من أغرب ما حدث في المشاركة الجزائرية في المونديال، أن صانع الألعاب، زياني الذي لم يشارك إلا في 10 لقاءات مع ناديه الألماني فولسبورغ طيلة الموسم، أي منذ شهر أوت إلى غاية منتصف ماي الفارط، لعب 3 مباريات من المستوى الكبير في المونديال الحالي، رغم أن الخبراء الذين استعان بهم الناخب الوطني، أكدو عدم قدرة هذا اللاعب على تحمل ريتم المنافسة القوي والعالي في تظاهرة مثل كأس العالم، خاصة أننا واجهنا منافسين يعتمدون على الجانب البدني بشكل كبير على غرار المنتخب الأمريكي أقوى فريق من الناحية البدنية في الدورة، دون نسيان المنتخب الإنجليزي والسلوفيني. إمتحان "الكوبور" الذي أجراه في سويسرا أكد أن يمكنه لعب 50 دقيقة في المباراة وبالعودة إلى الإختبار البدني الذي أجراه المنتخب في سويسرا، ما يسمى ب "الكوبور" الذي أشرف عليه المحضر البدني الإيطالي الذي جلبه سعدان، أكد لبعض المصادر المقربة، أن زياني ليس بإمكانه لعب أكثر من شوط في كل مباراة أو على الأكثر 50 دقيقة، لكن سعدان حرص أن لا تنشر نتائج الإختبار حتى لا يكون في حرج، إذا اعتمد على زياني في أكبر من المدة المحددة من الخبير، وكان المتتبعون والأخصائيون ينتظرون إقحام زياني في فترة تتناسب مع ما يمتلك من امكانياته البدنية، لأنه لم يشارك كثيرا مع فريقه فولسبورغ، خاصة بعد العودة من كأس إفريقيا وتهميشه من قبل المدرب الجديد بعد إقالة أمين فيه الذي جلب زياني في بداية الموسم، للتتعقد بعد ذلك مأمورية كريم وأصبح يتدرب دون أن يكتسب منافسة رسمي، وحتى اللقاءات التي شارك فيها كان في الإحتياط. الإرادة الكبيرة لزياني لا تنفع في مثل هذا المستوى ورغم أن زياني يعد لاعبا أساسيا في المنتخب ومهما للغاية، حيث يتمتع بإرادة فولاذية ومعروف بحبه الكبير للوطن ويلعب المباريات بحرارة كبيرة، وهي النقطة التي كان يعول عليها في المونديال حتى يعوض النقص البدني الذي يعاني منه ونقص المنافسة، والموسم السيء الذي أداه زياني في أاول تجربة في البوندسليغا، لكن لا يمكن ذلك في منافسة من حجم كأس العالم، لأن زياني بذل كل مايملك من قوة في اللقاء الأول أمام سلوفينيا، حين ظهر بوجه طيب رغم أننا توقعنا أن ينهار بدنيا في اللقاءين القادمين، خاصة إذا لم يعرف كيف يوزع جهده البدني على المباريات الثلاثة التي كانت تنتظر الخضر، دون أن نهمل العوامل المناخية التي سادت فيها مباريات كأس العالم والإرتفاع الكبير الذي يميز جنوب إفريقيا.