تُعطى مساء اليوم، إشارة انطلاقة الدوري الإسباني، لموسم 2013/2012، موسم قد لا يختلف عن المواسم الماضية، صراع أبدي بين البارصا والريال، وصراع من نوع آخر بين أحسن اللاعبين فوق المعمورة، ميسي من جانب الفريق الكتالوني ورونالدو من جانب الفريق الملكي، ريال مدريد يسعى لتأكيد حقبته الجديدة، وبرشلونة يحلم ببداية فترة من الأمجاد مع تيتو فيلانوفا، وبين الفريقين حكاية أشبه بحكايات ألف ليلة وليلة، سيتمتع عشاق "الليغا" كل أسبوع بدون شك بحكاية جديدة ومتجددة.سيفتقد عشاق برشلونة "الأسطورة" الشاب بيب غوارديولا، سيفتقدون غوارديولا بكاريزمته ورهاناته الناجحة على كرة القدم الجميلة التي أدهش بها الجميع وكتب بها فترة مجيدة في تاريخ البرصا، بمساعدة استثنائية من الأرجنتيني ليونيل ميسي. يتسلم المهمة منه مساعده تيتو فيلانوفا، الذي بات عليه التصدي للبرتغالي جوزيه مورينيو، الرجل الذي انتزع الموسم الماضي الإمارة على مملكة الليغا. بعد عدة تعثرات في الطريق، نظر المدرب البرتغالي إلى منافسه نظرة الند وتخلي عن أطروحاته الدفاعية، وجاء فوزه في قلب كامب نو ليكون حكما بحسم الدوري، والخطوة الواثقة التي احتاج إليها الريال. وفي وجود كريستيانو رونالدو كأبرز النجوم، انتزع بطولة أرقام قياسية، فبلغ المائة نقطة للمرة الأولى في التاريخ، وأنشأ رقما قياسيا جديدا من الأهداف بلغ 121 زيارة للشباك.صراع البارصا والريال سيتواصل على مدار المواسم الثمانية الأخيرة، كان اللقب منحصرا بين القطبين الغريمين(خمسة للبارصا وثلاثة للريال)، وكان آخر من تجرأ للإطاحة بهما هو فالنسيا في موسم 2003-2004 حين أحرز لقبه المحلي الأخير.وخلال تلك المواسم الثمانية اتسعت الفجوة بشدة، فكان المركزان الأول والثاني محجوزين لممثلي العاصمة مدريد وإقليم كتالونيا، باستثناء موسم 2007-2008 (ريال مدريد البطل، وفياريال الوصيف)بل وأبعد من ذلك، فعلى مدار المواسم ال28 الأخيرة، أي بعد أن ظفر أثلتيك بلباو بلقبي "الليغا" متتاليتين موسمي (1982-1983 و1983-1984)، احتكر الريال والبارصا 24 لقبا، مع وجود أربع استثناءات، حين توج فالنسيا بالكأس موسمي (2001-2002 و2003-2004)، وديبورتيفو لاكورونيا (1999-2000) وأتلتيكو مدريد (1995-1996)بالطبع المتعة لا تنقطع عن الدوري الإسباني، حتى لو كانت هوية البطل معروفة مسبقا، فهناك عدد من أندية "الليغا" لو قدر لها المشاركة في أي دوري آخر لتمكنوا من المنافسة على لقبه بشكل أكثر سهولة، وعلى رأسها فالنسيا وأتلتيكو مدريد وإشبيلية وأثلتيك بلباو، ولكن حظها العثر أوقعها تحت قبضة أقوى ناديين في العالم، فلو قدر أيضا لهما أن ينتقلا إلى أي دوري آخر في العالم مهما بلغت قوته، لاحتكرا أيضا المركزين الأول والثاني، لا سيما في حالتهما المذهلة على الصعيدين الفني والاقتصادي.ولكن مع استحالة تطبيق هذا الاحتمال على أرض الواقع، فإن الأمل يبقى معلّقا على فرسان الرهان: فالنسيا، أتلتيكو مدريد، إشبيلية، أثلتيك بلباو لتحقيق معجزة في الموسم المقبل، إن لم تكن الفوز بالبطولة فالوصول إلى مركز الوصافة.