زار مقر "الشباك" أول أمس المناصر الوفي لعميد الأندية الجزائرية حميد غوغو، القاطن في أحد أحياء القصبة العتيقة، ليروي لنا الأحداث والظروف الصعبة التي تلاقي الأنصار لدى تنقلاتهم مع الفريق إلى مختلف الملاعب عبر الوطن. أنصار العاصمة مستهدفون في كل التنقلات وفي حديثنا عن التنقلات التي دائما ما تكون صعبة لأنصار المولودية في مختلف الخرجات، قال محدثنا "ليست المولودية فقط المستهدفة بل كل أنصار الأندية العاصمية يعانون الأمرين في مختلف تنقلاتهم لمساندة فرقهم". مضيفا لم أفهم لماذا دائما يحدث لنا ذلك؟ وكمثال على ذلك ما حدث منذ موسمين مع أنصار مولودية العلمة الذين استقبلوا خير استقبال في بولوغين رغم صغر الملعب وتم تخصيص مكان لهم، لكنهم في لقاء الإياب استقبلونا بشكل غير منتظر وأصبحت الحجارة تتهاطل كالأمطار، وليس أنصار العلمة الوحيدون، فما عاشه "الشناوة" في مختلف تنقلاتهم لا ينسى وحتى أنصار الفرق الأخرى دائما ما عاشوا الجحيم كلما رحلوا لمساندة فرقهم خارج الديار إلا في مناسبات قليلة. تنقل مستغانموتيارت لا يزال راسخا في الأذهان أما بخصوص أحلى التنقلات التي عاشها مع معشوقته المولودية، فأجاب بسرعة تنقلنا إلى تيارت لمواجهة إتحاد السوڤر في آخر لقاء من القسم الثاني، كان رائعا ولن أنساه ما حييت، فلقد كان يتوجب علينا الفوز باللقاء من أجل الصعود، آمنا بفريقنا وتنقلنا بأعداد كبيرة وكان لنا ما أردنا، "البعض اعتقد أن الشناوة تركوا فريقهم بعد السقوط وبأن أجواء زبانة والتنقلات الكبيرة لن تعود لكننا أثبتنا العكس" . كما لم ينس حميد غوغو الحديث عن تنقل مستغانم الذي كان خرافيا كما يقول، "ذهبنا إلى هناك وغزونا مستغانم وفي الصباح الباكر وجدوا الملعب ممتلئ والجميع دخل بدون تذاكر، إنهم "الشناوة" قادرون على فعل أي شيء وقتما أرادوا ونحن قادرون على الترحال إلى أي مكان وبأعداد كبيرة". محدثنا في نهاية حديثه عن التنقلات تحسر كثيرا على الحضور الجماهيري الحالي، قائلا "في الماضي كنا نتنقل بعشرات الآلاف من الأنصار إلى كل مكان، والآن نعجز عن ملئ ملعب 5 جويلية حتى في المباريات الكبيرة". عشنا الجحيم في طريق الغرب، الشلف بوقادير وسيدي خطاب.. حواجز من قبل سكان مناطق الغرب.. يكرهونا ماعلاباناش وعلاش المعانات في التنقلات خارج العاصمة، لا تقتصر فقط على ما يحصل داخل الملعب وخارجه بعد نهاية المقابلات حسب ضيفنا "الشنوي"، الذي تحدث عن ما يواجهه الأنصار في طريقهم لمساندة فريقهم المحبوب خاصة عندما يتعلق الأمر بمناطق الغرب الجزائري متسائلا عن سبب كرههم للشناوة ولأبناء العاصمة، حيث أكد أنهم عانوا من حواجز لسكان مناطق الغرب الذين دائما ما أرادوا النيل من المناصرين خاصة في الشلف، بوقادير وسيدي خطاب، إنهم يكرهوننا ولا أدري سبب ذلك. عيب على قرباج واش دار .. وربح غير العيب ما حدث هذا