محمد خوان يتحادث مع رئيس الوفد الإيراني    هذه توجيهات الرئيس للحكومة الجديدة    النفقان الأرضيان يوضعان حيز الخدمة    رواد الأعمال الشباب محور يوم دراسي    توقيع 5 مذكرات تفاهم في مجال التكوين والبناء    الصحراء الغربية والريف آخر مستعمرتين في إفريقيا    مشاهد مرعبة من قلب جحيم غزّة    وفاق سطيف يرتقي إلى المركز الخامس    على فرنسا الاعتراف بجرائمها منذ 1830    الابتلاء المفاجئ اختبار للصبر    الخضر أبطال إفريقيا    ضرورة التعريف بالقضية الصحراوية والمرافعة عن الحقوق المشروعة    300 مليار دولار لمواجهة تداعيات تغيّر المناخ    فلسطينيو شمال القطاع يكافحون من أجل البقاء    بوريل يدعو من بيروت لوقف فوري للإطلاق النار    "طوفان الأقصى" ساق الاحتلال إلى المحاكم الدولية    وكالة جديدة للقرض الشعبي الجزائري بوهران    الجزائر أول قوة اقتصادية في إفريقيا نهاية 2030    مازة يسجل سادس أهدافه مع هيرتا برلين    وداع تاريخي للراحل رشيد مخلوفي في سانت إيتيان    المنتخب الوطني العسكري يتوَّج بالذهب    كرة القدم/كان-2024 للسيدات (الجزائر): "القرعة كانت مناسبة"    الكاياك/الكانوي والبارا-كانوي - البطولة العربية 2024: تتويج الجزائر باللقب العربي    مجلس الأمة يشارك في الجمعية البرلمانية لحلف الناتو    المهرجان الثقافي الدولي للكتاب والأدب والشعر بورقلة: إبراز دور الوسائط الرقمية في تطوير أدب الطفل    ندوات لتقييم التحول الرقمي في قطاع التربية    الرياضة جزء أساسي في علاج المرض    دورات تكوينية للاستفادة من تمويل "نازدا"    هلاك شخص ومصابان في حادثي مرور    باكستان والجزائر تتألقان    تشكيليّو "جمعية الفنون الجميلة" أوّل الضيوف    قافلة الذاكرة تحطّ بولاية البليدة    على درب الحياة بالحلو والمرّ    سقوط طفل من الطابق الرابع لعمارة    شرطة القرارة تحسّس    رئيس الجمهورية يوقع على قانون المالية لسنة 2025    يرى بأن المنتخب الوطني بحاجة لأصحاب الخبرة : بيتكوفيتش يحدد مصير حاج موسى وبوعناني مع "الخضر".. !    غرس 70 شجرة رمزياً في العاصمة    تمتد إلى غاية 25 ديسمبر.. تسجيلات امتحاني شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا تنطلق هذا الثلاثاء    مشروع القانون الجديد للسوق المالي قيد الدراسة    اختتام الطبعة ال14 للمهرجان الدولي للمنمنمات وفن الزخرفة : تتويج الفائزين وتكريم لجنة التحكيم وضيفة الشرف    صليحة نعيجة تعرض ديوانها الشعري أنوريكسيا    حوادث المرور: وفاة 2894 شخصا عبر الوطن خلال التسعة اشهر الاولى من 2024    تركيب كواشف الغاز بولايتي ورقلة وتوقرت    تبسة: افتتاح الطبعة الثالثة من الأيام السينمائية الوطنية للفيلم القصير "سيني تيفاست"    "ترقية حقوق المرأة الريفية" محور يوم دراسي    القرض الشعبي الجزائري يفتتح وكالة جديدة له بوادي تليلات (وهران)        مذكرتي الاعتقال بحق مسؤولين صهيونيين: بوليفيا تدعو إلى الالتزام بقرار المحكمة الجنائية    مولوجي ترافق الفرق المختصة    قرعة استثنائية للحج    حادث مرور خطير بأولاد عاشور    وزارة الداخلية: إطلاق حملة وطنية تحسيسية لمرافقة عملية تثبيت كواشف أحادي أكسيد الكربون    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قصص إنسانية مؤلمة أخرى من المأساة
فاجعة بوفاريك


آخر ما قاله الشهيد أمين جغرور لوالدته:
"سامحيني يا أمي وادعي لي إن شاء الله نبعثك للحج"
الشهيد أمين جغرود، البالغ من العمر 22 سنة، والمنحدر من بلدية بني زيد بولاية سكيكدة، هو واحد من الضحايا ال257 الذين استشهدوا في حادثة تحطم الطائرة، التحق بصفوف الجيش الوطني الشعبي سنة 2015، واستقر بثكنة تندوف منذ قرابة عام.
