تشهد مراسم الإعلان عن الفائز بجائزة أفضل لاعب إفريقي للعام الحالي، والتي ستقام اليوم بمقر الإتحاد الإفريقي "الكاف" بالقاهرة احتفالية خاصة، تتعلق بالصلح الذي تم مؤخرا في الدوحة بين سمير زاهر رئيس الإتحاد المصري لكرة القدم ومحمد روراوة رئيس الإتحاد الجزائري لكرة القدم . وهو الاجتماع الأول بين الرجلين، بعد المباراة الفاصلة في السودان، والتي توترت فيها العلاقات بين الرجلين والشعبين عموما، بعد إقدام رؤوس الفتنة في مصر على شتم كل ما هو جزائري ووصل بهم الأمر إلى غاية شتم شهدائنا الأبرار، لكن رغم كل مخلفات هذه الحادثة التي مازالت وستبقى راسخة في أذهان كل الجزائريين، الذين أكدوا أنهم لن يقبلوا بهذا الصلح، إلا إذا كان هناك اعتذار رسمي ممن أساؤوا للجزائر، إلا أنّ رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة ضرب كل هذه الاعتبارات عرض الحائط، وجسد المصالحة في أرض الواقع خدمة لمصلحته الشخصية وبغية الظفر بمنصب عضو في المكتب التنفيذي في "الفيفا"، وهو ما تفطن له الجميع إلى درجة أن السواد الأعظم من الجمهور الجزائري راح إلى تلقيب هذه المصالحة، بمصالحة العار بعد أن تأكدوا أن روراوة انتهج منطق مكيافيلي "الغاية تبرر الوسيلة" من رفض المصافحة إلى يدا بيد حسب ما أكدته مصادر متطابقة، فإن الاحتفالية ستشهد دخول زاهر وروراوة يدا بيد للإعلان عن إذابة جميع الأزمات التي نشبت بين الطرفين منذ اللقاء الفاصل الذي جمع بين المنتخبين في التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى كأس العالم بجنوب إفريقيا 2010 .وهو الأمر الذي يعتبره المتتبعين بالمفارقة العجيبة، فبالعودة إلى شهر نوفمبر من العام الفارط، يتذكر الجميع أنّ روراوة رفض مصافحة زاهر بأم درمان بالسودان، تعبيرا عن تذمره من خرجات المصريين الذين بالغوا في تشميت الجزائر، ووصل بهم الحال إلى غاية إهانة شهدائنا الأبرار وهو الأمر الذي لن ننساه أبدا، لنجد بعد سنة من الحادثة روراوة يتنقل إلى مصر ويدخل الاجتماع يدا بيد مع زاهر الذي يتحمّل النصيب الأوفر مما حدث من فتنة بين الشعبين الجزائري والمصري في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2010 التي جرت فعالياتها بجنوب إفريقيا. عدة قضايا للنقاش وكأس العرب في الواجهة يتواجد روراوة في القاهرة حاليا بعد دعوة مسؤولي "الكاف" له لحضور الاحتفالية، أين سيعقد جلسة خاصة مع زاهر صباح الغد لمناقشة العديد من القضايا المطروحة على الساحة الرياضية، أبرزها عودة بطولة كأس العرب للمنتخبات والأندية، ليتوجهان بعد الجلسة مباشرة إلى مقر "الكاف" لحضور الاحتفالية الخاصة بجائزة أفضل لاعب إفريقي. زاهر ضرب عصفورين بحجر واحد أقام سمير زاهر، رئيس الإتحاد المصري لكرة القدم، مأدبة غذاء أول أمس لبعض المسؤولين في الاتحادية المصرية، وذلك لشرح وجهة نظره في الصلح الذي تم مؤخراً بينه وبين نظيره في الإتحاد الجزائري محمد روراوة إثر فترة جفاء دامت لأشهر. وكان زاهر قد تصالح مع روراوة على هامش لقاء منتخب مصر الودي مع نظيره القطري مؤخراً، وذلك وسط مشاعر متباينة من الجماهير ووسائل الإعلام في البلدين، بين مؤيد ومعارض، بالرغم من أن الجميع تفطنوا بأن الهدف من المصالحة مصلحاتي أكثر منه إنساني في أبعاده. ولهذا الغرض عمد زاهر لإقامة مأدبة غذاء ضمت بعض المؤثرين والفاعلين في "الجبلاية" من أجل شرح وجهة نظره، والتأكيد على ضرورة إنهاء الخلاف مع الدولة الشقيقة بما يصب في صالح الجميع. وهو ما يؤكد أنّ زاهر استفاد أيضا من المصالحة وضرب عصفورين بحجر واحد. وليد. م