الموسم في لقاء الداربي بين مولودية العاصمة وشباب بلوزداد بملعب 20 أوت، لازال يسيل الكثير من الحبر، فضيفنا لم ينس ولم يغفر لقرباج ذلك قائلا "ما قام به قرباج بعيد كل البعد عن الاحترافية، خاصة وأنه رئيس ناد من القسم الأول، مؤكدا أنّ رئيس الشباب ربح غير العيب مع الشناوة" فمن غير المعقول حسبه تخصيص "البولاييه" فقط لأنصار المولودية الذين لو أعطيت لهم كل مدرجات ملعب 20 أوت فهم قادرون على ملئها منذ الساعات الأولى من الصباح، فما بالك بما فعله قرباج الذي رفض منح المدرجات الثانية لنا، عيب كبير ما حصل، الأمر أصبح من الماضي لكن عليه أن ينتظر أكثر من هذا في لقاء الإياب وعلى الكل أن يتحمل مسؤوليته. كرهنا من سياسة البريكولاج يا غريب ومن جهة أخرى، لم ينس محدثنا الكلام عن مسيّري العميد الذين أصبحوا يتعرضون عقب كل لقاء إلى شتى أنواع الشتائم القادمة من المدرجات، حيث أصبح الأنصار يطالبون برحيل الجميع وأولهم عمر غريب، فقال لنا غوغو "المولودية تسير بسياسة البريكولاج بقيادة عمر غريب ونحن كأنصار لم نعد نطيق الوضع" مطالبا بإيجاد مخرج سريع، خاصة أنّ غسيل الفريق أصبح ينشر في مختلف صفحات الجرائد، ومن العيب أن يحدث هذا لعميد الأندية الجزائرية والذي يعتبر من أكثر الأندية تأخرا في بطولة الاحتراف من الجانب الإداري. لم يستطع استقدام لاعبين لخلافة الثنائي بوڤاش وبومشرة لم يتوقف حديث المناصر عند هذا الحد، بل واصل انتقاده لسياسة الإدارة الحالية والتي فرطت في اثنين من أبرز اللاعبين وهما الحاج بوڤاش الذي انتقل لبطولة الدرجة الثانية الإماراتية وكذا سليم بومشرة والذي أمضى في إتحاد الحراش، لاعبان كان لهما وزنا كبيرا في التشكيلة وساهما في اللقب لكن المسيرين أضاعوهما، والأمر حسب ضيفنا هو أنّ الفريق عجز عن انتداب لاعبين جدد لخلافتهما، وهذا ما يعتبر بمثابة أكبر أخطاء الإدارة الحالية والجميع يرى نتيجة ذلك، فالنادي يعاني عقما هجوميا كبيرا بسبب أخطاء كان يمكن تفاديها. كيف نبحث عن استقرار النتائج بعد تضييع سنوسي وبومشرة وقد تساءل بعد ذلك؛ كيف لفريق فاز باللقب يضيّع عدة لاعبين أساسيين بدون مقابل في الموسم الموالي؟؛ وأضاف "هل من الممكن أن يواصل الفريق حصد النتائج الإيجابية، وهو الذي ضيّع ثلاثة لاعبين من بين القطع الأساسية فيه"، حيث أكد أنّ الإدارة أخطأت بترك بومشرة يذهب لإتحاد الحراش، كما أنّ تألق سنوسي مع جمعية الشلف أثبت للجميع أنه كان يستطيع تقديم الإضافة لو بقي. يوسف سفيان ومبيلومباسي كبيرة عليهم المولودية حميد غوغو أعاب على مسيري المولودية وعلى المدرب آلان ميشال استقدام الثنائي مبيلومباسي والمهاجم يوسف سفيان، حيث لم يفهم لحد الآن سرّ بقاء مبيلومباسي مع الفريق طيلة المباريات السابقة دون أن يؤهل، كما أنه وعلى غرار العديد من "الشناوة" لم يقتنع بمستوى المهاجم يوسف سفيان