في مشهد محزن قلّما يحدث، اهتز قطاع التربية والتعليم بالمسيلة يوم 17 / 02 / 2007 على خبر مفاده، أن معلما في مادة الرياضيات يدعى »عبد القادر بديار« بإكمالية ابن الهيثم قد فارق الحياة على إثر سكتة قلبية أثناء تأدية عمله في القسم. وأمام هذا المصاب توقفت الإكمالية عن العمل إلى غاية تشييع جنازة الفقيد، أما عن الحادثة الأليمة فقد أشير إلى أن المعني دخل إلى قسمه كسائر الأيام وفي حدود الساعة العاشرة و20 دقيقة، تعرض لموجة آلام حادة، أجبرته على طلب المساعدة من مستشار التربية الذي بادر بإخراجه من القسم وهو في حالة إرهاق شديدة وانهيار تدريجي، هذا المشهد زرع الحيرة والقلق في أوساط التلاميذ، ولم يتمالك بعضهم كبح دموعه، لكن رغم ذلك استمر الهدوء واعتقد الجميع بأنها حالة عابرة وسوف يعود أستاذ الرياضيات إلى القسم لإكمال الحصة، لكن الحقيقة التي كان يجهلها هؤلاء هي أن خروج معلمهم من القسم، بتلك الخطوات المتثاقلة، كانت إشارات "الوداع" ومفارقة الحياة، على اعتبار أن حالته الصحية ازدادت تدهورا بمجرد خروجه من الحجرة وهو ما استدعى إحالته على الطبيب العامل بوحدة الكشف بذات الإكمالية، وماهي إلا لحظات حتى تبيّن أن وضعه الصحي خطير وأن درجة الضغط في جسمه نزلت إلى الصفر، فنقل على الفور إلى مستشفى الزهراوي، وهناك حاول الأطباء تقديم الإسعافات الضرورية أملا في إنقاذه، ولكن شاءت إرادة الله أن يلفظ أنفاسه الأخيرة. وما علمناه أن مئزره نُزع له لحظات قبيل وفاته. وضمن المعلومات التي تحصلت عليها "الشروق اليومي" من المستشفى، أن أحد الأطباء أكد سبب الوفاة "بالسكتة القلبية"، كما أشير إلى أن المتوفي كان يعاني من قلبه، في حين أوضحت إدارة المؤسسة التي كان يعمل بها وبقية زملائه، بأن زميلهم لم يصرح لهم في يوم ما بأنه مصاب بهذا المرض أو غيره، كما أن ملفه المهني لا يحتوي على أية وثيقة تثبت ذلك، لكن بالمقابل أشير لنا بأنه كان من حين إلى آخر يقوم بدورات علاجية لم تعرف دوافعها إلى غاية اليوم، الأمر الذي ترك بعض رفاقه يذهب إلى القول بأنه"مات وهو كاتم لمرضه" حتى لا يقلق أهله وزملاء المهنة الذين لقبوه أيام حياته "بالمجاهد" و"بالشهيد" عندما فارق الحياة وهو يؤدي أنبل رسالة وأعظم أمانة: نشر العلم والمعرفة. وقد كانت مناسبة تشييع جثمانه في 18 / 02 / 2007 المصادفة ليوم الشهيد، فرصة للعشرات من المعلمين للمطالبة بحماية المعلم من مثل هذه الأمراض، بتوفير الشروط القانونية والطبية والأخلاقية، مؤكدين على أنها أولوية القانون الخاص بالعامل المزمع مناقشته وإثراءه في الأوساط التربوية. الطيب بوداود