أعطت أمس المركزية النقابية مهلة نهاية شهر أفريل الجاري كحد أقصى للفدراليات الوطنية للحسم في مفاوضاتها في اتفاقيات الفروع الجماعية وتحديد نسبة الزيادة في أجور عمال القطاع الاقتصادي، وإن كان قياديو دار الشعب يقدرون نسبة تقدم المفاوضات في القطاع الاقتصادي العمومي بنحو يتراوح ما بين65 و80 بالمائة إلا أن الانسداد مازال يسجل على مستوى ثلاث فدراليات وطنية تتعلق بفدرالية عمال الميكانيك وفدرالية عمال مواد البناء وفدرالية عمال السكك الحديدية . اعترف تلي عاشور أمين وطني مكلف بمفاوضات اتفاقيات الفروع الجماعية للقطاع الاقتصادي العمومي خلال اجتماع نصف شهري تقييمي أن المفاوضات على مستوى الجرائد العمومية ووكالة الإنباء الجزائرية مازالت لم تتضح بعد في غياب شركة مساهمات الدولة التي يتفاوض معها . وأكد تلي عاشور عقب جلسة التقييم التي انعقدت بدار الشعب أن الانسداد في المفاوضات لم يمس سوى ثلاث فدراليات ويتعلق الأمر بفدرالية عمال الميكانيك وعمال مواد البناء وعمال السكك الحديدية من بين 22 فدرالية وطنية . ووصف سير المفاوضات على مستوى باقي الفدراليات بالعادي في البعض والمتقدم في البعض الآخر، حيث قدر نسبة التقدم بنحو يتراوح ما بين 65 و 80 بالمائة، وكان تلي يفضل أن تحسم الفدراليات في الزيادة في الأجور في منتصف الشهر الجاري أو يوم 21 أفريل، غير أن أغلبية الفدراليات تمسكت بمهلة أطول حرصا منها على إعطاء هذه المفاوضات حقها، وبعد ذلك تم الاتفاق على نهاية الشهر الجاري . وسجلت هذه الجلسة التقييمية غياب فدرالية الموانئ وامتعاض أحد أعضاء فدرالية عمال مواد البناء الذي غادر القاعة بحجة أن المفاوضات عقيمة وجميع الملفات سوداء ورفض إعطاء أي معلومات تاركا القاعة وهو يستشيط . وأسفرت عملية التقييم عن توصل العديد من الفدراليات من قطع جولات ماراطونية في حين هناك بعض الفدراليات تطرقت إلى وجود عراقيل تحول دون تقدمها على غرار فدرالية السكك الحديدية والتي تواجه انسدادا كبيرا حيث لم تتقبل الادارة إدراج أي زيادة جديدة في أجور عمال هذا القطاع الحيوي . وتعد فدرالية التعليم العالي والثقافة والاتصال إحدى ابرز الفدراليات التي أحرزت تقدما محسوسا في عدة قطاعات، لكنها مازالت تواجه بعض المشاكل على صعيد قطاع الاتصال . واستعرض الأمين العام لهذه الفدرالية النتائج المسجلة حيث أكد إنهاء المفاوضات مبكرا في ما يقارب 14 مؤسسة تابعة لقطاع الثقافة من ضمن 16 مؤسسة. أما بخصوص قطاع الاتصال طرح مشكل غياب مجمع الاتصال الذي ينتظر تنصيبه عقب مراسلة الوزير الأول حتى يتم إعطاء إشارة انطلاق المفاوضات وفوق هذا وذاك أثار ذات المتحدث مشكلة افتقاد أغلبية الجرائد العمومية لفروع نقابية حيث قال إنها لم تجدد منذ أمد بعيد عندها شدد تلي على ضرورة تعيين ممثلين ينوبون عن العمال في المفاوضات . علما أن التفاوض على مستوى الإذاعة والتلفزيون يجري بشكل جيد . واعترف ممثل فدرالية عمال مواد البناء بانسداد المفاوضات رغم أن مؤسسات هذا القطاع التي تضم ما لا يقل عن 12 ألف عامل تتمتع بصحة مالية . وأكد أمين عام فدرالية قطاع السكن تقدم المفاوضات ورفع انشغال صعوبة تجسيد الأثر الرجعي عندما تطول مدة المفاوضات ويرتفع حجم التعويضات عن الأثر الرجعي . أما فدرالية عمال السكك الحديدية كشفوا عن استحالة التفاوض على زيادات في الأجور بعد رفض الإدارة فتح ملف الزيادات في الأجور والخوض في أي نقاش بهذا الخصوص. واعترف الأمين العام لفدرالية السكك الحديدية بتوقف المفاوضات في الوقت الحالي . ونفس الأمر بالنسبة لفدرالية عمال الميكانيك حيث رغم أنها من الفدراليات التي انطلقت باكرا في التفاوض إلا أنها اليوم متوقفة بسبب الانسداد، وأرجع أمينها العام ذلك إلى ما أسماه بالإرادة السيئة للطرف الآخر المفاوض . ولم يخف أمين عام فدرالية عمال البنوك والضمان الاجتماعي التقدم المسجل على مستوى قطاع البنوك وعدم انطلاقه على صعيد قطاع الضمان الاجتماعي وأشار بأنهم يرافعون على زيادة في الأجور لا تقل عن نسبة 25 بالمائة ونفس الأمر بالنسبة لفدرالية عمال المواد الغذائية التي أكدت أنها ستحسم في المفاوضات في منتصف الشهر الجاري وترافع بدورها من اجل إفتكاك نفس النسبة. وطلب براهمية الأمين العام لفدرالية عمال السياحة والصناعات التقليدية تمديد مهلة إنهاء المفاوضات إلى غاية نهاية الشهر الجاري، رغم أنها كما وصفها تسير في الطريق السليم . ومن بين الفدراليات التي اكدت ان مسار تفاوضها جد إيجابي نذكر فدرالية عمال الطاقة وفدرالية الشباب والرياضة حيث من المرتقب ان تغلق ملف التفاوض خلال منتصف الشهر الجاري .