يحلّ خلال الساعات القليلة المقبلة، بالجزائر، وفد ليبي من الخبراء، يضم مسؤولين رفيعي المستوى، قصد عقد لقاء مع نظرائهم الجزائريين، وعلمت "الشروق" من مصادر رسمية، أن اللقاء سيتطرق إلى الملفات الأمنية المشتركة بين البلدين، خاصة ما تعلق منها، بتأمين الحدود ومحاربة الإرهاب، والتكفل باللاجئين، وكذا قضية الأسلحة المهرّبة والمسرّبة من ليبيا. وسيلحق الاجتماع الجزائري الليبي -حسب مصادرنا- زيارة رسمية لوزير الداخلية الليبي، فوزي عبد العال، الذي سيحلّ بالجزائر، في أول زيارة من نوعها، بعد سقوط نظام العقيد معمّر القذافي، وصعود "المجلس الانتقالي" إلى الحكم وتشكيل حكومة جديدة برئاسة عبد الرحيم الكيب. وسيكون "الاجتماع الأمني" بين البلدين، وكذا زيارة وزير داخلية ليبيا، إلى الجزائر، فرصة جديدة لفتح ملفات أصبحت أولوية الأولويات بين الجارتين، في ظل المتغيّرات الحاصلة بالمنطقة، بعد تغيير السلطة في الجماهيرية الليبية، ويُنتظر أن يُناقش وفد الخبراء الليبي مع الجانب الجزائري، "مصير" الكميات الهائلة من الأسلحة المهرّبة من مخازن السلاح الليبي أثناء "الأزمة الدموية" التي عصفت بالشقيقة ليبيا. وأفادت مصادر "الشروق"، أن اجتماع الوفدين الليبي والجزائري، سيكون أيضا مناسبة لوضع النقاط على الحروف و"توضيح الأمور" بين الدولتين، في ظل المعطيات والمؤشرات الجديدة التي طرأت بليبيا خصوصا والمنطقة عموما. كما يرجّح أن تشكل زيارة وفد داخلية ليبيا، فوزي عبد العال، بوّابة لتحضير الزيارة المبرمجة منذ مدّة لرئيس "المجلس الانتقالي" الليبي، مصطفى عبد الجليل، الذي يرتقب أن يحلّ بالجزائر قريبا، تتويجا للقائه مؤخرا بالرئيس بوتفليقة، بقطر، ثم بتونس على التوالي. وتندرج هذه اللقاءات الثنائية المتسارعة بين الجزائر وليبيا، في إطار "ترميم" العلاقات الرسمية و"فتح صفحة جديدة" تطوي "الأزمة" التي اجتاحت العلاقات خلال أشهر "الاقتتال" بين ثوار المجلس الانتقالي، وكتائب الزعيم الليبي السابق معمّر القذافي، نتيجة الاتهامات والمزاعم التي كانت تستهدف الموقف الجزائري الرافض لأيّ تدخل أجنبي. في سياق متصل، علمت "الشروق" من مصادر موثوقة، أن قضية تسليم عائلة القذافي المتواجدة بالجزائر، من عدمه، للسلطات الليبية الجديدة، لن يكون حاضرا بأيّ شكل من الأشكال، في اللقاء الذي سيجمع مسؤولين جزائريين بمسؤولين ليبيين، حول الملفات الأمنية المشتركة، حيث سيركز اللقاء على ما يتعلق بالانشغالات الخاصة بتأمين ومراقبة الحدود البرية بين البلدين، المهمة التي ينبغي حسب مصادرنا، أن تكون "من الطرفين"، واهتماما جزائريا وليبيا في نفس الوقت. استئناف العلاقات بين الجزائر وطرابلس، قرأتها العديد من المؤشرات، بينها ما قرأته تصريحات الوزير الليبي للعمل والتأهيل، مصطفى علي الرجباني، الذي أعلن قبل أيام، عن "بدء مراحل إعادة تحسين العلاقات الجزائرية الليبية لتأخذ مجراها الطبيعي"، مضيفا: "لقد بدأت مراحل إعادة تحسين العلاقات الطيبة بين البلدين من خلال اللقاءات التي جمعت في الأشهر الماضية بالدوحة وتونس الرئيس بوتفليقة ورئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل"، مشيرا إلى أنه كان هناك "سوء تفاهم أثناء الثورة في ليبيا".