الذي لم ينجح لحد الآن، في تقديم ولو نصف ما كان يقدمه بوڤاش مع العميد. وفي ختم حديثه عن اللاعبين، اعتبر أنّ المولودية أكبر منهما ومن العيب أن يضم الفريق لاعبين بمستواهما إلى تعداده. لا نستطيع أن نلوم عمرون لوحده وقد تطرقنا في حديثنا إلى قضية المهاجم عمرون، الذي دائما ما يتلقى اللوم والشتائم من الأنصار، فدافع عنه محدثنا قائلا "صحيح أنّ لدينا مشكلة في الهجوم لكن عمرون ليس وحده المسؤول". مضيفا أنّ اللاعب شاب ومن أبناء الفريق، فيجب علينا الوقوف بجنبه ومساعدته، حتى وإن أضاع بعض الفرص، إلا أنه من محبي الفريق ومن أبنائه الذين يجب أن ندعمهم حتى لا نندم عليهم إن ضاعوا مثل سابقيهم. أنا ضد شتم اللاعبين بمجرد إنطلاق المباراة هذه هي إجابته، عندما سألناه عن ما يواجهه اللاعبون من شتائم بعد النتائج السلبية التي أضحى الفريق يحصدها خاصة في ملعبه، فطالب الأنصار بدعم الفريق قليلا، فمن غير المعقول حسبه أن يبدؤوا بشتم اللاعبين بمجرد انطلاق المقابلة، فهذا سيؤثر في معنوياتهم وقد ندفع ثمن ذلك بتعثر جديد أمام إحدى الفرق التي جاءت لتعود بأخف الأضرار. أين الرجال الذين يحبون المولودية؟ بكل حسرة تساءل غوغو عن محبي المولودية من رجال المال والأعمال قائلا أين هم؟؛ أين الذين لا يبحثون على التشحام؟؛ ويسهرون على سلامة الفريق وأن من يساعدون النادي في البحث عن النتائج الإيجابية عكس ما نراه حاليا في الفريق، فالجميع يبحث عن مصالحهم الشخصية التي يريدون قضائها باستعمال مناصبهم في أعرق وأكبر ناد بالجزائر حتى ولو كان ذلك يضر بالفريق. من المستحيل أن نطالب اللاعبين بالنتائج وهما ماشي خالصين وصل الحديث عن ذلك، حيث قال كيف ستأتي النتائج الإيجابية والانتصارات ونحن نرى أن اللاعبين لا يتقاضون أجورهم؟؛ فمِن المستحيل للاعب أن يعطي كل ما عنده وهو لم يتقاض أمواله،فمهما يكن فهو يقتات من كرة القدم، يمكنهم الصبر قليلا لكن البقاء طيلة كل هذه المدة دون نيل مستحقاتهم أمر غير معقول، كما لم ينس الحديث عن قضية بابوش الذي أعار الإدارة مبلغا من المال، وهو الذي كان من المفترض أن يأخذ الأموال، وهذا كله يحدث في عالم الاحتراف وفي عميد الأندية الجزائرية. حنا مع لياسما خاوة ولم يسبق لنا أن دخلنا في مناوشات وفي ختام لقاءنا مع مناصر المولودية حميد غوغو، أكد هذا الأخير على طيبة العلاقات بين "الشناوة" و"المسامعية" الذين دائما ما كانت مقابلاتهم قمة في الروح الرياضية والتنافس الشريف، خاصة في المدرجات نافيا أنّ يكون أنصار الفريقين قد دخلوا في مناوشات بينهم، مؤكدا على العلاقات الأخوية بين الفريقين رغم حساسية اللقاء الذي يعتبره الأنصار لقاء الموسم ويحضر له قبل المباراة بمدة طويلة، كما اعترف أن الداربي فقد بريقه مقارنة بالسنوات الماضية، وتمنى أن تعود الأيام الخوالي إلى مدرجات وملعب 5 جويلية. يونس. ر