تهدد ظاهرة حفر الآبار العشوائية للسقي في الوادي، منسوب المياه الجوفية في المنطقة، ومستقبل الزراعات بالولاية. وقال مسؤول محلي، في رده على هذه الظاهرة، إنهم لا يستطيعون إيقافها وتنظيمها، مشيرا إلى أن سبب انخفاض منسوب المياه الجوفية هو نتيجة للاستهلاك المفرط من قبل الفلاحين وعدم ترشيد الاستهلاك. وقد عبر فلاحون عن تخوفهم من الحالة التي ستؤول إليها أراضيهم الفلاحية ومحاصيلهم، بسبب تراجع منسوب المياه الجوفية في آبار السقي التي يعتمدون عليها، ما جعل الخطر يهدد بزوال مستثمراتهم في الأمد البعيد، معتبرين أن تخوّفهم نابع من تجربتهم كل موسم زراعي من خلال لجوئهم إلى تحديث حفر آبارهم إلى مستوى أعمق بحثا عن مياه وافرة للسقي، كما يلجأ كثير من الفلاحين كل بداية موسم إلى استحداث آبار جديدة، أو إنزالها إلى طبقة جوفية أعمق، لعلّهم يجدون ضالتهم من المياه الكفيلة بالري خلال طول فترة إنتاج المحصول. وفي تصريح له، أكد أحد الفلاحين أن جفاف الآبار مؤخرا راجع إلى كثرة الحفر، وضخ المياه بكميات ضخمة جدا في كثير من المناطق، التي تحتوي على استثمارات زراعية تفوق 500 هكتار، كمنطقة ورماس المعروفة بزراعة البطاطس بشكل واسع جدا. يذكر أن الولاية من الأقطاب الزراعية الرئيسة على المستوى الوطني، وتنتج أكثر من ربع الإنتاج الوطني بحسب وزارة الفلاحة، لكن يبقى القطاع بعيدا عن دعم الدولة الحقيقي في أغلب البلديات، التي لا يزال فلاحوها دون كهرباء فلاحية، ومسالك، وقروض، وتسويق، وتصدير، وتخزين، أو غيرها من عوامل النهوض بهذا القطاع الحساس، فضلا عن مشكلة غور المياه بسبب غياب تنظيم حفر الآبار، وعدم وجود رؤية استراتيجية للحفاظ على المخزون المائي الجوفي. ودعا خبراء في مجال الري والمياه الجوفية السلطات إلى الاستيقاظ من سباتها، واتخاذ تدابير استعجالية لحل مشكل غور المياه بالولاية المتصدرة لقطاع الفلاحة، والبحث عن حلول جدية وفعلية للمشكلة قبل تعاظمها في الأمد البعيد، خاصة مع الانتشار الواسع جدا للزراعات بالولاية المعتمدة فقط على جوف الأرض، دون بدائل أخرى. وليد. ع