مصر أختنا الكبرى ..لكن أصبحت عاصية وحان الوقت لنزع الزعامة منها ممثل فكاهي استطاع أن يحتل مكانة كبيرة في قلوب الجزائريين، بسبب قدرته الكبيرة على أداء أدواره الفكاهية بطريقة جيدة... قدّم الكثير للساحة الفنية الجزائرية قبل أن يرتبط اسمه بمسلسل "جحا"، الذي لاقى إعجاب المشاهد الجزائري.. ولم يتحمل حكيم دكار ما صدر وما يصدر من المصريين، مستغربا كيف أن أمريكا لم تقدم على شتم العراق لكن مصر فعلت ذلك مع الجزائر رغم روابط الدين والأخوة، واستغل حكيم أيضا فرصة استضافته لنا وفتح قلبه ل"الشباك" متطرقا لعدة أمور بعيدة عن الفن، وأكد مساندته المطلقة للاعبي المنتخب الجزائري من أجل التألق مرة أخرى في مونديال جنوب إفريقيا شهر جوان القادم. نستفتح كلامنا بالحديث عن مشوار المنتخب الجزائري في المباريات التصوفية وتأهله إلى مونديال جنوب إفريقيا، كيف عشت تلك الأوقات السعيدة كمواطن جزائري؟ يا أخي.. فرحة كبيرة كل الجزائريين كانوا بحاجة ماسة لها بعد 24 سنة من الغياب عن الموعد العالمي، فرغم أني عشت فرحة مونديال 82 إلا أن كل ما مر بنا في الفترة السوداء أنسانا ذلك، وهذا ربما ما جعل فرحة التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا متميزة؛ لقد تمكن أشبال المدرب رابح سعدان من إخراج الشعب برمته إلى الشوارع، وبدون الإنقاص من قيمة نجوم الكرة السابقين فإن الجيل الحالي استطاع أن يعطي نفسا جديدا للشباب الجزائري من أجل النهوض بالبلاد، أريد فقط تقديم مثال حيّ من يومياتنا.. لقد أصبح الشبان يرتدون أقمصة لاعبي المنتخب الجزائري في كل مكان، واختفت أقمصة اللاعبين الأوروبيين، وحتى ظاهرة "الحرڤة" بدأت تنحصر رويدا رويدا، ومن كان يشكك في وطنية الشباب الجزائري فإن هذه صفعة قوية قد وجهت له، والجميع أخذ من اللاعبين أمثلة في حب الوطن وخدمته، وجعل الشباب الجزائري يراجعون أنفسهم بعد كانوا يرون في الغربة الهروب نحو الجنان، وشاهدو بأعينهم مدى تعلق زملاء بوڤرة بالجزائر. لنتكلم عن التهويل الإعلامي المصري واستهدافه لكل ما له علاقة بالجزائر في تلك الفترة، كيف تعلّق عليه وما هي أسبابه وعواقبه حسب رأيك؟ الأمر انطلق مع قرعة المونديال، حيث راح المصريون يتعالون بغرورهم كأنهم يريدون الخلود، والغريب أنه أنهم يسمون أنفسهم "فراعنة".. ألا يعلمون ما هو مصير الفرعون.. الكل يعرف المومياء والتحنيط.. لقد استغلوا الوضع لتحويله لخدمة السياسة، إذ أخذوا يتطاولون علينا فيما كان عليهم البحث عن الكرامة في بلدهم وأن تهتم سلطاتهم بتوفير لقمة العيش لمواطنيها، نعم منتخب بلادهم قوي ومن أحسن المنتخبات في إفريقيا وكان المرشح الأول في مجموعتنا، لكن ذلك لا يعطي لهم الحق في الإساءة إلى الجزائريين، واستغربت كثيرا لشتمنا عبر قنواتهم الفضائية بأوصاف لم تقم أمريكا أثناء حربها على العراق بالقيام بهاو لان الأمريكان وإن كانوا كفارا إلا أنهم يعرفون أن العراق بلد حضارة، لكن المصرييين نسيوا أو تناسوا أن الجزائر لها حضارة عريقة وعليهم دراسة التاريخ قبل أن يتكلموا، لأننا أمازيغ أحرار، وشيشناق هزم فراعنتهم والجزائريون هم من بنا قاهرتهم. أستسمحك لأني قاطعت كلامك الذي أرى فيه الكثير من التحسر جراء ما صدر من "أختنا الكبرى" كما يقول أحفاد الفراعنة، لماذا تأثرت كثيرا من ذلك؟ "الأخت الكبرى".. أود القول أن مصر حقيقة الأخت الكبرى لنا ولجميع العرب، لكن عندما نرى الأخ الأكبر أو الأخت الكبرى أصبحت "عاصية"، يتدخل أفراد العائلة وينزعون منها الزعامة، وذلك ينطبق على مصر لأنها أضحت بحق أخت عاصية، ويجب أن ننزع منها الزعامة، وذلك بسبب الغرور والتعالي على الآخرين، حيث ورغم أن المنتخب الجزائري غاب مرتين متتاليتين عن كأس أمم إفريقيا، إلا أنه لا يعني استصغاره لأن الجزائر هي المنتخب العربي الوحيد الذي تألق في المونديال والجزائر كانت الأبرز في المحافل الدولية وأنجبت لاعبين كبار ومواهب ونجوم، أما مصر فلم تقدم لاعبين عالميين. هل تري أن الأمور ستعود إلي نصابها.. أم أن الوضع سيستمر مستقبلا؟ "الجرح صعيب باش يداوى" الشعب الجزائري تأثر كثيرا من الشتائم التي أطلقها المصريون تجاهه، والأوصاف الكثيرة التي لم يكن يتصورها من طرف إخوة مسلمين، وبذلك فإن عودة الأمور إلى مجاريها ستتطلب وقتا طويلا، فرغم أن الأوضاع قد تتحسن على المستوى الدبلوماسي، ولكن ما فعله أحفاد الفراعنة يبقى عالقا في التاريخ. نعود للحديث عن "الخضر"، من هم اللاعبون المميَّزون بالنسبة لك في تشكيلة محاربي الصحراء؟ تشكيلة المنتخب الجزائري مميّزة كمجموعة، لكن مغني ويبدة استطاعا أن يُقدما الإضافة الكبيرة منذ التحاقهما بالمنتخب، لأنهما يتمتّعان بفنيات كبيرة ومن الطراز العالي والعالمي، لكن اللاعبين الآخرين أيضا متميّزون كبوڤرة، عنتر يحيى، زياني والبقية.. لأنهم استطاعوا أن يُرحوا الشعب الجزائري كثيرا، وأريد الوقوف عند نقطة هامة، رغم أن الوقت غير مناسب لطرحها، وهي يجب النظر مجددا في ضرورة تشكيل مدارس التكوين من أجل صقل المواهب الجزائرية الكثيرة. كَثُر في المدة الأخيرة الحديث عن المنتخب وسعدان.. كما يقال بالعامية "التخلاط" كيف ترى هذا المشكل؟ أنا مع سعدان ظالم أو مظلوم، كما قل بومدين أنا مع فلسطين ظالمة أو مظلومة.. وأنا مع "الخضر" وأشجعهم في كل الظروف، ويجب أن لا نقتل المنتخب الجزائري بكثرة الكلام، لأن لكل شخص مهتنه، وعلى كل واحد أن يعرف قدره، وأن لا يتدخل في أمور الاخرين، نعم الجزائريون يحبون أبطالهم، فمثل هذه الأمور تضر بالمنتخب الجزائري، وقد تتسبب في التأثير على معنويات اللاعبين قبل مونديال جنوب إفريقيا، وهذا لا يخدمنا تماما، ويجب أن نوحّد الصفوف لكي نتمكن من الوقوف إلى جانب أبطالنا في بلاد مونديلا، وأن نكرر ما عشناه في فترة مباراة السودان من إلتحام تام بين جميع الأطراف. كيف تقيّم ما حققه سعدان مع "الخضر" في الفترة الأخيرة؟ سعدان استطاع أن يقود المنتخب الجزائري للعودة إلى كأس أمم إفريقيا، بعد غياب دام سنتين أهّله إلى مونديال جنوب إفريقيا، فيما كان المنتخب سابقا لا يستطيع الفوز على أضعف المنتخبات الافريقية هنا بالجزائر، لكنه وفّق في تكوين مجموعة شابة تحب بلدها كثيرا، وتأهّلت إلى الدور نصف النهائي من "الكان"، وهو إنجاز مهم، خاصة وأن الجزائر فازت على أكبر المنتخبات، وشرفت الكرة العربية كثيرا وستعمل على تشريفها في جنوب إفريقيا، ولذلك يجب أن نترك سعدان يعمل، ولا تقتلوا المنتخب بكثرة الكلام لأننا على مقربة من العرس الكروي العالمي. هل تتوقع تألق كتيبة محاربي الصحراء في المونديال؟ بالطبع، ككل جزائري، أتوقع أن يقدم لاعبو المنتخب الجزائري أداء كبيرا في جنوب إفريقيا، وأنا أشعر بقدرتهم على إفراح الشعب الجزائري من جديد. نريد أن نختم كلامنا بالعودة إلى مجال الفن، ما هو جديد حكيم دكار.. وما هو مصير مسلسل جحا؟ الجديد قادم، لكن الأمور تتطلب بعض الوقت، أنا أحضر مسلسل "جحا 5" وقدمت الملف للتلفزيون الجزائري، وأنا أترقّب الموافقة من أجل الانطلاق في العمل، وأريد أن يكون مميّزا، حيث سأحافظ على طريقة طرح السيناريو، لكن سأتناول أساطير مغاربية وأطمح إلى تقديم نوعية جيّدة على عدة مستويات تشرف السينما الجزائرية.