بعد أن تأجل بثه عدة مرات إنطلق يوم الجمعة، برنامج ستار أكاديمي المغرب العربي تحت شعار "لا شرقية ولا غربية.. مغاربية" للتأكيد على التوجه والطابع المغربي للبرنامج. وكان القائمون على البرنامج قد صرحوا سابقا إن سبب تأجيل موعد البث مرات عدة هو رغبتهم في توفير كل أسباب النجاح وتجاوز العقبات الفنية والتقنية التي يمكن أن تواجه الأساتذة والطلاب داخل الأكاديمية. لكن ما عرضته "نسمة تي في" سهرة الجمعة، أكد أن الوقت ليس المشكلة التي تعاني منها القناة، بل المشكلة الحقيقية أنها اختارت برنامجا أكبر منها ومن إمكانياتها بكثير. فما حدث فيما يشبه "البرايم" الأول كان أكبر من مجرد أخطاء فنية وتقنية ولا يمكن إدراجه، إلا في خانة الكوارث التلفزيونية، والظاهر أن القناة التي تأكدت من استحالة تقديم برنامج بنفس مستوى النسخة اللبنانية لجأت إلى محاولة تقزيمه في حدود ما تسمح به إمكانياتها وكانت النتيجة مسخ البرنامج إلى درجة أنه فقد كل مقوماته وتحول إلى فوضى يصعب على المشاهد معها فهم حتى أدنى قواعده، برنامج خالي تماما من عنصر إبهار فاقد لأدنى حركية سواء على المستوى التقني، فيما يخص التصوير، أو على المستوى الفني من ناحية تسيير البلاتوه والبرنامج ككل. هذا دون الحديث عن المنشطة نبيلة الكيلاني التي باتت وحدها تشكل أكبر نقطة ضعف في البرنامج، فلا يمكن تصور إسناد مهمة تنشيط برنامج شبابي جدا يعتمد أصلا على الحركة والمفروض أنه يساير الريتم السريع للشباب في الأكاديمية إلى منشطة طريقة إلقائها بطيئة حتى بالنسبة لنشرات الأخبار. إنطلاقة "نسمة تي في" لم تكن موفقة على الإطلاق ويبدو أنها تتخبط في مأزق حقيقي أضحت معه تتصرف بشكل غريب جدا، إلى درجة أنها بدأت تكشف أوراقها من البداية، فلم نكن ننتظر أن تظهر التوجهات الحقيقية لقناة نسمة "تي في" بهذه السرعة وحتى قبل أن تنطلق القناة رسميا. القناة التونسية التي تحاول أن تصنع لنفسها صورة مغاربية ظهرت على حقيقتها وتجلى توجهها التونسي واضحا خلال الأيام الأخيرة، حيث خرجت على مشاهديها الأسبوع الماضي بسبوت إشهاري جمعت فيه مديرة الدار وكل المشاركين في برنامجها المغاربي جدا ليتوسلوا إلى المشارقة أن يصوتوا للمشاركة التونسية في ستار أكاديمي لبنان "مروى" من أجل ان تفوز باللقب مع أن مؤسسة قروي هي التي سحبت حق تصويت في البرنامج اللبناني من المغاربة ولكن من أجل تونس كل شيء يهون وما كان لمؤسسة قروي لتفعلها لو تعلق الأمر بمشارك جزائري أو مغربي. سمير بوجاجة: [email protected]