واصل أبناء بونة استهلاكهم للخبز الأسود، حيث سجلوا أول أمس، خامس تعثر لهم بقواعدهم، والثاني على التوالي بعجزهم عن تخطي حاجز جمعية الخروب التي فرضت منطقها للموسم الثالث على التوالي في عنابة، وحققت تعادلا في حين كان بإمكانها العودة بالفوز خاصة بعد الانهيار البدني لعناصر الإتحاد. 3 نقاط من 12 أمر سلبي جدا وبعملية حسابية بسيطة، نجد أن اتحاد عنابة في المواجهات أربعة الأخيرة أي من 12 نقطة لم يتمكن من حصد سوى ثلاث نقاط من تعادله مع كل من الحمراوة، يما ڤورايا أول أمس مع لايسكا وهي حصيلة سلبية على طول الخط، ولا توحي بأن هذا الفريق يريد البقاء مع كوكبة المقدمة وانهاء الموسم مع الثلاثة الأوائل. بونة إلى أين...؟ عنابة في خطر هذا أمر لا يختلف فيه إثنين والسبب فقدان اللاعبين لشهية اللعب، حيث أصبحوا يلعبون بلا روح مع إفلاس تكتيكي، بدني وفني، فلحد الآن ما يزال الإتحاد يجد صعوبات جمة بقواعده، وبغض النظر عن مفاجأة بجاية فقد ظل عمراني وأشباله يعتمدون على الحظ الذي ابتسم لهم أحيانا وأدار ظهره في أحيان كثيرة. عندما تمتلئ الجيوب تبرد القلوب إذا كانت أغلب أندية بطولاتنا لم تكمل بعد حتى الشطر الأول من مستحقات لاعبيها، فإن في عنابة تم تسليمهم الشطر الثاني قبل التنقل لبجاية بعد اصرار كبير من اللاعبين، الذين رغم أنهم نالوا مستحقاتهم إلا أن هذا الأمر لم يوقظ ضمائرهم التي ما تزال تغط في سبات عميق لكون جديتهم مع فريقهم هي آخر اهتماماتهم، وبعبارة أدق قلوبهم حارة تجاه الأموال وباردة تجاه الفريق. دون غيابات وما "ربحوشط" استعاد الإتحاد قبل مواجهة أول أمس كل لاعبيه المعاقبين وهم معيزة، ربيح، ڤاسمي ومنصور، ولم يطرح مشكل إرغام لاعب على اللعب في غير منصبه لكن كل هذا لم يشفع لتحقيق الفوز المنتظر، وبقي الفريق يلعب بطريقة عشوائية لا تسمن ولا تغني عن جوع. من يرد تأشيرة دولية لا يتعثر أمام الخروب واتضح بأن الهدف الذي حددته الإدارة وصرفت عليه ما صرفت من أموال على اللاعبين، لم يعد حلما مشروعا كون الفريق الذي يتعثر أمام فريق متواضع بحجم جمعية الخروب لا ينتظر أن يتألق أمام أندية أحسن ترتيبا وأكبر طموحا من لايسكا، وبالتالي فيمكن القول "باي...باي...التأشيرة الدولية". الاصرار على الكرات الطويلة أمر محير وبالعودة لأطوار المواجهة الأخيرة، نجد أن عناصر الإتحاد لعبت بطريقة غامضة ومحيرة فقد عمد لاعبيها التركيز على الكرات الطويلة والعالية والتي كانت بردا وسلاما على الحارس الخروبي بلهاني وزملائه، والغريب من كل هذا أن العنانبة لم يتفطنوا للأمر وواصلوا محاولاتهم العقيمة ليخرجوا في النهاية بيد فارغة وأخرى لا شيء فيها. الكل كان يعوم والسماء لا تمطر أهدافا وإذا أردنا تقييم أداء لاعبي اتحاد عنابة، فسنجد أن أغلبهم حتى لا نقول كلهم كان أداؤه كارثيا، فبغض النظر عن الحارس واضح فإن الدفاع ارتكب العديد من الأخطاء فالظهيرين رماش