أكد التقرير السنوي 2007 لمنظمة مراسلون بلا حدود المتعلق بحرية الصحافة، أن سنة 2006 كانت الأسوأ على حرية الصحافة والصحفيين منذ 1994، حيث سجل مقتل 81 صحفيا وسجن 871، وقد احتلت الجزائر المرتبة 126 في ترتيب السنة المنشور شهر أكتوبر، وتوجد في مخطط المنظمة ضمن بلدان المنطقة الثانية من حيث الخطورة، ويشار إليها في الخارطة باللون الأحمر. من جهة أخرى دخلت سنة 2007 بحصيلة سوداء هي الأخرى حيث قتل 6 صحفيين منذ بداية السنة و 4 مساعدين إعلاميين، بينما اعتقل ما لا يقل عن 146 بين صحفي ومساعد إعلامي، وقد نددت المنظمة بتواطؤ الدول الديمقراطية و"جبنها" في الدفاع والمحافظة على المكتسبات من حرية الصحافة والإنترنت، ومن هنا أبدت المنظمة قلقا بالغا من تدهور الأوضاع أكثر خلال السنة الحالية. وترى مراسلون بلا حدود أن الوضع بالجزائر يبقى خطيرا رغم أن الرئيس بوتفليقة أصدر شهر فبراير من السنة الماضية قرارا بالعفو عن جميع الصحفيين المتابعين من طرف العدالة، إلا أن الإجراء يظل قاصرا في نظر المنظمة إذا ما أخذ بالنظر قانون العقوبات الذي يعاقب الصحفيين بالسجن والغرامة عن كتاباتهم، كما اعتبر التقرير "خطيرا" ما ينص عليه قانون السلم والمصالحة الوطنية حينما ينص صراحة على عقوبات "بالسجن لمدة 5 سنوات وغرامات تصدر بحق كل فرد يستغل جروح المأساة الوطنية ببياناته وكتاباته وأي فعل آخر" أو "لانتهاك مؤسسات الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، أو الإساءة إلى كرامة عملائها الذين خدموها بشرف، أو التكدير بصورة الجزائر على الصعيد الدولي". كما نبهت المنظمة على "التلاعب بالقضاء" وذكرت أن عدة صحفيين يوجدون موضوع متابعة من قبل محاكم الدرجة الأولى دون أن يصلهم استدعاء لحضور محاكمتهم. وفي هذا الصدد، أشارت مراسلون بلا حدود إلى إصدار محكمة حسين داي قرارها بالسجن ثلاثة أشهر على مدير وصحفية "الشروق اليومي"، والغرامة المالية وتعليق صدور الصحيفة لمدة 3 أشهر وفرض دفع تعويض قدره 5500 يورو إلى الرئيس الليبي معمر القذافي عقب شكواه على الصحيفة. وفي انتظار ترتيب سنة 2007 نذكر بأن الجزائر تقدمت في الترتيب سنة 2006 بمرتبتين عن السنة التي سبقتها، لكنها رغم ذلك ظلت اسوأ ترتيب من بيت البلدان المغاربية، موريتانيا 77 والمغرب في المرتبة 97 أما تونس فجاءت سنة 2006 في الرتبة 148، بينما جاءت الكويت كأحسن بلد عربي من حيث حرية الصحافة، وكذلك بلدان عربية أخرى مثل قطر، الإمارات العربية المتحدة والبحرين. غنية قمراوي: [email protected]