كشفت أمس، المجموعة الولائية للدرك الوطني بعين تموشنت عن مأساة جديدة للحراقة عقب اكتشافها كرة بلاستيكية خاصة بشباك الصيد مكتوب عليها رسالة من طرف من يعتقد أنهم "حراقة" تاهوا في البحر... الكرة التي كان مكتوبا عليها بقلم أزرق رمت بها الأمواج أول أمس، على الساعة السابعة مساء بشاطئ رشقون1، إذ عثر عليها أحد أفراد الحرس البلدي بذات الشاطئ، فقام بتسليمها على جناح السرعة إلى المجموعة الولائية للدرك، وقد جاء في نص الرسالة المتألفة من جمل متقطعة على محيط الكرة البلاستيكية ما يلي: "الدعاوي علينا كاتبة.. بسم الله الرحمان الرحيم، نحن قد هربنا من القرية وهاج علينا البحر وماناش عارفين وين رانا، قولوا للوالدين، فإذا متنا نتلاقو عند الله وإذا بقينا رانا نجيو.... تحيا الجزائر VIVE.... اللي مايديرش على الوالدين هذا ما يصرالوا.. الحرقة صعيبة تحيا الجزائر.. VIVE ALGERIE سلمولي على حياة". في هذه الرسالة المقطعة إلى أجزاء يؤكد فيها كاتبها من الحراقة أنهم مجموعة قد حاولوا العبور إلى الضفة الأخرى، لكن أحوال الطقس جاءت عكس ما يشتهيه قاربهم، حيث هاج عليهم البحر، وجرتهم الأمواج إلى مكان لم يستطع الحراقة أنفسهم تحديده، كما يحتمل كثيرا أن المستنجدين قد هلكوا، لأن مقطعا من الرسالة يتحدث عن وصية يحملها لمن يعثر بإبلاغ أولياء "الحراقة" عما جرى لهم سواء كانوا أحياء أو في تعداد الموتى، وجاء في مقطع آخر تحذير من المصير الأسود دون رضا ورغبة الوالدين، أما المقطع المهم، فهو الذي جاء فيه رقم هاتف الذي كتب على هذه الكرة، كما ختم الرسالة بعبارة "أبلغوا سلامي لفتاة تدعى حياة"...؟ وبعد استغلال رقم الهاتف من طرف درك عين تموشنت للتأكد من سيناريو هذه الفاجعة، تبين أن صاحب الرقم هو شاب من ولاية المدية، كما أفادت أيضا، المكالمة الهاتفية التي أجرتها "الشروق اليومي" مع صاحب رقم الهاتف أنه يسكن بإحدى قرى المدية المسماة (قلب الكبير) البعيدة عن عاصمة الولاية المدية ب 85 كلم، لكنه لم يستطع هو نفسه تحديد هوية صاحب الرسالة التي ورد فيها رقم هاتفه المحمول، إلا أنه ذكر أن أحد قريباته اسمها "حياة"، ومن المحتمل جدا أن يكون للحراق علاقة عاطفية تربطه بهذه الفتاة. الشاب (علي) أبدى استعداده للتعاون الكلي مع مصالح الدرك والأمن بولاية المدية قصد كشف هوية حراق المدية صاحب الرسالة، كما أكد "للشروق اليومي" أن "بلديته جد فقيرة والناس فيها تلهث وراء لقمة العيش من أجل معيشة أبنائهم ولا يهمهم أي شيء من أمر الحرقة والحراقة". تجدر الإشارة إلى أنه سبق "للشروق اليومي" في عدد لها نشر حادثة مشابهة اهتز لها كل الجزائريين بعد تلك الرسالة المؤثرة التي عثر عليها في زجاجة بأحد شواطئ ولاية عين تموشنت، علما أن البحث مايزال جاريا ومكثفا من طرف فرقة البحث والتحري للدرك الوطني قصد تحديد هوية أصحاب الرسالة والتأكد من نجاتهم أو هلاكهم لتبليغ أهاليهم بما حدث. سعيد كسال