سبق صحفي "عملاق" قدمته جريدة وطنية "عملاقة" لقرائها في عددها الصادر يوم الخميس الماضي في صفحتها الثانية عن شأن داخلي عاد يخص صحيفة "الشروق اليومي"، وراحت تخوض فيما لا يعنيها بطريقة أوحت - بل هي كذلك - أن هذه الزميلة طرف في القضية أو على الأقل متابع مجتهد لكل ما يدور داخل وحوالي "الشروق اليومي"، وهي عادة ألفناها من الزميلة التي أصبحت تلتفت إلى جانبيها في رواحها وغدوها.. ونحن هنا لسنا بصدد الرد على أصحاب البيان الصحفي الذي أرسل إلى أكثر من 10 جرائد ولم تتبناه إلا هذه الجريدة، لأننا نؤمن أخلاقيا ومهنيا أن القضية إذا ما إنتقلت إلى ساحة القضاء، فإن الردود الحقيقية والعملية الدامغة ستكون في قاعة المحكمة وليس على أعمدة الصحف، ومعروف أن أصحاب الحجج الضعيفة المتوجسون خيفة هم الذين يلجأون إلى الضجيج الإعلامي والإكثار من "الحس" و"الهدرة" لحاجة في أنفسهم ولأغراض يعرفها الجميع، ولذلك فإن ردنا سيكون قانونيا في المحكمة وليس إعلاميا، وإن كنا نملك من الردود الإعلامية الناسفة ما يوازي قوة بطاريات صواريخ وزلزال، ولكن نحتفظ بها للوقت والمكان المناسبين اللذين نختارهما نحن بإرادتنا ورغبتنا. ولذلك فإن رفع دعوى قضائية ضد مؤسسة الشروق يعتبر بالنسبة لنا "لاحدث"، بل إنه لا يرقي حتى إلى مستوى "الحدث الأصغر" فما بالك بالحدث الأكبر. لأن هناك أكثر من 20 قضية ضد الشروق في العدالة، جزائية وتجارية، وهي تدخل ضمن ضريبة النجاح، فكلما كبرت الجريدة، كبرت بالمقابل مشاكلها وكثر حسادها والمتربصون بها الذين تلتهم قلوبهم نيران الحقد والحسد والغل، ولم يهضموا أن مؤسسة الشروق التي استرجعت عنوانها "الشروق اليومي" بحكم قضائي نهائي في ديسمبر 2004 وهو مثل "الشيفونة" يوزع أقل من 10 آلاف نسخة، وشكله مقرف كالح، يتطور في ظرف قياسي ويصبح يسحب أكثر من 225 ألف نسخة بمصداقية قل نظيرها.. إننا نفهم بعض الناشرين الذين أصبح يزعجهم ويقلقهم تصاعد ونجاح "الشروق اليومي" ولكن لم نفهم أن يتطور "القلق" و"الخوف" إلى درجة البحث عن شعرة سوداء في "كانون" الشروق، ومحاولة جعل من "الحبة قبة" علَّ ذلك يعرقل تطور وتصاعد الشروق أو يزعزع إستقرارها ونجاحها، ولكن الغيرة والحسد تقتلان دائما صاحبها كما جاء في الأثر: "قاتل الله الحسد ما أعد له، بدأ بصاحبه فقتله"، أو كما قال الشاعر: أصبر على حسد الحسود *** فإن صبرك قاتله كالنار تأكل بعضها *** إن لم تجد ما تأكله وإذا كانت "الشروق اليومي" قد خطت في الأشهر الثمانية الأخيرة خطوات جعلتها تتبوأ المقعد الأول في عدد من الولايات، فإن السبب في ذلك يعود إلى جهود طاقمها الذي يقضي ليالي بيضاء بحثا عن المادة الطازجة المهضومة، وإلى قراء أوفياء تمسكوا بخط الجريدة وموزعين ساهموا في تطويرها.. وإذا كانت هذه الجريدة قد تراجعت في الأشهر الثمانية الأخيرة باعتراف أهلها