"إيليك شتيليكيه" المدرب الحالي للنادي العربي القطري، واللاعب السابق للمنتخب الألماني سنوات الثمانينيات، الذي كان الوحيد من حذر من مغبة الاستهزاء بالجزائر، فتح قلبه ل "الشباك" في حوار تحدث فيه عن المنتخب الجزائري وأحقيته بالوصول إلى المونديال وتتويجه كأحسن منتخب إفريقي لموسم 2009، دون أن ينسى العودة بذاكرته للوراء لإجراء للحديث عن منتخب 1982 وهزيمة المنتخب الألماني أمامه في حوار شيق. المنتخب الجزائري الذي واجهته في 1982 عاد للواجهة من جديد واختير كأحسن منتخب إفريقي لسنة 2009 كلمة صغيرة حول هذا التتويج؟ المنتخب الجزائري يستحق التتويج عن جدارة واستحقاق، نظرا لمشواره الرائع خلال تصفيات كأس العالم وهي فرصة للكرة الجزائرية حتى تعود لمواجهة الحدث العالمي بقوة بعد غياب طويل، وأرى أن الكونفدرالية الإفريقية أحسنت الاختيار لأن المنتخب الجزائري بحق صنع الحدث وأبهر الجميع في موسم 2009. هل تابعت مشوار الجزائر في تصفيات كأس العالم و كأس أمم إفريقيا الأخيرة وما رأيك في المنتخب الحالي؟ ... طبعا أنا من أشد المعجبين بالكرة الجزائرية... تابعت عدة مباريات لمنتخبكم خلال تصفيات كأس العالم حيث فاجأت الجزائر كل من كان يتوقع تأهل بطل إفريقيا المنتخب المصري، وتمكنت من الاطاحة به في لقاء فاصل لتحجز تأشيرة المرور للمونديال عن استحقاق وتثبت أن لغة الميدان غير لغة الحسابات أما خلال كأس إفريقيا فأرى أن المنتخب الجزائري وجد العديد من الصعوبات خاصة في بداية الدورة، وربما قد يرجع ذلك إلى الإصابات والضغط الذي صار يشعر به اللاعبون بما أن المنتخب الجزائري صار محط الأنظار ويحسب له ألف حساب ليعود بعدها بقوة ويصل للدور النصف النهائي وكان برأيي قادرا حتى على العودة بالتاج الإفريقي. ما هي المباراة التي شاهدتها للمنتخب الجزائري و أثارت إعجابك؟ طبعا لا يختلف إثنان في أن المنتخب الجزائري أبان عن وجه رائع أمام المنتخب المصري في المباراة الفاصلة للمرور إلى المونديال، كما أن مباراة كوت ديفوار أبانت عن منتخب قوي يطبق كرة جميلة لكن هناك مباراة أثارت انتباهي... ما هي هذه المباراة؟ مباراتكم الأخيرة في الدور الأول ضد أنغولا في كأس إفريقيا، حيث انتهت نتيجتها بالتعادل السلبي الذي كان يضمن للمنتخبين المرور إلى الدور الثاني. وأين تكمن الغرابة في ذلك؟ هناك العديد من الأطراف في بلدكم انتقدت مباراة ألمانيا – النمسا في مونديال إسبانيا 1982، وتحدثت عن مؤامرة بين المنتخبين لقطع الطريق أمام الجزائر ليعودوا اليوم بتصريحات متناقضة بأن الجزائر وأنغولا لعبتا بطريقة ذكية، بما أن التعادل يكفل لهما المرور سويا إلى الدور الثاني ولم يكن هناك اتفاق مسبق على ذلك، و هو نفس الأمر بالنسبة لنا سنة 1982 حيث لعبنا بطريقة ذكية حاولنا من خلالها الفوز أو الخروج بالتعادل بما أن ذلك يخدم حساباتنا للمرور إلى الدور الثاني. برأيك لم يكن هناك اتفاق مسبق بين منتخبكم و النمسا لإقصاء الجزائر؟ لم يحصل ذلك أبدا... بذلنا مجهودات للفوز بالمباراة لكن منتخب النمسا تمكّن من فرض التعادل علينا والمرور معنا إلى الدور الثاني، لذلك أنفي كل ما يتداول بهذا الشأن عن وجود مؤامرة بيننا وبين النمساويين لإقصاء الجزائر. كنت اللاعب الوحيد الذي حذر من الاستهزاء بالمنتخب الجزائري سنة 1982 هل مرد ذلك إلى احترامك لأي منافس تواجهه أم إلى إدراكك قوة المنتخب الجزائري آنذاك؟ هزيمتنا أمام الجزائر سنة 1982 تعود بالدرجة الأولى إلى الضغط الذي كان مفروضا علينا باعتبارها مباراة الافتتاح بالنسبة لنا، والتعثر فيها غير مسموح لإبداء نوايانا في معانقة التاج ولا علاقة لهزيمتنا بالاستهزاء بالمنتخب الجزائري الذي استغل الضغط المفروض علينا لأداء مباراة رائعة والانتصار. هل ترى بأن المنتخب الجزائري الحالي قادر على المرور إلى الدور الثاني في المونديال؟ طبعا لكم حظوظ كبيرة مثل بقية المنتخبات، ففي حال أدائكم لمباريات قوية خلال دور المجموعات أكيد ستتمكنون من المرور إلى الدور الثاني، خاصة وأنكم تملكون فريقا أثبت كم من مرة قدرتها على مجاراة المنتخبات الكبيرة وتقديم أداء مبهر لكن يبقى على هذا الفريق تطوير أدائه والاستقرار في المستوى والتحضير جيدا لمنافسة بحجم كأس العالم. ما الفرق بين منتخب 1982 ومنتخب 2010 وأيهما أحسن برأيك؟ حسب رأيي منتخب 1982 كان منتخبا قوي جدا وبلغ مستوى راقي من ناحية الاستقرار في الأداء والفرديات اللامعة التي كان يضمها، فهو منتخب متماسك بأتم معنى الكلمة أما المنتخب الحالي. فبرغم أنه فريق منظم يؤدي مباريات رائعة ويملك الفرديات إلا أنه غير متوازن و لا زال يفتقد للاستقرار في أدائه، بدليل ما حدث له خلال مواجهة نصف نهائي كأس إفريقيا الماضية، لذلك كمتفرج أرى أن منتخب 1982 هو الأحسن وكان يمتع الجماهير بأدائه. في حالة تصدر ألمانيا لمجموعتها وتأهل الجزائر في المركز الثاني سيشهد الدور الثاني مواجهة جديدة بين ألمانياوالجزائر... فهل ترى بأن الجزائر قادرة على الاطاحة بالمانشافت من جديد أم أن المنتخب الألماني استوعب درس 1982؟ أظن أنه لا مجال للمقارنة بين المواجهات السابقة والمواجهات القادمة لأن طريقة اللعب تطورت وصارت تختلف عما كان عليه الحال سابقا، لذلك أتوقع أن مواجهة كهذه لو حدثت ستكون مواجهة قوية بين منتخبين يطبقان كرة قدم مختلفة، فلكل منهما تقاليد كروية عريقة سيحاول من خلالها التغلب على الآخر وسيكون الميدان الفاصل الوحيد بينهما لذلك عليهما اللعب لا غير وتسيير المشوار خطوة بخطوة، وأقصد عدم التفكير في مواجهات الدور المقبل قبل حدوثها وقبل انتهاء مواجهات الدور الأول التي تعتبر جد هامة. هل تعرف بعض اللاعبين الجزائريين؟ طبعا هناك رفيق صايفي الذي كان ينشط في البطولة القطرية، كما أني أتابع لاعبيكم من خلال البطولة الألمانية على غرار عنتر يحيى ومطمور... هي أسماء استطاعت فرض نفسها في الدوري الألماني الصعب جدا وباتت تحتل مكانة كبيرة في أنديتها. شكرا لك... كلمة أخيرة من فضلكم؟ أتمنى للمنتخب الجزائري كل التوفيق في المونديال القادم والمرور إلى الدور الثاني ولما لا مواجهة المنتخب الألماني مجددا حتى نشاهد لقاء قويا كالذي شاهده العالم في إسبانيا 1982.