رغم ابتعاده عن المنافسة لأزيد من شهر كامل، في ظل الموقف الذي اتخذه مدربه كوستنار في فولسبورغ اتجاهه، إلا أن محرك اللمنتخب الوطني كريم زياني لم يتأثر بشكل أو بآخر في الوزن، بل بقي محافظا على وزنه المعتاد، وهذا راجع بالأساس إلى البنية المورفولوجية للاعب، والذي بإمكانه المحافظة على وزنه المعتاد بالشكل المطلوب. ويبقى الشيء الوحيد الذي أثر في اللاعب الجزائري هو لياقته البدنية، فزياني لم يتمكن من المحافظة على قوته البدنية المعتادة، بسبب مشكلة نقص المنافسة، فأي لاعب كرة قدم يغيب عن المنافسة لزيد من شهر، فإنه يتأثر بشكل أو بآخر من ناحية عدم انسجامه في المنافسة، وهو الشيء الذي كان ينقص زياني في هذا اللقاء، حيث إنه لم يتمكن من مجاراة الريتم العام للقاء، وهي النقطة السلبية التي وقع فيه زياني في مباراة أول أمس. ثلاث مباريات مع فريقه ستعيده إلى أجواء المنافسة ومن المؤكد أن عودة زياني من جديد إلى المنافسة سيكون أمرا منتظرا للغاية، خاصة أن نهاية الموسم مازالت تفصلنا عليه جولات عديدة، ومن الممكن أن يقدم المدرب الحالي للفولفي كوستنار على إشراك اللاعب الجزائري في الوقت المناسب، لذا ففرص عودته من جديد إلى المنافسة يبقى أمرا منتظرا. ومن الممكن أن يعود زياني إلى مستواه الحقيقي بعد ثلاثة مباراة على الأقل، خاصة أن هذا اللاعب يملك إمكانات كبيرة، قد تمنحه الفرصة للتألق بالشكل المطلوب في المواجهات القادمة، والعودة للمستوى الجيد الذي ظهر به الفنك الجزائري في كأس أمم إفريقيا الماضية. الموسم مازال طويلا واللاعب سيحصل على فرصته رغم كل التخوّف الذي ينتاب كل الجزائريين بما فيهم الطاقم الفني للخضر، بخصوص ابتعاد زياني عن المنافسة مع فريقه الحالي، فإن هذا الإشكال قد يزول في الفترات القادمة، وهذا إذا أقدم مدرب الفولفي على إشراك زياني في المواجهات بشكل تدريجي. لذا فإن اللاعب قد يحصل على فرصة بالمشاركة في المباريات القادمة، وبالتالي تقديم الإضافة المطلوبة منه. وكان زياني قد اجتمع بمدربه في الفولفي "كوستنار"، من أجل معرفة مصيره في الجولات القادمة من البونديسليغا، وجاء هذا الاجتماع كتحصيل حاصل للمشاكل التي يعاني منها زياني في هذا الفريق منذ عودته من نهائيات كأس أمم إفريقيا. وحصل هذا الإجتماع رفقة اللاعب النيجيري مارتينز، والذي وجد هو الآخر نفسه في التشكيلة الاحتياطية للنادي الألماني، فاللاعبان قررا اللجوء إلى هذه الخطوة، تخوفا من بقائهم لأطول مدة ممكنة على مقاعد البدلاء. حتى رئيس النادي لا يريد وضع 15 مليون أورو في الاحتياط ويبقى رئيس نادي فولسبورغ الألماني، من أكثر الأشخاص رفضا لبقاء الثنائي زياني ومارتينز في التشكيلة الاحتياطية للفريق، وهذا لسبب وحيد، وهو أنه صرف أكثر من 15 مليون أورو في بداية الموسم الحالي من أجل جلب زياني من مرسيليا ومارتينز من نيوكاستل، وعليه من المؤكد أن المدرب كوستنير لن يستمر في الإبقاء على هذا اللاعب في التشكيلة الإحتياطية للنادي، بل سيمنحهم الفرصة للعب، على الأقل لكي لا تكون هاتين الصفقتين فاشلتين مثلما يعتقده البعض.