هذه مشكلتي أضعها بين يديكم علني أجد يدا تنتشلني مما أنا فيه، لقد هرمت، واشتعل رأسي شيبا، وبلغت من العمر 64 سنة، طيلة حياتي اشتغلت، وتزوجت من امرأة، والله طوال سنين العشرة الزوجية لم أذق طعم السعادة الزوجية إلى جانبها، رزقني الله تعالى بأربعة أولاد منها، وكنت أرى في الذرية خيرا، وأن زوجتي مع الوقت ستتغير، لكن بقيت دار لقمان على حالها، زوجتي ولأنها تملك السكن الذي نعيش فيه، منذ زواجنا اعتبرتني رجلا بلا فائدة، تتعامل معي ببرودة، هي جافة المشاعر، لم أسمع منها طيلة سنوات العشرة كلمة طيبة، تبعث بداخلي نبض الحياة، أو كلمة حب، أو تودد، مثل تلك التي يسمعها الرجال من أفواه زوجاتهم، للأسف ما رأيت إلا وجها عابسا، يقابلني كل مساء عند عودتي من العمل، وشكوى، وتذمر حتى جعلت لا وجود لشيء اسمه الحياة الزوجية بيننا، هي لا تجيد حتى شغل البيت، وبيتنا يشبه الخرابة، همها النوم، والكسل، وعدم المبالاة، وقد طفح الكيل، ولم أعد أحتمل، فكنت أوجه لها الملاحظات، وأدعوها إلى تغيير طباعها، والاهتمام بنفسها، وشؤون البيت، لكن لا حياة لمن تنادي، فهي تقابل كل هذا بالصراخ، وشتمي، وسبي، ولحق بها الأمر إلى طردي من البيت، حتى تتخلص مني ولم أحتمل ما فعلته بي فما كان علي سوى أن طلقتها وبقيت أحاول جاهدا أن أوفي بحقي تجاه أولادي الأربعة . أنا اليوم ضائع، مهموم، فبعد هذا السن أريد البدء من جديد، أن أعيش، ولو لحظة أتذوق فيها طعم الحياة الزوجية إلى جانب زوجة تحترمني كرجل، تمنحني ودها، وحبها وطيبتها، ذات خلق، لا يهمني ماضيها، حتى وإن أخطأت، وتابت إلى الله عز وجل مستعد أنا لسترها لوجه الله فقط، أن يكون لديها سكن يحمينا من جحيم الحياة. أعدها أن أكون نعم الزوج والسند. الرجل البائس / باتنة
رد على صاحب مشكلة : رغم توبتي يعايرونني بماضي الأسود : أخي الكريم لقد قرأت مشكلتك ثلاث مرات جيدا حتى أقف عند كل صغيرة، وكبيرة، وأركز على النقاط الأساسية التي جاءت في مضمون رسالتك، وهذا بهدف التخفيف عليك، وتوجيهك توجيها سليما قدر المستطاع، فأعلم أخي أن الله تعالى إذا أحب عبدا ابتلاه للأن المؤمن الحقيقي "مبتلى" وهذا الشيء يعرفه كل الناس، لا سيما أن الفائدة التي أنت فيها حاليا هي صحوتك من الغفلة التي كنت عليها سابقا، والتي جعلتك تعصي ربك ووالديك الكريمين اللذين كنت لا تسمع لكلامهما، ولا لنصائحهما وهذا بغض النظر عن ظلمك للناس الذين سرقتهم، وتشاجرت معهم، والفتاة التي كذبت على خطيبها، وكنت سببا في انفصالهما، حتى لا تراها سعيدة على حد اعترافك، ونصيحتي الأخوية لك في الله أن تنسى ما حدث لأنه أضحى من الماضي و ما عليك إلا أن تتبع الخطوات التالية : تمسك بتوبتك ولا تبالي بنظرة الناس إليك حتى ولو كانوا أقرب الناس إليك لأنهم مع طول الزمن ستتغير نظرتهم من الأسوإ إلى الأحسن، وهذا عندما يقتنعون أنك قد استقمت، ولا تترك الفرصة للشيطان حتى يبعدك والديك الكريمين . مادمت أنك وجدت عزاءك في الوالدة الكريمة، علما أن هذه الفرصة ثمينة لكي تتقرب منها أكثر بالكلام الطيب، والمعاملة الحسنة حتى تساعدك بدورها في إقناع جميع أفراد عائلتك وعلى رأسهم