اتهم رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل الثلاثاء دولا عربية ب"اذكاء الفتنة" في شرق البلاد بعد ان اعلن زعماء قبائل وسياسيون ليبيون في بنغازي منطقة برقة النفطية "اقليما فدراليا اتحاديا". وفي حين يعجز المجلس الوطني عن فرض سلطاته على كل انحاء ليبيا، اذ يتجاهل الكثير من الثوار السابقين تسليم اسلحتهم والاذعان للحكومة المركزية، اعلن في بنغازي خلال مؤتمر حضره نحو ثلاثة الاف شخص، عن قيام اقليم برقة الفدرالي، كاول خطوة لتشكيل كيان سياسي شبه مستقل منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي. رغم ان المعلنين اكدوا تمسكهم بوحدة ليبيا وانضوائهم تحت راية المجلس الوطني الانتقالي. وقال عبد الجليل خلال مؤتمر صحافي في طرابلس من دون ان يذكر اسماء، ان "(بعض) الدول العربية تذكي وتغذي الفتنة التي نشأت في الشرق حتى تهنأ في دولها ولا ينتقل اليها طوفان الثورة. هذا التخوف هو الذي جعل هذه الدول الشقيقة للاسف الشديد ترعى وتمول وتذكي هذه الفتنة التي نشأت في الشرق". واضاف "ما يحصل اليوم هو بداية مؤامرة ضد البلاد. هذه مسالة خطيرة تهدد الوحدة الوطنية"، محذرا من "عواقب خطيرة" قد تؤدي الى تقسيم ليبيا. وقال عبد الجليل "نحن اليوم كمجلس وطنى انتقالى نستغرب تلك الاصوات التى تنادى بتقسيم ليبيا وانا ادعو كل الليبيين للالتفاف حول المجلس والحكومة الانتقالية بها من العاصمة طرابلس". وكان عبد الجليل يعلق على اعلان اهل برقة في بنغازي عن تاسيس "مجلس اقليم برقة الانتقالي برئاسة الشيخ احمد الزبير احمد الشريف السنوسي لإدارة شؤون الإقليم والدفاع عن حقوق سكانه في ظل مؤسسات السلطة الانتقالية المؤقتة القائمة حاليا واعتبارها رمزا لوحدة البلاد وممثلها الشرعي في المحافل الدولية". واكد السنوسي تعليقا على تصريحات عبد الجليل ان "إدارة الإقليم تنفصل عن سياسة الدولة، نظرتنا من خلال اتخاذ النظام الفيدرالي الاتحادي نظرة إدارية وليست انفصالية، والانفصال غير مقبول بالنسبة إلينا تماما". وردا على اتهامهم بالانفصال، قال ان الذين يروجون ذلك يفعلون "ذلك لأنهم لا يفهمون ما هي الفيدرالية وما هي مزاياها وفوائدها، أنا ألومهم وأعذرهم، لأن الناس مغيبون عن تاريخهم طيلة 42 عام وهي فترة حكم القذافي". واضاف "عليهم بالنظر أولا إلى الدول التي تتبع النظام الفيدرالي وينظرون كم هي ناجحة سواء أكانت متقدمة مثل ألمانيا وسويسرا أم نامية كالإمارات العربية المتحدة". وقرر مؤتمر اهل برقة في بنغازي "اعتماد دستور الاستقلال الصادر في 1951" عندما كانت ليبيا مملكة اتحادية تتألف من ثلاث ولايات هي طرابلس وبرقة وفزان ويتمتع كل منها بالحكم الذاتي. ورفع المتظاهرون مع ذلك شعارات تؤكد على ان اللحمة الوطنية هي أساس بناء الدولة الليبية، وأن طرابلس هي العاصمة، مطالبين في الوقت نفسه المجلس الوطني الانتقالي والحكومة الانتقالية بعدم تهميش الشرق الليبي والاهتمام به وعدم إتباع نظام الحكم المركزي. وبرقة التي تشمل الشطر الشرقي من ليبيا هي اول منطقة تعلن "اقليما فدراليا اتحاديا" يتمتع بحكم ذاتي، منذ مقتل القذافي في 20 اكتوبر الفائت بعدما حكم ليبيا اكثر من اربعين عاما.