اعتزال عنتر يحيى وبوقرة وتراجع مستوى حليش، إلا أن مشكل الدفاع في المواجهات الأخيرة وخصوصا في لقاء الأمس بات في كل المناصب، بعدما فشل الرباعي من تأدية مباراة دون خطأ، رغم التغيرات التي قام بها ألكاراز بإقحامه للثنائي كادامور وفارس على الرواقين، ما جعل الجزائريين يشعرون بالحنين ويطالبون بضرورة عودة المريض غولام على الجهة اليسرى وعطال المصاب على الجهة اليمنى بسرعة، وعدم استدعاء كادامورو وفارس والاستعانة بدلهما بمدافعين محليين، وإيجاد حل لمحور الدفاع المكون من الثنائي (ماندي وبن سبعيني)، اللّذان يلعبان معا منذ كأس أمم إفريقيا الماضية بالغابون، واللّذان أصبحا لا يجلبا الاطمئنان والأمان للمحاربين. غياب قائد حقيقي فوق الميدان وفغولي مرّ جانبا رغم أن المنتخب الوطني لعب جيدا واستحوذ على الكرة خصوصا في المرحلة الثانية التي شهدت احقام الثلاثي (بن ناصر، فرحات وغزال) الذين حركوا الخط الأمامي وخلقوا العديد من الفرص جعلت الجميع يتأسف لدخولهم المتأخر في أطوار اللقاء، في ظل غياب قائد حقيقي فوق أرضية الميدان وعجز المخضرم فغولي صاحب 45 لقاء دوليا مع الخضر عن قيادة زملائه لتحقيق نتيجة إيجابية بعدما مر جانبا خلال كامل أطوار اللقاء، وتأكّد الجميع تراجع مستواه الفني والبدني رغم أنه يحقق بداية موسم مثالية مع فريقه التركي غلاطا سراي. من جانبه، بدأ متوسط الميدان سفير تايدر تائها فوق أرضية الميدان، ولم يقم بعمله جيدا وسط تألّق بن غيث الذي كان في كل مكان، ما جعل الناخب الوطني يستبدل لاعب بولونيا خلال أطوار اللقاء، وتبدو الفرصة سانحة للمدرب الوطني لاستدعاء لاعبي إتحاد العاصمة ومولودية الجزائر محمد بن خماسة وهشام شريف الوزاني على التوالي لمنحهم فرصة البروز، وأخذ الخبرة قبل عودة الخضر إلى الأمور الجدية بخوض غمار تصفيات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم 2019 المزمع إجرائها بالكاميرون.