تذكر المهووسون بأخبار أسامة بن لادن، أنه بلغ في العاشر من مارس سن الخمسين، ولأن الرجل أطفأ كل شموع أخباره منذ آخر تسجيل صوتي بثته الجزيرة في 7 ماي 2004، فإن بلوغه سن الخميس أصبح حدثا إعلاميا تناقلته مختلف وسائل الإعلام الغربية والعربية بدأت جميعها بذكر تاريخ ميلاده في عام 1957 ومكان ميلاده بالرياض السعودية وعجزت عن ذكر تاريخ وفاته مادامت جميعا لا تعرف مصيره ولا مكان تواجده، فالرجل أصبح أحد أكبر ألغاز الدنيا. وحتى بوش الذي وعد في الثاني عشر من سبتمبر 2002 بالقبض على أسامة بن لادن وتقديمه للعدالة، لم يبق من عهدته الرئاسية الثانية إلا سنتين ويبدو إخلافه لوعده يقينا. ولد أسامة بن لادن في العاشر من مارس 1957، حسب أشهر التقارير من أب يمني الأصل، إذ دخل جده إلى بلد الحرمين في عام 1930، ومن أم سورية تعلق بها بشدة حسب شريط قدمته ال"BBC" عن حياته فهو الولد رقم 17 من جيش من الإخوة بلغ 52 شقيقا، وترجع أصوله إلى مدينة حضرموت اليمنية، عندما حصل على شهادة البكالوريا عام 1976، أكمل دراسته في جامعة الملك عبد العزيز وتحصل على ليسانس إقتصاد، مما مكنه من تولي إدارة شركة بن لادن. وعندما رحل والده، ترك ثروة بلغت 300 مليون دولار، وتحولت مؤسسة بن لادن عام 2001 واحدة من كبريات المؤسسات العالمية، حيث دخلت نادي المليارديرات في العالم بثروة بلغت 3.7 مليار دولار، ثم تبخر هذا الثراء منذ أن قاد أسامة بن لادن حربه على أمريكا وكان قد قالها للصحافي البريطاني روبرت فيسك في كلمة أدخلت الذعر في قلب الصحافي وهذا في عام 1997 "أدعو الله أن يمكنني من تحويل أمريكا إلى ذكرى!".. ال(BBC) في شريطها عن حياة بن لادن، الذي أذاعته منذ سنوات خلصت إلى كون الرجل خجول جدا ويحب تعلم الإنجليزية دون طباع أهلها، ويحب أمه والرجل التاريخي الذي يعتبره مثله الأعلى هو صلاح الدين الأيوبي. أمريكا رصدت منذ خمس سنوات 25 مليون دولار، لمن يوقف أسامة بن لادن، وأسامة بن لادن في آخر تسجيل صوته منذ عامين ونصف، رصد جائزة ذهبية لمن يغتال بريمر في العراق. بن لادن مازال مجهولا مصيره في أفغانستان، حيث يتيه 12 ألف جندي أمريكي في مستنقع من الأوحال بحثا عن لغز محيّر. الرجل شغل الإعلام في تفجيرات نيروبي ودار السلام.. وشغلهم في تفجيرات نيويورك.. وشغلهم بخرجاته بعد 11 سبتمبر وشغله أكثر منذ أن اختفى عن الأنظار. ناصر