مباراة الغد والتي ستكون بين الغريمين التقليديين شبيبة بحاية، بقدر ما ستكون خاصة جدا بالنسبة للكثير من اللاعبين السابقين للشبيبة، بما أنهم سيواجهون فريقهم السابق سابقة مثل حملاوي، لن تكون أخص من مفتاح الذي سيواجه ولأول مرة منذ بداية مشواره الكروي فريقه الذي ترعرع فيه، حيث قضى فيه أكثر من عشر سنوات وبالضبط منذ بداياته في صنف الأصاغر، لمّا كان في عهد النجاحات الكبيرة التي حققتها الشبيبة مع مطلع الألفية الثالثة، حيث كان في صنف الأصاغر وكان يتنقل للملعب، إلى أنّ أتى اليوم الذي تألق فيه مع الشبيبة ووصل بفضلها إلى المنتخب، وبما أنّ القدر كان يخبئ له الكثير من الأمور، فقد وصل اليوم الذي سيُرى فيه بقميص غير الشبيبة ليواجهها غدا في ملعب الوحدة المغاربية وهو بالقميص الأخضر والأبيض. بدأ مع الأصاغر ولم يكن يحلم بارتداء لونا آخرا غير الأصفر بداية الشاب القبائلي الذي وصل للشبيبة يوم كانت عائلته السابقة، قد صنعت لنفسها اسما كبيرا في سجل الشبيبة لا لشيء سوى لأنها أنجب كل من محي الدين وراحم وآخرين من العائلة الذين ساهموا في نتائج الشبيبة، فبدأ في صنف الأصاغر مع العديد من المدربين من أبناء النادي، وكان يحظى برعاية كبيرة جدا بالنظر لسمعته العالية، وقد بدأها في البداية كمدافع أوسط مع الأصاغر ثم الأشبال إلى غاية أن وصل للأواسط، أين كانت الشبيبة قد فتحت له الأبواب على مصراعيها للوصول إلى المنتخب الوطني للأواسط ،الذي عرف فيه التألق أيضا مع العديد من اللاعبين الذين يشهدون له بذلك إلى حد الآن ومن بينهم عودية، جابو والبقية التي تعرف عليها في سنواته الأولى من حكايته مع النجومية التي كانت تملي عليه عدم تغيير اللون الأصفر مهما كان الحال. التألق كان مع شاي وقصة لعبه في مكان رحو الشهيرة بداية تألق هذا الشاب كانت في بداية سنة 2004، يوم كان يلعب في الأواسط ويتدرب يوميا مع الأكابر، فلفت نظر المدرب جون إيف شاي الذي منحه الفرصة في أكثر من مرة في المقابلات الودية فوجده أحسن، مما كان يتوقع لكن ولسوء حظ "تشيكو" كما كان ينادى في الصغر لم يستطع فرض نفسه لا لشيء سوى لأن منافسه على الجهة اليمنى كان اللاعب الدولي المعروف آنذاك بخبرته الكبيرة سليمان رحو، لكن مادامت الإرادة هي التي تصنع الفارق فقد بدأ اللاعب يأخذ الثقة في نفسه أكثر وبمساعدة الرئيس حناشي آنذاك والمدرب شاي الذي كان يملك حسابات كثيرة مع رحو، فلم يجد من بعد لإبعاده من التشكيلة سوى بمفتاح الذي كان شابا ويلعب في المنتخب الوطني ومنذ ذلك اليوم بدأ مشواره الحافل مع الشبيبة. لولا مشاكله مع الإدارة لما غادر الشبيبة قبل دوري مجموعات رابطة الأبطال اللاعب الذي عرف منذ الصغر بعدم الحديث مطولا للصحافة، لأنه وبكل بساطة متواضع ولا يحب الظهور كثيرا، كان تألقه منذ موسم البطولة الأولى التي نالها مع الشبيبة، وفيما بعد بمشواره في رابطة الأبطال التي وصل فيها مع الشبيبة إلى دوري المجموعات مرتين متتاليتين ليواصل التألق فنال لقب 2006، لينال بعدها اللقب الأخير عام 2008. كان معروفا بحرارته الكبيرة مع الشبيبة لكن ولسوء حظه حدثت له مشاكل كثيرة مع الإدارة القبائلية التي احتقرته ولم تقدم له حقه كما قال، فغادر والفريق على وشك البداية في دوري أبطال إفريقيا شهر جوان الماضي، ليترك وراؤه مشوارا حافلا لم يكن أحد يتوقع له بذلك. سيواجهها بقميص بجاية غدا وكله أمل في العودة يوما ما اليوم حدث الشيء الذي لم يكن أحد من عائلته يتوقعه، سيحدث هذا المساء عندما يدخل بلونين مغايرين تماما للأصفر أو الأخضر ألا وهو القميص الأبيض البجاوي، وهو ما يعني أنه سيكون خصما لرفاقه السابقين مثل عودية الذي يعرفه منذ عهد الفريق الوطني للأواسط، وعسلة الذي لعبه معه في المنتخب المحلي، دون نسيان دويشر الذي تعلم منه الكثير وكذا بلكالام وبرفان اللذان كانا صديقاه الحميمان العام الماضي ولا يستطيع نسيان كل هذا من دون شك، بما أنه لعب كثيرا معهم ولم يتوقع يوما أن يغادرهم ورغم أن الميدان سيكون فيه كلاما آخرا، إلا أنّ اللاعب سيبقى يتذكر دائما ذلك القميص الأصفر الذي تألق به وسيعمل جاهدا على العودة يوما ما لارتدائه.