ومنصور لم يقوما بالدور المنوط بهما كما أن معيزة كان يبالغ في الصعود للهجوم، مما كاد يكلف الفريق كثيرا وفي الوسط بوشريط كان خارج مجال التغطية فيما حاول عبد السلام انقاذ الوضع لكن كل محاولاته كانت فاشلة، أما بودار فيسجل حضوره فقط عند الحصول على مخالفات أو ركنيات وهو في كل الحالات أحسن بكثير من ڤاسمي الذي لعب بعشوائية أما ربيح فقد أرغمه عمراني على اللعب كوسط ميدان هجومي ما قلص مردوده بشكل لافت. طبال الأقل رداءة ويبقى الاستثناء الوحيد في مردود طبال الذي يمكن وصفه بأنه اللاعب الأقل رداءة في الإتحاد، لكن الغريب في الأمر أن عمراني لم يمهله إكمال اللقاء فأخرجه وأقحم بن سعيد الذي ما يزال يغط في النوم شأنه في ذلك شأن المغترب ڤماري الذي لم يحس أحد بدخوله وهو نفس الأمر ينطبق على همامي. عنابة لازمها رقية صحيحة وبالنظر لهول ما حدث ويحدث لبونة هذا الموسم، فالحل قد يكمن في إجراء رقية للفريق العريق الغارق في النتائج السلبية، لأنه من غير المعقول أن تتواصل النتائج الكارثية رغم الامتيازات المادية التي حصل عليها عمراني وأشباله. الفريق يفتقر لقناص أهداف أكدت المباريات الأخيرة للفريق افتقار عنابة لرأس حربة حقيقي، يمكنه تحويل الفرص إلى أهداف لكن اللمسة الأخيرة تبقى دوما غائبة مع العجز المتواصل لبن سعيد، ڤماري وغيرهما. هجرة الجمهور للمدرجات أمر في محله جرت مباراة بونة ضد لايسكا أمام مدرجات شبه شاغرة، وهذه ليست المرة الأولى التي يفعلها الجمهور العنابي الذي أكد بأنه يفقه الكرة جيدا، وعزوفه عن الحضور لم يكن اعتباطيا وإنما كان رسالة صريحة للاعبين بأنهم ورغم ما نالوه من عنابة فهم عاجزين عن اسعادها، لكن على من تقرأ زبورك يا داوود...؟ شكوك في نية اللاعبين إن المردود الهزيل لأشبال عمراني، فتح المجال لكل التأويلات لدرجة أن الكثير من الأنصار شكك حتى في نزاهة لاعبي فريقه، بكونهم تعمدوا التخاذل والوقوع في فخ التعادل احتجاجا على الإدارة التي لم تسلمهم كامل الشطر الثاني حيث اقتصر الأمر على 70 بالمئة فقط وهو ما لم يعجبهم. مواجهة بلوزداد ستجرى في موعدها بعد اكتفاء مدرب منتخب المحليين باستدعاء كل من معيزة وڤاسمي فقط من اتحاد عنابة للمشاركة في مواجهة المنتخب المذكور ضد نظيره الليبي نهاية الأسبوع الجاري، فهذا يعنى أن الخرجة القادمة إلى بلوزداد ستلعب في موعدها ولن يكون لعنابة الحق في طلب تأجيلها. معيزة وڤاسمي طارا إلى العاصمة تنقل مساء أول أمس، الثنائي عادل معيزة وأحمد ڤاسمي على العاصمة مباشرة بعد نهاية المباراة للدخول في تربص مع المنتخب الوطني للمحليين بعد أن جدد الناخب الوطني بن شيخة الثقة فيهما. كردوسي ينصف بعد 15 سنة كاملة أخيرا وبعد طول انتظار، تمكن المايسترو السابق لاتحاد عنابة فوزي كردوسي، من نيل مستحقاته العالقة على ذمة الفريق منذ أن كان لاعبا في منتصف التسعينات أي في عهد الرئيس السابق بشير لموشي.