بعدما أعلنت إدارة نادي بوروسيا دورتموند الأحد، عن التوصل إلى اتفاق مع المدرب توماس توخيل، ليشرف على الإدارة الفنية للفريق الأسود والأصفر، خلفًا للمدرب يورغن كلوب الذي أعلن في وقت سابق عن تركه للنادي مع نهاية الموسم تباينت ردود الأفعال بخصوص تعيينه والعقد الذي يمتد لثلاث سنوات ابتداء من جويلية المقبل، ففيما رأى بعض المحللين الرياضيين أن توخيل هو البديل الأنسب لخلافة يورغن كلوب، رأى آخرون أنّه لا يناسب فريق دورتموند في الوقت الحالي وأن إرث يورغن كلوب سيرهق المدرب الذي كان مطلوبًا لأكثر من نادٍ في الدوري الألماني. ويعتبر اللاعب السابق لفريق دورتموند كارل هاينز ريدل أحد أكبر المؤيدين لتعاقد فريقه السابق مع توماس توخيل. ويرى ريدل أنّ طريقة اللعب التي تعتمد على الإندفاع الهجومي في حال امتلاك الكرة التي ينتهجها كلوب هي نفسها التي كان يعتمدها توخيل عندما كان مدربًا لماينز. وقال مهاجم دورتموند السابق: "من المهم جدًا المحافظة على فلسفة كلوب في اللعب". وتابع ريدل الذي حصل مع دورتموند على لقب دوري أبطال أوروبا عام 1997: "منذ سبعة أعوام والفريق يبني خطط لعبه من خلال الضغط المتواصل على حامل الكرة، ومن المفيد الإستمرار في هذا النهج". وفي المقابل يرى المعلق الرياضي الألماني كاي ديلمان أنّ توماس توخيل لا يناسب فريق دورتموند في الوقت الحالي. وقال ديلمان إنّ: "دورتموند في حاجة إلى تغيير جذري ينعكس على أسلوب لعبه لأنّ طريقة لعب توخيل لن تحل المشاكل التي عانى منها دورتموند هذا الموسم". كما شكك ديلمان في قدرة توخيل على تحمّل الضغوط في دورتموند لأنّ شخصيته تختلف عن شخصية يورغن كلوب الذي كان له أسلوب خاص في التعامل مع محيط الفريق وكذلك مع وسائل الإعلام. كما رفض توماس توخيل تشبيهه بيورغن كلوب، فقد سبق وصرّح أنّه: "لا يقارن نفسه بكلوب"، مشدّدًا على أنّه يختلف عنه كثيرًا. لكن كثيرًا من المتتبعين الرياضيين داخل ألمانيا يرون تشابهًا كبيرًا في فلسفة المدربين، وهو ما جعل الكثيرين يلقبون توماس توخيل بكلوب الجديد خلال موسمه الأول مع فريق ماينز. وفي مقابلة الصحفية نهاية مارس الماضي، وصف توخيل نفسه بأنّه مدرب يعشق "اللعب الديناميكي الذي يعتمد على السرعة في تمرير الكرات إلى المهاجمين"، وهي نفس الفلسفة الكروية التي طبعت مسيرة كلوب مع دورتموند. وإذا كان كلوب وتوخيل يتشابهان في فلسفتهما الكروية وانتسابهما إلى نادي ماينز، وكذلك في طريقة انفعالهما خلال المباريات، إلّا أنّ ظروف إلتحاقهما بدورتموند مختلفة. فكلوب عندما عُيّن مدربًا لدورتموند عام 2008، كانت مهمته هي بناء فريق قادر على المنافسة، بعدما كان الفريق يتشكّل معظمه من لاعبين مغمورين. أمّا توخيل، فقد تسلم الآن فريقًا جاهزًا يتكوّن في معظمه من لاعبين دوليين، ولن تجد له إدارة النادي الأعذار إذا ما غابت الألقاب.