طلب عدد من الشخصيات الثقافية ومديرو الثقافة وممثلو المجتمع المدني بولايات الجنوب الجزائري، من الناشرين والمشرفين على قطاع السينما، الاقتداء بالمسرح الوطني وتنظيم قافلة ثقافية في ولايات الجنوب وذلك بتنظيم معارض للكتاب وإقامة عروض للسينما، بهدف توفير أجواء ثقافية، ومقاومة العزلة التي تعيشها هذه الولايات. الدعوة جاءت في شكل رسالة مفتوحة لكل الفاعلين في الساحة الثقافية الجزائرية، من ناشرين وسينمائيين وشخصيات فكرية وفنية وجمعيات ثقافية، وحملت عنوان »الاستثمار في الثقافة، والتفكير فيما بعد البترول«. وقد اعتبر أصحاب الدعوة أن الوقت قد حان لتحظى ولايات الجنوب بقليل من الاهتمام، وخاصة في قطاع الثقافة الذي يبقى حكرا على الشمال وبالذات العاصمة، وفي أحسن الأحوال يدور في الولايات الساحلية. وقد حملت الرسالة الكثير من اللوم، معتبرة أن ذلك يدخل في سياق التمييز والتعالي، بالرغم من أن مناطق الجنوب تختزن الكثير من الكنوز الثقافية من شأنها إنعاش وإثراء الساحة الثقافية الجزائرية.وقد اعتبر أصحاب الدعوة أن التفكير في مناطق الشمال فقط يحرم أبناء الجزائر في الجنوب من حقوقهم على هؤلاء الفاعلين في الاستفادة والتمتع بالإبداع الثقافي، وضرورة الاحتكاك وتبادل التجارب والخبرات، والحصول على حقهم في تثمين إبداعاتهم الفكرية والفنية، كغيرهم من الجزائريين. وأضاف أصحاب الرسالة، لم يتم الالتفات إلى مناطق الجنوب إلا بالمشاريع التنموية التي جاءت مع برامج رئيس الجمهورية، ولكن تبقى بحاجة إلى البرامج الثقافية التي تلبي حاجات شباب هذه المناطق من جهة، وتقدم للجمهور روائع ثقافية وفنية مهمة، هم في أمس الحاجة إليها.كما نبّه هؤلاء إلى الحجم الضئيل الذي ناله أبناء الجنوب من تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية، وهو الأمر الذي أظهر حجم وحقيقة التهميش والإقصاء الذي يعاني منه هؤلاء في المجال الثقافي، فلولا الأسابيع الثقافية لما منح لهؤلاء فرصة الظهور والمشاركة في هذه التظاهرة الثقافية التي كان من المفروض أن تظهر التنوع الثقافي للجزائر كلها، ولكنها اقتصرت على المناطق الشمالية، وحرمت الوفود العربية من الكثير من الإبداعات التي من شأنها أن تقدم صورة مغايرة عن تلك المعهودة. من جهة أخرى تمت الإشارة إلى الكنوز الثقافية والفنية والفكرية التي تختزنها مناطق الجنوب الجزائري، بداية من مخازن المخطوطات إلى الإبداعات الفنية، إلى المناطق السياحية الطبيعية الخلابة، التي يمكن أن تستثمر في مشاريع ثقافية مهمة، لا ينحصر هدفها على الجانب الثقافي بل يمكن أن تمتد إلى المجالات الاستثمارية، ذات المردود الاقتصادي المهم. ونوّه في الأخير أصحاب الرسالة بالفاعلين الثقافيين بالاتجاه نحو الجنوب، وبالذات من خلال نقل نشاطاتهم إلى الصحراء، وأن يكون الاقتداء بالتجربة الناجحة للمسرح الوطني في المدة الأخيرة.