والدك لكي يفهموا حقيقة أمرك، وهذا ما أتمناه لك من صميم قلبي . -حاول جاهدا وقدر المستطاع أن تتصل بالناس الذين ظلمتهم، واطلب منهم العفو، والسماح في الدنيا قبل الآخرة، فالظلم ظلمات يوم القيامة، وتوكل على الله تعالى، وألح عليه كثيرا في السجود بالدعاء، لأنه يحب الملحين، لا سيما وأن أقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجدا، وهذا حتى يساعدك بفضله تعالى في إقناع ضحاياك جميعا، ويسامحونك لكي تكون بعدها من الفائزين -اجتهد في حفظ القرآن الكريم، إن استطعت لأنه دواء رباني وحصن نفسك، بالأذكار الصباح، والمساء وفي الأخير أقول لك أتمنى من صميم قلبي أن تكون توبتك خالصة لله تعالى، وأن يكون ردي هذا سببا في أرشادك وتوجيهك التوجيه السليم . اخوك في الله : قلاعي سليم / البليدة
أنقذوا العذراء الجزائريّة من الشعر الأبيض السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا فتاة أعاني مأساة صامتة قاتلة! فعندما بلغت الثانية والعشرين من العمر بدأت أرى الشعر الأبيض يغزو تاج جمالي، ومنذ البداية شعرت بأنني في خطر، خاصة عندما صارت كلّ من تراني تقول لي بسخرية وتهكّم: (يا طفلة كبرت شعرك رجع أبيض)، ومع أنني كنت أتجاهل تعليقاتهن تلك، إلاّ أنني كنت أعيش أقسى لحظاتي-أمام المرآة- وأنا أسرّح شعري متألمة باكيّة. وأخيرا لجأت إلى الحجاب، لكي أنجو من تهكم الناس، وهذا ما جعلني أشعر بتأنيب الضمير، وكأنني لبست الحجاب هربا من الشعر الأبيض. ولكن مع ذلك بقيت أعاني، ففي الأعراس أرى كل بنات العائلة، في أحسن زينة، وأحسن لباس، وأحسن تسريحة، وأنا أخبئ شعري بمنديل، لكن والدتي نصحتني بصبغ شعري، وكان حلاّ لم أفكّر فيه من قبل، لكنه جاء حلوا على قلبي مثل العسل. وشكرت اللّه تعالى على هذه الهديّة التي جاءتني على لسان والدتي. وصبغت شعري، وصرت أتباهى به أمام زميلاتي، وشابات العائلة في الأعراس. لكن مع ذلك كانت بعض النسوة يتهامسن عليّ وعلى شعري، ولونه الذي تغيّر فجأة. لكنني تجاهلتهن، خاصّة عندما قالت لي والدتي: "لا توجد بين النساء الحاضرات، واحدة منهن من لون شعرها طبيعيّ مائة بالمائة، فكلهن يصبغنه"، وارتحت كثيرا للملاحظة، وعشت حياة عاديّة في الجامعة والبيت، ولم أنزع حجابي شكرا للّه والحمد له أولا وأخيرا. حتّى جاء ذلك اليوم، الجميل والموجع في آن واحد، عندما تقدّم لخطبتي، شاب رائع الصفات والخصال! والذي أعجبتني فيه شخصيته ومنصبه، وأعجبتني أخلاقه وشكله، ونال إعجاب عائلتي، ولكنني وجدت نفسي فجأة، أسقط من برج الأحلام الممتع، وأجد نفسي حائرة.. ضائعة.. عندما فكّرت في لون شعري الحقيقيّ.. فهل عليّ أن أخبره بأنني صبغت شعري؟.. أم عليّ أن أخفي عنه ذالك؟.. وهل إذا فعلت ذالك أكون كاذبة على زوج المستقبل؟ ساعدوني بآرائكم أرجوكم والسلام. منيرة الحائرة/ سكيكدة
