انتهت مرحلة الاستماع للشهود والمتهمين في قضية الصندوق الرئيسي لبنك الخليفة، التي تجري أطوارها بمحكمة الجنايات بالبليدة، لكن من دون أن يتم الاستماع لأحد الشهود "المهمين" في هذه القضية، وهو رئيس الفدرالية الوطنية لكرة القدم السابق محمد روراوة، باعتباره واحدا من الشخصيات المحورية في قضية التمويل الرياضي "السبونسور"، الذي كان يمنحه مجمع الخليفة المنهار، للفرق الرياضية الوطنية، فضلا عن علاقة الخليفة بانتخاب روراوة على رأس أعلى هيئة كروية في البلاد في سنة 2001. فعلى الرغم من إعلان رئيسة محكمة الجنايات بالبليدة، القاضية فتيحة براهيمي، أن رئيس الفدرالية السابق روراوة مطلوب للإدلاء بشهادته رفقة رئيس فريق شبيبة القبائل محمد الشريف حناشي ومعمر جبور، المستشار الرياضي لرفيق عبد المؤمن خليفة المتهم الرئيسي، لورود أسمائهم على لسان متهمين في قضية الخليفة، إلا أن الحضور اقتصر على الشاهدين جبور وحناشي دون روراوة، وذلك بعد تهديد الرئيسة بإصدار أمر بالضبط والإحضار في حق رئيس الشبيبة والصحفي جبور، دون محمد روراوة، على الرغم من تشديد النائب العام لدى المحكمة السيد عبداللي على أهمية حضور الرئيس السابق للفدرالية، لما يمكن أن يقدمه من إفادات جديدة للمحكمة. وكان يمكن أن يفضي استجواب محمد روراوة من قبل رئيسة الجلسة والنائب العام، وفريق هيئة الدفاع الذي يتكون من أزيد من 150 محامي، أن يقود إلى إلقاء المزيد من الضوء على حيثيات تمويل الفريق الوطني، والهبات والعطايا التي منحت للاعبين والمسؤولين، وكذا الاستفادات التي منحت لرئيس الفدرالية الدولية لكرة القدم السويسري" جوزيف سيب بلاتير"، ورئيس الاتحادية الإفريقية لكرة القدم، الكاميروني عيسى حياتو. لكن عدم حضور محمد روراوة للإدلاء بشهادته، حرم المحكمة من أية إفادة، فيما يتعلق بحيثيات انتخابه على رأس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بتاريخ 08 نوفمبر 2001، والدور الذي لعبه في ذلك، كل من رفيق عبد المؤمن خليفة، ومدرب الفريق الوطني ورئيس فريق نصر حسين داي سابقا علي مزيان إغيل الموقوف على ذمة المحاكمة، بحيث تردد على لسان المطلعين على الملف، أن رئيس المجمع المنهار طلب من مزيان إغيل عدم الترشح لرئاسة الفدرالية الوطنية لكرة القدم، حتى يفسح المجال لفوز روراوة، نظرا للوزن الذي كان يتمتع به مدرب الفريق الوطني السابق لدى الأوساط الرياضية، وهو ما حصل، بحيث لم يترشح إغيل، وفاز روراوة. وقد بقي اللغز قائما بشأن علاقة روراوة برفيق خليفة، وما تردد عن سعي الأخير لصالح الأول في انتخابات "الفاف" التي جرت في نوفمبر 2001، خاصة إذا علمنا أن محضر سماع محمد روراوة "الشاهد المتغيب" من قبل قاضي التحقيق لدى محكمة الشراڤة المكلف بقضية الخليفة بتاريخ الثاني من جانفي 2006، والذي تحصلت "الشروق اليومي" على نسخة منه، لم يتضمن أية إشارة إلى هذه النقطة، بحيث تركز على حيثيات تمويل الفريق الوطني فقط.. غير أنه وبالمقابل، فقد كشف روراوة عن استفادة أسماء عالمية تنشط في الميدان الكروي من ريع الخليفة، وفي مقدمتهم رئيس الفدرالية الدولية