وجه إعلامي في القناة البرتقالية يداعب الميكروفون الرياضي بكل احترافية، تدرجت في حياتها المهنية من الصحافة المكتوبة مرورا بالإذاعة وها هي اليوم تقف في أكبر قناة رياضية، صقلت تجربتها من ميادين الحرب، ورضعت الفصاحة من القرآن الكريم، نقف معها في هذا الحوار على العديد من الأمور الشخصية والمهنية مع الإعلامية في قناة الجزيرة الرياضية السيدة آسيا عبد الله. – رضعت الفصاحة في اللغة العربية من القرآن الكريم، من أين كانت البداية له؟ تلقّيت دراساتي المدرسيّة في "مدارس المقاصد" وهي عبارة عن مجموعة من المدارس ذات القطاع الخاص في لبنان والتي يتضمّن منهجها التعليمي حصصاً في الدين الإسلامي.. رأى الأساتذة المسؤولون عن هذه الحصص أن تلاوتي للقرآن جيدة، وطبعاً يعود الفضل في ذلك إلى والدي رحمه الله الذي كان دائما يساعدني في حفظ التجويد وتطبيقه والتلاوة أمامه، والشيخ المرحوم "مصطفى شمّا" الذي كان أستاذي وشيخي مذ كنت في سن الرابعة. في سن الثامنة تقريبا أو أكثر بقليل نلت جائزة أفضل قارئة للقرآن الكريم في لبنان، وذلك ما دفع والدي للتفكير فيما هو أهم من مجرد التلاوة، وهو البدء بحفظ القرآن، وهذا ما حصل وكان فاتحة خير علي، بمساعدة أحد أصدقائه وهو الشيخ "محمود عيتاني" الذي كنت أزوره يوميا في الجامع القريب من بيتي الكائن في بيروت، بعد صلاة المغرب.. كنت أحفظ يومياً صفحة واحدة.. – لست متخوفة اليوم بعد زواجك من قوة الحضور أمام الكاميرا؟ على العكس.. زواجي كان النقلة النوعية نحو الأفضل في حياتي الاجتماعية والعائلية والشخصية والمهنيّة.. "جهاد" ابن هذه المهنة، ابن الصحافة، ابن الإعلام، ابن الرياضة، فهو لاعب كرة قدم سابق، كل هذا يجعله أكثر شخص قادر على فهم حياتي بكل تفاصيلها، حتى أنا تغيّرت نحو الأفضل بعد زواجي، أصبحت أكثر إدراكاً وقدرة على تقسيم يومي بأفضل طريقة ممكنة، واستغلال ساعات فراغي كما يجب، ها أنا اليوم أعمل لساعات أطول وأكثر من أيام العزوبيّة، كما أنني لا أزال قادرة على إيجاد الوقت لممارسة رياضاتي المفضّلة يومياً وهي كثيرة، بالإضافة الى القراءة. لا أخفيك أن جهاد وأنا نعلم تماما ان العمل الإعلامي يحتاج إلى الكثير من التضحيات، والأمر يبقى أصعب على الفتاة خصوصا العاملة، ومع هذا أنا أعمل جاهدة على الارتقاء بزواجي نحو الأفضل والأفضل من اليوم الأول الذي تزوّجت فيه. – كيف كان الانتقال من عالم العزوبية إلى الشراكة الزوجية؟ باختصار، كان هذا من بين أفضل القرارات التي اتخذتها في حياتي. – هل زواجك من إعلامي هو بمثابة انتصار لحلمك كإعلامية، أم انتصار للقلب قبل هذا؟ لا علاقة لهذا بذاك، لم أفكّر يوما بمهنة الشخص الذي سأرتبط به، على العكس كنت أقول إنني سأرتبط بشخص من خارج مجالي الإعلامي، لكن حصل العكس، لأنني أحببت شخصاً يعمل معي، وحصل ان تزوّجنا. – في ظل انفتاح الإعلام الرياضي على الوجوه النسوية، كيف تقيمين مغازلة الجنس اللطيف للمكروفون الرياضي إلى حد الساعة؟ ليس فقط الإعلام الرياضي هو من ينفتح على الوجوه النسوية وإنما الإعلام بشكل عام، منذ قديم الزمان وللآن المرأة تعتبر سلعة ناجحة لجذب المُشاهد حسب كبريات مدارس الإعلام والإعلان والعلاقات العامة، لكن الأمر يتوقف عند المرأة نفسها، أين تريد أن تكون، مجرد عامل جاذب؟ أم عنصرا قادرا على تقديم الإضافة في المكان الذي يعمل فيه. بالنسبة للإعلام الرياضي، هناك من هو قادر على تقديم الإضافة، وهناك من يعمل جاهدا ليصبح قادرا على تقديمها، وفي كلا الحالتين هذا جيد جداً. – الجزائر في سطر؟ لم أرَ الجزائر يوما، لكنني أحببتها، لأنني أحببت أبناءها، وهنا أتحدث عن أصدقائي وصديقاتي من الجزائر، والذين لم أرَ منهم إلا كل الخير والمحبة والصدق. – كلمة في زملائك الجزائريين في القناة؟ هم من أطيب الناس.. تجمعني بهم علاقة صداقة وأخوة وليس مجرّد زمالة، صدّقني..