هل أنا فعلا: "أكلت رؤوس أهلي"؟ أنا فتاة عشت يتيمة الأبوين، توفست والدتي وهي تنجبني ومات والدي في حادث سيّارة، فلم أعش في أسرة مثل جميع الأسر، ولم أعرف لي عندما فتحت عينيّ أشقاء ولا شقيقات. بدأتني الحياة بالمآسي، وعلمتني الدّنيا الحزن والشقاء. لكنني نشأت في أسرة عمّي البسيطة، والتي تتكوّن من بنتين وولدين، عمّي الذي مسح أحزاني، وعلّمني فضائل الأخلاق، وعرفت مع زوجة عمّي، العطف والحب والحنان، فرأيت بعد الحزن والتعاسة، أنّ في الدنيا كلّ شيء ممتع وجميل، فنسيت قسوة الحياة، وكره الناس لي وليتمي، وأنانية أهل أمّي.. وكبرت وأنا فتاة مثال للتربيّة القويمة، ورمزا للخلق الجميل والخصال الطيبة. علمني عمّي فدرست في الثانويّة، وتفوقت فيها. ونجحت في البكالوريا، وانتقلت إلى الجامعة، وعندما أنهيت الدراسة الجامعية بامتياز، بدأت مشاكلي مع ابنة عمّي الكبرى، التي صارت تقارن نفسها بي، منذ أن فشلت هي في البكالوريا، ومن هنا بدأت قسوة أبناء وبنات عمّي، تظهر ضدّي مثل الحرب، فصاروا دائما يسخرون منّي، وينادونني باليتيمة، ويكررون هذه الجملة بحقد "اللي كلات راس أمواليها"، وليس لي من ذنب، سوى أنني كنت في دراستي أحسن منهم، فاشتعلت غيرتهم مثل نيران ملتهبة، وصارت نظراتهم كلّها احتقارا واستهزاء، أمام الأهل والأقارب وأمام الآخرين، وكلّما واتتهم الفرصة، قلّلوا من شأني ورموني بكلام كالنصال والسهام السّامّة. ولكن عمّي دائما يقف إلى جانبي، لذلك صاروا يتجنبوني، كلّما كان في البيت. وزوجة عمّي حنون معي، لكنهم لا يعيرونها اهتماما، وربّما تشاجروا معها بسببي، حتّى صرت أفكّر في الزواج بأي رجل يخطبني، وفكرت في الذهاب إلى أخوالي أو خالاتي أو أعمامي وعمّاتي الآخرين، لكنني حاولت، فوجدتهم غير مرحبين بي. أشعر بالضياع رغم نجاحي، وكأنني طائر بلا عش. من يساعدني؟ من؟. خلود.ق 26 سنة / تيارت
هل أتزوج من الرجل الخشن أم من الرجل الرقيق؟ أنا فتاة في الحادية والعشرين من عمري، وأعمل موظفة في مؤسسة عموميّة، وعلاقتي بالرجال علاقة عمل، نفس الشيء بالنسبة لعلاقتي بالفتيات البنات فهي محدودة أيضا، ولكن كان هناك شاب تربطني به علاقة عمل لأننا كنّا نعمل في مكتب واحد وفي قسم واحد ورغم حدود العمل إلاّ نني كنت مهتمة به بيني وبين نفسي بسبب ما كان يراودني من أفكار نسويّة حول الزواج وبناء أسرة مثلي مثل جميع النساء. وكان هو أيضا ينظر إليّ من طرف خفيّ ويحاول التظاهر بأنه لا يلاحظني ولا يهتم بي وأنّ الذي بيننا لا يخرج عن إطار العمل ولكنّه في أحيان أخرى كنت أجده وقد سرح في وجهي ولا ينتبه إلاّ عندما يدخل شخص أو يرنّ هاتف.. وكان يتصرف في أحيان أخرى تصرّف مراهق يحب فتاة تدرس في الثانويّة أو يحبّ مراهقة من بنات الحيّ حتى أضحك أو أشعر بالخجل كأن يأتي بوردة فيتركها على مكتبي بدون أن أراه وعندما أسأله يقول بأنّه لا يعرف من أتى بها ووضعها على مكتبي مع أنّه يعرف أنه لا يدخل مكتبنا سوى المدير وهو شيخ محترم له أسرة ومنظفّة المؤسسة التي تنظف المكتب في كلّ صباح. هي تصرفات بسيطة ولكنها كانت تستوقفني، فأفكّر في ما هو مراده منها؟، لكن فيما بعد، أحاول تناسيها، وأعتبرها أمورًا صبيانيّة وتافهة، وربّما أيضا لا تكون سوى مجرد صدفة أو أنها مجرد خيال من الخيالات التي تسكن أفكار امرأة وحيدة مثلي. ولكنني لم أكن مصيبة في أفكاري هذه، فمرة طلب منّي رقم هاتف والدي، وتقدم إليّ ووافقت، بسبب إعجابي به، غير أنّي فيما بعد اكتشفت وبعد الخطبة مباشرة أنّه ابن أمّه لا يفعل شيئا إلاّ بما تمليه عليه ولا يتحدّث إلاّ ويقول قالت أمي، فعلت أمي، وخفت أن يكون ضعيف الشخصيّة وظل هذا الشعور مثل الحمم البركانيّة بداخلي، فكلامه معي فيه نعومة ورقّة، وطبيعة شخصيتي تميل إلى الرجل القويّ الخشن.. فهل رقّة الرجل عيب؟ أم أنّ العيب فيّ أنا؟.. هل أفسخ الخطوبة أم أنّ الرجل لا يعيبه الرقة والحنان؟.. أرجو أن أجد لديكم ما يشفي نفسي وجازاكم اللّه كلّ خير. فيروز.ك 27 سنة / بجاية
كيف أتصرف مع من يريدني زوجة وأعتبره أخا لي عشت طفولتي وبداية شبابي بسوريا، حيث كنت طالبة جامعية حينما تقدم زوجي لخطبتي بعدما أعجب بأخلاقي، وسمعة عائلتي الطيبة، وقد وافق أهلي على الارتباط به لأنه جزائريا، وتمت مراسيم زفافي بسرعة، ذلك أن زوجي كان مستعجلا لأن وقت العطلة كان قد حان، وكان على زوجي العودة إلى الجزائر، وبعودتنا أقمنا زفافا رائعا، حضره كل أهل زوجي، وأحبابه، وأصدقاءه واتفقنا حينها بعدم الإنجاب إلا بعد إنهاء دراستي الجامعية، وكنت أسعد امرأة على وجه الأرض، فزوجي رجل طيب كان بالنسبة لي الزوج، والأخ، والصديق، لم أشعر وهو بجانبي بغربة الوطن، والأهل، فأهله أيضا أناس طيبون جدا . إن الطيبة، والحنان، والحب كل هذا الجو الذي خلقه زوجي وأهله لي، جعلني أتفوق في دراستي، وأتخرج من الجامعة تخصص علم النفس، ورغم نيلي شهادتي بتفوق، فإن زوجي رفض خروجي للعمل باعتباره هو القوام، وعلي الراحة بالبيت، فانشغلت بعدها بتربية طفليّ التوأم اللذين رزقني الله بهما بعد التخرج . السعادة التي كنت أعيشها لم تدم، فقد ابتلاني الله عزوجل بابتلاء عظيم، حول حياتي إلى عذاب، فزوجي الإطار السامي في الدولة خطفه الموت مني، وعشت أتعس أيامي، ولكن الحمد لله الذي منحني بعض الصبر استطعت أن أقوم من جديد لأجل طفليّ اللذين كنت أراهما أمانة في عنقي تركهما لي زوجي وعلي الحفاظ عليهما، وأنا لازلت أعيش ببيت زوجي بطابق علوي، وأهل زوجي يعيشون بالطابق السفلي، أعيش بينهم معززة، مكرمة وقد طالبوا مني ترك الطفلين لعمهما حتى يتكفل بتربيتهما، والعودة إلى سوريا الوطن الأم في حالة ما اٍن فضلت العودة إلى أهلي، لكنني رفضت ذلك، فإن رحلت فعلا سأشعر أنني خنت زوجي الراحل الذي أحبه بجنون، ولا زلت على عهدي له بالرغم من رحيله، رحيله هذا الذي أدى إلى إصابتي بمرض القلب، وأحمد الله أنني وسط أسرة تتفهم وضعي الصحي، وبالرغم من أنني في هذه الحالة، فأنا أعاني قلقا آخر لم أكن أحسب له حساب، فهاهي ثلاث سنوات تمر على رحيل زوجي، وأهله يريدون مني الزواج من شقيقه الأكبر هو متزوج وزوجته عاقر، وهي موافقة على ارتباطي بزوجها حتى يكون سندا لي، ولطفليّ، لكنني أرفض هذا الأمر بشدة، وهم يلحون علي في كل مرة، أنا لا أرفض بحجة أن شقيق زوجي غير صالح، بالعكس هو رجل طيب، إنما أنا لا أريد الزواج منه لأنني كنت أراه شقيقي الأكبر، وكنت أتعامل معه على هذا الأساس مثلما كان يتعامل معه زوجي رحمة الله عليه، فكيف أتصرف بالله عليكم مع رجل أراه أخا لي، وليس زوجا، ثم إن مبتغاي تربية طفليّ فقط، أما الزواج فلا أفكر فيه إطلاقا . بسمة / العاصمة