تحولت الجلسة المسائية المخصصة للإستماع لرئيس فريق اتحاد البليدة بسطا سعيد المدعو "زعيم محمد"، إلى معركة بين رئيسة الجلسة، التي كانت تدافع عن زعيم، باعتباره شاهدا ودفاع الطرف المدني ممثلا لمصفي بنك الخليفة الذي أصر على تحويل الشاهد إلى متهم، الأمر الذي اعترضت عليه رئيسة الجلسة، مشددة على أن زعيم شاهد وسيبقى كذلك. وقالت السيدة براهيمي "أنا ألبست زعيم صفة الشاهد وأقسمته اليمين، وما ينبغي تحويله إلى متهم"، في رد صارم على محاولة دفاع الطرف المدني، ودفاع المتهم "عبد الحفيظ. ش" مدير الأمن والوقاية بمجمع الخليفة، توجيه أسئلة تدين رئيس فريق اتحاد البليدة، وتضعه في خانة المتهم. وكادت الجلسة المسائية أن تخرج عن مسارها الطبيعي بسبب الفوضى واحتجاجات الدفاع ووقوف الحاضرين، الأمر الذي دفع النائب إلى الإلتماس من الرئيسة رفع الجلسة لبضع دقائق ريثما تعود المياه إلى مجاريها، غير أن السيدة براهيمي رفضت الالتماس وطلبت من الجميع العودة إلى أماكنهم، والتزام الهدوء، في الوقت الذي أصر الدفاع على توجيه السؤال للشاهد والذي مفاده، هل حصل زعيم على قروض خاصة به كشخص وليس لفريق البليدة، وهو الأمر الذي اعتبرته الرئيسة خروجا عن موضوع الجلسة المتمثل في تمويل فريق البليدة، الذي ورد فيه اسم "عبد الحفيظ. ش" باعتباره هو الذي تفاوض مع فريق البليدة كممثل لبنك الخليفة في إطار صفقات التمويل الرياضي "السبونسور" الذي استفاد منه فريق إتحاد البليدة. ورفضت القاضية هذا السؤال بشدة، لكن الدفاع وبعد أخذ ورد، رافقته مشاحنات كلامية، عاد لطرح السؤال بصيغة أخرى، "هل توسط "عبد الحفيظ. ش" لك كي تستفيد من قرض، وهو ما نفاه الشاهد جملة وتفصيلا، وهنا قال زعيم "لم أستفد كشخص"، لكنه أكد أنه أبرم اتفاقا شفويا معه في سنة 2001 لتمويل الفريق، قبل أن يتم ترسيم هذا الاتفاق في السنة الموالية 2002 مع المكلف ب "السبونسور" ببنك الخليفة "م.ط"، مؤكدا استلام فريقه ما بين 3 إلى 4 ملايير في المجموع من سنة 2001 إلى نهاية سنة 2002، مشيرا إلى أن هذه الأموال تمت في إطار قانوني، التزم فيها فريق البليدة بوضع لوحات إشهارية في الملعب ووضع علامات الخليفة على لباس الفريق، وهو ما اعتبره "أخذ وعطاء". وأفاد زعيم محمد في شهادته أن هذه الأموال كانت تصب في حساب الفريق من حساب وكالة بنك الخليفة بالبليدة، موضحا أن الفريق تحصل على مبلغ 2.5 مليار في سنة 2001، ومبلغ أقل منه لم يحدده في سنة 2002، التي شهدت، كما قال، توقف هذا "السبونسور"، لأن "عبد الحفيظ. ش"، مثلما أكد زعيم، حاول التدخل في شؤون الفريق من خلال دعواته المتكررة إلى تسريح بعض اللاعبين واستقدام آخرين. وأكد الرئيس السابق لفريق البليدة أن هذه الأموال وجهت لتسير الفريق، في شكل أجور قدرت ما بين 3 و4 ملايين سنتيم شهريا ل 18 لاعبا، وما بين 50 إلى 300 مليون سنتيم كعلاوات للإمضاء على العقود، فضلا عن تخفيضات بنسبة 50 بالمائة في تذاكر التنقلات عبر الخطوط الداخلية للخليفة للطيران. وأكد زعيم أنه لم يكن يعرف رئيس مجمع الخليفة، لكنه أشار إلى أنه التقاه في فرنسا صدفة على هامش لقاء الجزائر فرنسا من كرة القدم، غير أن "عبد الحفيظ. ش" لم يتمالك نفسه وقاطع الرئيسة، مؤكدا أن زعيم استقبل عبد المومن خليفة بملعب البليدة خلال مقابلة جرت في يوم جمعة، والأنصار حاضرون، داعيا القاضية إلى الاستعانة بشهادة الأنصار واللاعبين، ما دفع زعيم إلى تدارك تصريحاته، موضحا أنه فعلا استقبل خليفة، مثلما استقبل الوالي والوزير وشخصيات أخرى حضرت المباراة. وهنا تدخل دفاع المدرب الوطني السابق إيغيل مزيان، مستنكرا استجواب الشاهد حول أمور تخص إيغيل، رغم أن الأخير لم يمثل بعد أمام العدالة، واعتبر ذلك سابقة في تاريخ العدالة، غير أن الرئيسة رفضت تدخله، بحجة أن اسم إيغيل لم يذكر في الجلسة، إلا من قبل النائب العام، وقد "أوقفته"، كما جاء على لسان السيدة ابراهيمي. محمد مسلم: [email protected]