لكرة القدم، السويسري "جوزيف سيب بلاتير"، الذي قال إنه استفاد من رحلة مجانية على متن الخطوط الجوية للخليفة، من الجزائر باتجاه العاصمة المالية باماكو لحضور فعاليات كأس إفريقيا للأمم في جانفي 2002، إضافة إلى رئيس الاتحاد الإفريقي الكاميروني عيسى حياتو. أما في ما يتعلق بالتمويل الذي استفاد منه الفريق الوطني، فقد أكد روراوة أمام قاضي التحقيق، أن اتفاقية التمويل الأولى تم التوقيع عليها في عهد عمر كزال باعتباره المسؤول الذي كان قبله من جانب "الفاف" ورفيق عبد المؤمن خليفة من جانب المجمع المنهار، وذلك بتاريخ 26 جويلية 2001، لكنه نفى أن يكون على علم بكيفية إبرام هذه الاتفاقية، التي تضمنت تحمل الخليفة لمصاريف "إيواء اللاعبين والمسيرين عند تنقلاتهم في الخارج والداخل، في إطار العمل الرسمي وتنظيم مقابلات ودية ما بين الفرق الوطنية والأجنبية، ودفع أجور مدربي الفريق الوطني، إضافة إلى حافلة من النوع الكبير، مقابل التزام الاتحادية الوطنية لكرة القدم بالإشهار لفائدة مجمع الخليفة". وبحسب شهادة روراوة، فإنه قام بتجديد هذه الاتفاقية بتاريخ 02 ديسمبر 2002، تضمنت نفس الشروط السابقة، إضافة إلى بنود جديدة تتمثل في "نقل فرق أندية القسم الوطني الأول لكرة القدم على الخطوط الداخلية للخليفة للطيران، وعلى الخطوط الدولية بالنسبة للفرق التي تلعب على المستوى الدولي، فضلا عن إيواء اللاعبين المحترفين والمسيرين في فرنسا عند الاجتماعات والتربصات، والتكفل بالأبطال والفائزين بالكؤوس للقسم الأول والثاني والتكفل بدفع أجور وعلاوات المدربين، ونقل الفرق الإفريقية التي تلعب في الجزائر، مقابل قيام الاتحادية بالإشهار لمجمع الخليفة". روراوة ومشرارة تحصلا على تخفيض ب 100 بالمائة في الخليفة للطيران ونفى محمد روراوة أمام قاضي التحقيق علمه بقيمة المبلغ المالي الذي استفادت منه الاتحادية من مجمع الخليفة، على الرغم من أنه هو من وقع على الاتفاقية الثانية، وقال "لا أستطيع تحديد المبالغ التي تم صرفها من طرف مجمع الخليفة في إطار هاتين الاتفاقيتين، كون الاتحادية لم تستلم أي مبلغ نقدي، بل كانت تصرف هذه الأموال مباشرة على الأشخاص المعنيين". وأشار روراوة من جهة أخرى، إلى أن مجمع الخليفة منح الاتحادية والرابطة الوطنية لكرة القدم تخفيضا بنسبة 50 بالمائة على متن خطوط الخليفة، و100 بالمائة لروراوة ورئيس الرابطة، غير أنه أكد بأنه لم يستعمل هذا التخفيض. سبع سيارات سياحية من الخليفة لهيئة روراوة وفي سياق الغرف من أموال الجزائريين، اعترف رئيس اتحادية كرة القدم السابق محمد روراوة، أن مجمع الخليفة منح هبة لهيئته تمثلت في سبع سيارات سياحية في بداية 2003، منها خمس من نوع سيتروان ساكسو، وواحدة من نوع سيتروان إكسارا، وأخرى من نوع سيتروان سي 5، كانت بطاقاتها الرمادية تحمل اسم الاتحادية الوطنية لكرة القدم، وهي السيارات التي قال إنه تم تسليمها للمصفي القضائي لبنك الخليفة عن طريق مصالح الدرك الوطني بعد سماعه من طرفهم (الدرك الوطني) بتاريخ 10 جانفي 2005، إضافة إلى الحافلة. محمد مسلم: [email protected]