يبدو أن المنظمة الدولية للفرانكفونية وجدت الإجابة في تقريرها السنوي لهذا العام ، حيث خلصت إلى جملة من النتائج أهمها : - للمرة الأولى - يؤكد التقرير – يصل عدد المتكلمين بالفرنسية إلى سقف 200 مليون شخص في العالم. - 11 بالمائة من مجموع المتكلمين بالفرنسية يتواجدون بشمال إفريقيا، - الجزائر، وهي ليست عضوا في المنظمة الدولية للفرانكفونية، معدة التقرير، تأتي في المرتبة الثالثة، بعد كل من فرنسا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية،ب 16 مليون نسمة، وهو مجموع المتحدثين بالفرنسية في الجزائر، وهذا حسب التقرير دائما. غير أن التقرير لم يذكر على أي أساس تم تصنيف وإحصاء المتكلمين بالفرنسية، وهو ما يطرح الكثير من علامات الاستفهام بخصوص ما جاء في التقرير من أرقام، كما يجعلها مفتوحة على الكثير من القراءات..، ولمناقشة ما جاء في التقرير، واستيعاب أهدافه، فضلنا أن نتحدث مع المهتمين والمختصين الجزائريين، بخصوص ما جاء في هذا التقرير. يؤكد الدكتور أمين الزاوي " يبدو لي أن الرقم الوارد في التقرير المذكور بخصوص عدد المتكلمين بالفرنسية من الجزائريين، غير واقعي ، لأن علاقة الجزائريين بالفرنسية يوما بعد يوم ، تصبح علاقتهم باللغة الأجنبية..، ولغة اللافتات أو وسائل الإعلام عندنا هي لغة مكسرة..، أما ما هو موجود فهو لغة " فرانكو – عربية "، وهي لغة ملوثة، والقياس تم على أساسها..، وهذا غير صحيح.. هناك رؤية سياسية..، بمعنى أن من أعد التقرير أراد أن يقول، بأن هذا العدد الهائل من المتكلمين بالفرنسية في الجزائر، يعبر عن انتمائها إلى الدول الفرانكفونية، يعتبر من تحصيل حاصل حتى وان لم تكن الجزائر عضوا بهذه المنظمة.." وفي اعتقاد الدكتور الزاوي، فإن ترقية اللغة الفرنسية لا يتم إلا " حينما تكون أجنبية في الجزائر بعيدة عن المزايدة فيما يتعلق بالهوية الوطنية ". ويعتبر الدكتور عثمان سعدي رئيس الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية أن ما جاء به التقرير أمر طبيعي على اعتبار " الدولة الجزائرية، دولة فرنسية ، فحتى الحكومة تتحدث الفرنسية " مؤكدا أن " التقرير لم يستند إلى عدد المتمدرسين وعددهم 8 ملايين ، وهم معربون، ولا شك أنهم اعتمدوا على ما تحتويه الإدارة الجزائرية المفرنسة..ومعروف أيضا أن الجزائر دولة مهمة في الفرانكفونية بعد فرنسا لاعتمادها على الفرنسية، لكن الجزائريين على عكس إدارتهم..، فهم معربون.."وأضاف الدكتور سعدي" احنا كلحناهم لما عربنا المدرسة، فلم يستطع بن زاغو فعل شيء، عندما أراد فرنسة المدرسة..لدرجة أنه لم يجد حتى ما يكفي من مؤطرين لتدريسها". غير أن السفير الفرنسي أكد الصائفة الماضية بأن الجزائريين الذين تقدموا لإجراء امتحان الفرنسية لقبول ملفاتهم للحصول على الفيزا أثبتوا عدم تحكمهم فيها.. وسواء كان الجزائريون حقيقة مفرنسون أم لا ، فإن اعتماد ما جاء في تقرير الفرانكفونية السالف الذكر، غير كاف للوقوف على "الحقائق اللغوية" في الجزائر، و نحن طبعا في غنى عن أن نقول، بأن تقارير من هذا النوع، غالبا ما تشوبها أهداف معينة ، حتى وإن زعم معدوها بأن احتفاليات هذا العام باليوم العالمي للفرانكفونية تجري تحت شعار " لنعيش معا في الاختلاف". ولقد حاولنا لإثراء هذا الموضوع الإتصال بالمجلس الأعلى للغة العربية ، ومجمع اللغة العربية لأخذ رأييهما في الموضوع ، لكن محاولاتنا باءت كلها بالفشل، ومن يدري فقد يكون هؤلاء على جهل بالموضوع من أساسه ..بقي أن نشير للأمانة فقط بأن المجلس وعدنا بالرد، لكن لم يصلنا شيء من ذلك. ميلود بن عمار:[email protected]