وأطنان المرتجعات، فإن الشروق اليومي ليست المذنبة في ذلك، وهي مازالت على رأيها بأن الساحة الإعلامية تسع الجميع، بل ومزيد من العناوين وليس عنوان واحد في الساحة كما يتوهم أصدقاؤنا الذين يريدون أن يبقوا وحدهم، والذين دخلوا في كثير من الأحيان حروبا قذرة فضلنا دائما غض النظر عنها واعتبارها لاحدث.. حرب طالت الإعلاميين ومصادر الخبر و(تقذرت) نحو موزعي الجريدة الذين تم تهديد بعضهم بحرمانهم من جريدة الجزائريين إذا قاموا بتوزيع جريدة (الشروق اليومي). لقد بلغ غبار ونار بعض المعارك الداخلية التي دار رحاها في بيت هذه الجريدة مسامع وفاكسات الشروق اليومي ورفضنا نقلها للقراء، واشتكى بعض إعلاميي وعمال هذه الجريدة مما أسموه بالحڤرة والتهميش والقهر وراحوا يعددون مساوئ بعض مسؤوليهم بالمستوى التعليمي المتواضع وتاريخهم المهني وغيرها من فنون التنابز ومع ذلك بقينا بعيدا عما يجري في بيت الزميلة وصاحبها إبن الكدية، لأننا اعتبرنا دائما هذه المدرسة مثالا يقتدى به وجارا عزيزا في معركة الحرف العربي.. ولكننا لم نكن نظن إطلاقا أن (الإخوة) يرفضون المنافسة ويبتهجون لسوء تفاهم بين شركاء سابقين - هو في الأصل لا يعنيهم - بطريقة فيها من كل شيء إلا من الإحترافية.. إذ راحوا يكتبون أسماء لم يتصلوا حتى بأصحابها ضمن طريقة (الحواجز المزيفة) التي يحاولون زرعها في طريق الشروق اليومي، ولكن عبثا يفعلون.. إن الغرور إذا سكن صاحبه تحول إلى عقدة نفسية قاتلة، والتواضع من شيم النفوس العظيمة، لقد كانت "الشروق العربي" أول جريدة مستقلة في الجزائر تسحب أكثر من 350 ألف نسخة وظلت هي الجريدة الأولى جزائريا ومغاربيا متربعة على عرش الصحافة الوطنية بالعربية والفرنسية لمدة طويلة - أكثر من 6 سنوات - إلى غاية توقيفها من طرف النظام في بداية 97، لم يتسلل إلينا الغرور وظللنا واضعين أرجلنا في الأرض ولم ندع إحتكار الساحة الإعلامية أو نعمل على عرقلة الجرائد الوطنية الأخرى ومن بينها هذه الجريدة التي عندما كنا الأوائل في السوق بدون منازع كانت هي على وشك الإفلاس لولا الحبل السري الذي مد إليها في حكومة بلقايد رحمه الله مقابل ثمن معروف. ولقد قلناها ونعيدها اليوم، إننا نفتخر ونعتز ونرفع هاماتنا عاليا لكون أول جريدة في الوطن هي باللغة العربية، ونعمل أن تبقى الريادة للجرائد العربية سواء كانت الشروق أو غيرها، وليكن التنافس في الميدان وبأساليب أخلاقية وشريفة كما هو حاصل في العالم أجمع وليس بلعب "الزنيقات". ونقولها اليوم بملء فينا.. تمنينا أن تبقى المنافسة شريفة وكنا لها في وقتها، ثم أخذت شكلا آخر، وتمنينا أن تبقى الحرب على الأقل سرية.. وكنا لها أيضا، أما وأن أعلنوها جهارا أمام الملأ فنطمئن إخواننا بأننا قادرون عليها أيضا.. ولن نخسر الحرب.. بل إننا لن نخسر حتى المعارك الجانبية.. هذا وعد. أ. أسامة