على أرض تاغيت الساحرة ببشار التقيناه مع كوكبة من النجوم الجزائريين، حيث كان الموعد مع تصوير »جحا 4«، إنه جحا الجزائري حكيم دكار الذي نستضيفه في هذا اللقاء الشيّق الذي تطرقنا من خلاله إلى جديده وارتباطه الروحي بالفن وأمور أخرى. المساء: حدثنا عن العمل الإبداعي الجديد؟ حكيم دكار: بداية أشكركم على وجودكم معنا بموقع التصوير بتاغيت، جحا كما يعرفه الجمهور بأجزائه الثلاثة أخذ صيتا وطنيا وعالميا وها نحن الآن بصدد التحضير للجزء الرابع ليبث خلال الشهر الفضيل، وهو جزء مختلف عن كل ما سبق من الأجزاء... أكيد يختلف لأنه ضروري جدا أن يكون هناك نضج سواء في كتابة السيناريو، أو النصوص تقنيا وفنيا، فقد حاولنا البحث عن الجديد. ما هو هذا الجديد؟ على مستوى الديكور مثلا جحا الأول عملناه في الجنوب الشرقي (غرداية) والآن نحن في الجنوب الغربي، وبما أن بلادنا كبيرة وديكوراتها جميلة فهذا جزء من التميز، فنحن الآن نصور في تاغيت الساحرة بديكورها الطبيعي الرائع، وكذا موغل وبني عباس، فهذه الديكورات ستعطي العمل تميزا وجمالا. هل من تغير في شخصية جحا؟! لا لم يمسس التغيير شخصية جحا، لكن هناك نقطة هامة جدا، جحا الأول كان في سنة 1999 أي أن الصغير يكبر والإنسان ينضج، وها نحن هنا في الجزء الرابع، هناك نضج من خلال الحبك والدراما، ونضج آخر في شخصية جحا. إذن مست الحداثة جحا؟ طبعا، وهذا هو الأمر الذي يلمسه المشاهد من خلال الحلقات التي تطرح جملة من التساؤلات على غرار التغيير الذي عرفته المجتمعات، وهل لكل أمة جحاها، فمن خلال جحا 4 سنأخذ المتفرجين عبر التاريخ. من هي زوجة جحا في الجزء الرابع؟ زوجة جحا هي مونى بوعلام، شابة نتمنى لها كل النجاح، لديها الكثير من مميزات الممثلة الناجحة، لكن كي تصل يبقى عليها أن تعمل وتعمل، كان بودنا أن تواصل سميرة صحراوي معنا المشوار، لكن الاختلاف لا يمنع أن نقول إن سميرة ممثلة ناجحة ومتميزة، أتمنى أن تجمعنا أعمال أخرى، على كل حال في الكثير من الأعمال ذات الأجزاء المتعددة لا يستطيع ثلاثة أو أربعة ممثلين المواصلة في المغامرة، إلا أن هذا لايمنع أبدا سير القافلة. في نظرك ماذا أحب الجمهور الجزائري في جحا؟ الجمهور الجزائري حفظ الشخصية، كونه يحفظ بعض المفردات التي يستعملها جحا، أحب في جحا حبه لأرضه وعرضه وشرفه وزوجته ورجولته، وخاصة صراعه مع قوى الشر، كما أنه يقسم رغيف الخبز مع المحتاج، وهذا ما جعل الجمهور يأخذ موقفا مع جحا، وهو موقف صريح، والأكيد أن المشاهد ينظر إلى هذه الشخصية بحب كبير. هل ترى أن حكيم دكار نضج مع جحاه؟ أكيد، إذا كان جحا ينضج فحكيم أيضا استفاد من تجارب الآخرين، سواء الممثلين أو المخرجين على اختلاف مراتبهم، علاوة على الاستماع الدائم لآراء الإعلاميين والجمهور، بحيث أستمع لكل من يقدم لي ملاحظة، إذا استفدت، وأصبح من الصعب علي اختيار الأدوار، لأني مطالب بأدوار في مستوى طموحاتي وتطلعات الجمهور أيضا، فجحا أعطاني القوة والنضج والتفكير وعدم التسرع، كما أن شخصية جحا لديها ميزتها وقوتها وهي خيّرة جدا، وأنا شخصيا حين أدخل المكتبات وأطلع على الكتب التي تحمل حكايات جحا أرى نفسي فيها، بحيث أقول »آه... لقد عشت تفاصيل القصة الفلانية مثلا، ولا أخفيكم أنني من شوقي لابني الذي تركته بالعاصمة لألتحق ببلاطو التصوير، اشتريت له قصة جحا التي يقبلها قبل النوم لأنه بكل بساطة يظن أنه يقبلني، فهذه الأمور تسعدني كثيرا. حدثنا عن الطاقم الفني؟ المخرج لم يتغير عمر محسن، وهو مخرج مميز متحصل على جائزتين في الإخراج، وهو متميز ومتمكن، أما الطاقم الفني فهو متكون من خيرة الممثلين في التلفزيون والسينما، على غرار البشير سلامي ومهندس الصوت قرطبي، الموسيقي السيد خالد بركات، فقد حاولنا أن نعطي هذا العمل تميزا، حيث نسعى لتصوير أعمال تصل للمتفرج الجزائري والعربي، وأنا شخصيا أمضيت عقد ثقة مع الجمهور، أقدم له الجيد والأحسن. هل من مشاريع في الأفق؟ صراحة لا أطلق عليها اسم مشاريع، وإنما هي مجموعة أحلام، فالفنان مجموعة أحلام، وأحب أن أتقاسم حلمي مع جمهوري، وعندما تكون لدي مشاريع وانفتاح يمكنني أن أعيش الحلم، فمشاريعنا مرتبطة بظروف وأنا أراها صعبة، لكن لابد من ترك كل رجل مناسب في المكان المناسب. ماذا يقول جحا لقراء ''المساء''؟ أقول لهم شكرا لوفائكم، وشكرا ل''المساء'' على هذه الاستضافة، وأعدكم أن يكون العمل الجديد مميزا حتى ننال رضاكم، وطول العمر ل''المساء'' لأنها من الجرائد الوطنية التي لديها تاريخها، وسلامي لكل العاملين بها وإلى الملتقى.