خطفت عديد الأندية الجزائرية الأضواء جماهيريا رغم معاناتها في جحيم الأقسام السفلى، حيث لم يمنع مغادرتها حظيرة الكبار من الحفاظ على قاعدتها الشعبية، من خلال اللوحات الجميلة التي تشهدها المدرجات، وهذا رغم أن هذه الأندية تلعب في الدرجة الثالثة في الأقسام السفلى، على غرار ما يقوم به جمهور اتحاد عنابة الذي يسير بخطى ثابتة نحو مغادرة فريقه لبطولة القسم الثاني هواة. لا تزال الأجواء التي يصنعها جمهور اتحاد عنابة تخلف الكثير من ردود الفعل الإيجابية، بدليل متابعة مباريات فريقهم بحضور 50 ألف مناصر في ملعب 19 ماي بعناية، بدليل ما حدث في الداربي أمام الجار حمراء عنابة، أو خلال اللقاء الأخير أمام جمعية الخروب، وهو رقم خيالي وصفه الكثير بالخيالي، خصوصا أن أبناء بونة ينشطون في قسك الهواة، أي الدرجة الثالثة في البطولة الجزائرية، ورغم أن الكثير لم يقتنع بالمردود المقدم فوق المستطيل الأخضر، إلا أن الفرجة دوما مضمونة في المدرجات، بناء على اللوحات الجميلة التي يصنعها "الهوليغانز"، بشكل يؤكد لدى المتتبعين أن أبناء بونة يستحقون العودة إلى حظيرة الكبار، خاصة أن ذلك يعطي صورة إيجابية للكرة الجزائرية من الناحية الجماهيرية، في الوقت الذي تجري مباريات الدرجة الأولى في بعض البلدان أمام مدرجات شبه شاغرة، وهو ما يؤكد على ثقل الحضور الجماهيري في إعطاء نكهة مميزة للكرة الجزائرية، وهذا بناء على الصور الجميلة التي تعرفها المباريات الكبيرة، على غرار الداربي العاصمي بين المولودية والاتحاد، أو حين تكون المباريات أحد أطرافها أندية في صورة شباب قسنطينة ووفاق سطيف ومولودية وهران وغيرها من الأندية المعروفة بثقلها الشعبي وتاريخها العريق، وهي نفس الأندية وغيرها حافظت على ثقلها الجماهيري رغم سقوطها في عدة مناسبات إلى الدرجة الثانية خلال السنوات الماضية. أنصار لاصام والموب وسكيكدة يصنعون الحدث في الرابطة الثانية على صعيد آخر، أشاد الكثير من المتتبعين بالبروز اللافت جماهيريا لعديد الأندية الناشطة في الرابطة المحترفة الثانية، والتي تقدم حسبهم لوحات جميلة في المدرجات، على غرار قطبي بجاية الموب والشبيبة اللذين صنعا الحدث في عاصمة الصومام، وشبيبة سكيكدة التي خطف أنصارها الأضواء في أغلب المباريات، وهذا بصرف النظر عن بعض التجاوزات التي حدثت موازاة مع عديد التعثرات المسجلة في عقر الديار، والكلام ينطبق على أنصار جمعية عين مليلة وأهلي البرج وغيرهم، فيما ذهبت أندية أخرى ضحية النتائج السلبية ما تسبب في عزوف أنصارها رغم قاعدتها الجماهيرية الواسعة، في صورة جمعية الشلف ومولودية العلمة وغيرها من الفرق التي أثبتت في أكثر من مناسبة قدرتها على صنع الفارق في المدرجات إذا توفرت على هيئات مسيرة قادرة على تسطير أهداف طموحة من شأنها أن تبعث روح النتائج الإيجابية واللعب على الصعود أو الألقاب، وهو ما يؤكد بأن رأس مال الكرة الجزائرية يكمن أساسا في الجماهير الغفيرة في انتظار مراعاة تعزيز الهياكل الرياضية والعودة إلى سياسة التكوين لإنجاب مواهب كروية على شاكلة جيل السبعينيات والثمانينيات على الخصوص. برج منايل وقالمة والبوبية وأخرى في خبر كان.. وسوء التسيير بعثها إلى الجحيم ويجمع الكثير من المتتبعين للشأن الكروي الجزائري، على أن الكثير من الأندية التي تعاني في جحيم الأقسام السفلى قد دفعت فاتورة سوء التسيير والصراعات الداخلية، ما تسبب في مغادرتها للدرجة الأولى، في الوقت الذي أعطت في وقت سابق صورة إيجابية وأنجبت لاعبين بارزين، على غرار رائد بطولة القسم الثاني هواة (شرق) اتحاد عنابة، وشبيبة تيارت التي غابت عن الواجهة منذ عدة سنوات، إضافة إلى ترجي قالمة الذي سبق له أن أعطى صورة مشرفة، وهو الذي كان يلقبه الكثير ب"السرب الأسود"، والكلام ينطبق على مولودية باتنة المعروفة هي الأخرى بشعبيتها الكبيرة على مستوى الشرق، لكن سوء التسيير جعلها غارقة في بطولة ما بين الرابطات، بل وصل الأمر إلى إجراء مبارياتها الأخيرة دون جمهور إثر مقاطعة أنصارها استياء من طريقة تسيير النادي، كما غابت مدرسة وفاق القل عن الواجهة وهي التي أنجبت لاعبين وصلوا إلى المنتخب الوطني في صورة بغلول وبوقادوم وقشير وفناظي وغيرهم، كما يتذكر البعض بنوع من الحنين الصور الجميلة التي تركها شباب برج في الثمانينيات والتسعينيات قبل أن يغادر حظيرة الكبار بعد رحيل رئيسه تحانوتي، كما أن اتحاد الشاوية الذي صنع الحدث في التسعينيات ونال لقب البطولة بعد عام من تواجده في القسم الأول أصبح يلعب أدوارا ثانوية في قسم الهواة، في الوقت الذي غابت عديد الأندية المعروفة في صورة أولمبي العناصر ونادي الرغاية ومكارم ثليجان ونادي سطيف ومديوني وهران وعديد الأندية التي أصبحت مجرد أرقام ثانوية في الأقسام السفلى.