كرة القدم الأفريقية على المحك مرة أخرى بحثا عن مصداقيتها بعد وقائع سخيفة وعنيفة في مباراة بدور الثمانية بكأس الأمم أمس السبت. وتسبب قرار تحكيمي مثير للجدل في احتجاجات عنيفة من لاعبي تونس و تحويل التركيز بشكل سلبي على البطولة التي لم يكن من المؤكد إقامتها قبل حتى نحو شهرين من انطلاقها قبل تتقدم غينيا الاستوائية المصنفة 118 عالميا لإنقاذ البطولة بالموافقة على استضافتها قبل 64 يوما على بدايتها ونجحت في بلوغ الدور قبل النهائي بعد فوزين غير متوقعين. واستفادت غينيا الاستوائية من ركلتي جزاء مشكوك في صحتهما لتفوز على الغابون في دور المجموعات ثم تتفوق على تونس في دور الثمانية أمس السبت. وجاءت ركلة الجزاء أمام تونس في الوقت المحتسب بدل الضائع للشوط الثاني وأدركت غينيا الاستوائية التعادل 1-1 قبل أن تمتد المباراة إلى وقت إضافي. ورغم أن خافيير بالبوا سجل هدف الفوز لغينيا الاستوائية من ركلة حرة في الوقت الإضافي فإن الاحتكاكات بين لاعبي الفريقين ومحاولة الاعتداء على الحكم غطت تماما على احتفالات أصحاب الأرض بالانتصار. وطارد العديد من لاعبي تونس الحكم راجيندرابارساد سيتشورن في محاولة للاعتداء عليه بينما التف حوله العديد من أفراد الشرطة. وقد يتسبب تقرير الحكم في فرض عقوبات قاسية لكن حتى بدون التقرير فإن لقطات تلفزيونية أظهرت أيضا أن الاتحاد الافريقي سيملك الدلائل لتوقيع عقوبات على اللاعبين. ومن المعتاد في المباريات الافريقية وجود محاولات للاعتداء على الحكام لكن الكاف فرضت القليل من العقوبات القاسية التي يمكنها أن تمثل ردعا للآخرين. ويأتي هذا الفشل في معظم الأحيان في ظل إصرار الاتحاد الافريقي على الاعتماد على تقرير الحكم بينما لا يعرف الحكام في كثير من الأحيان اللاعب الذي حاول الاعتداء عليه. وتأتي هذه الأحداث في المباراة لتؤثر بالسلب على الجهود الكبيرة التي بذلها الاتحاد الافريقي لمحاولة الارتقاء بمستوى البطولة رغم الموارد المحدودة في غينيا الاستوائية. واستضافت غينيا الاستوائية المسابقة بعد سحب التنظيم من المغرب الذي تعلل بالخوف من تفشي فيروس الإيبولا القاتل لطلب تأجيلها. واشتكى بعض المدربين في بداية البطولة من صعوبات في الإقامة قبل أن تتحسن الأمور في ظل رغبة غينيا الاستوائية في معالجة ذلك. والآن ذهب ذلك كله بعد الجدل الكبير الذي حدث أمس السبت.