"الشروق" تنقلت إلى بيت عائلته لتقديم واجب العزاء وتحدثت إلى والدته المفجوعة عائشة ليزيدي التي كانت في كل مرة تحاول أن تحبس دموعها، فالشهيد أمين يعتبر آخر العنقود، غادر مقاعد الدراسة وقرر الالتحاق بصفوف الجيش من أجل تخفيف الحمل عن والده السعيد جغرود، الأم المسكينة خلال لقائنا بها تحدثت عن أخلاق ابنها الشهيد الذي كان يتمنى أن يرسلها إلى البقاع المقدسة لأداء فريضة الحج، وأضافت أن ابنها عندما قضى معها آخر إجازة ومدتها 15 يوما، كان يكثر من تقبيل رأسها قائلا لها "ياما سامحني، أني هنا ما تشوفي حتى لواحد وأضاف قائلا، إن شاء الله نلقى خدمة لأخي الأوسط فاروق وعندما غادرنا مساء الثلاثاء قبل راسي وقال لي"، سامحني ياما وادعي لي دائما في صلاتك"، حيث "انخرط في صفوف الجيش الوطني الشعبي بالثكنة العسكرية بتندوف منذ ثلاث سنوات، وقبل انقضاء إجازته بيوم واحد اشترى لي كل طلباتي"، حيث حضرت له بعض الحلويات تلبية لطلبات أصدقائه في الجيش، وقال لي أخي الأكبر "الحمد لله ساعدته في شراء شاحنة ويبقى لي أخي الأوسط فاروق سأساعده كما ساعدت يزيد، وتقول والدموع تتساقط إن زوجة ابنها الأكبر يزيد قالت لها إن والده المتواجد بالعاصمة تكلم هاتفيا مع ابنه وتجهل فحوى المكالمة غير أنها أقلقتني ثم قلت لها كان مكروه حدث لابني أمين، ثم سمعت الجيران يتحدثون عن حادثة تحطم طائرة عسكرية بمطار بوفاريك، وحينها تأكدت أن ابني أمين في عداد الضحايا، حيث طلبت منها أن تمنح لي هاتفها لكي أجري مكالمة مع ابني الأكبر يزيد، حيث أكد لي سقوط الطائرة العسكرية المتوجهة إلى تندوف، وذلك بعد إقلاعها من مطار بوفاريك، مضيفا أن أمين في عداد الضحايا، وتقول إن جرح ابني الأكبر الذي تعرض لحادث مرور بالشاحنة لم يندمل حتى وقعت حادثة وفاة ابني الأصغر أمين الذي ولد سنة 1995، وقالت إن أمين قال لها عند توديعها "ياما الجيش صعيب نكمل العام هذا ونخرج"، وإن آخر ما نشره على صفحته الخاصة عبر الفيسبوك هذا المنشور "كم هي غريبة هذه الحياة، حين نولد كل من حولنا يضحك أما نحن نبكي، وحين نموت كل من حولنا يبكي أما نحن في قمة السعادة."
آخر زيارة له إلى مسقط رأسه كانت لدفن والده
الحزن يخيّم على تقرت بعد رحيل ابنها محمد الفاضل
اهتزت بلدية تماسين بالمقاطعة الإدارية تقرت على غرار الشعب الجزائري على وقع فاجعة استشهاد 257 شخص كانوا على متن الطائرة العسكرية المنكوبة التي تحطمت بمدينة بوفاريك يوم الأربعاء الماضي.
حيث فقدت تماسين أحد أبنائها في هذا الحادث وهو محمد الفاضل يومبعي الذي فضّل أن يسخّر حياته لخدمة الوطن من خلال الانخراط في الجيش الوطني الشعبي منذ أكثر من 17 سنة، حيث عمّ الحزن على أرجاء الحي الذي يقطن فيه المرحوم بالقرب من الزاوية التجانية بعد رحيله تاركا وراءه أرملة و5 أولاد كانوا في انتظاره بمدينة بشار التي يزاول فيها خدمته العسكرية منذ 4 سنوات بعدما استهل هذه الخدمة بكل من باتنة وتيارت، "الشروق" التي اقتربت من هذا الحي لمست تلك الصدمة وسط عائلته التي تترقب بفارغ الصبر موعد وصول جثمانه وتوديعه للأبد، وحسب أحد أفراد العائلة في تصريحه ل"الشروق"، فإن محمد الفاضل له مكانة مميّزة وسط العائلة وأصدقائه، كما أنه يزور تماسين خلال العطل والمناسبات فقط بالنظر لارتباطه بالخدمة العسكرية والواجبات العائلية لأسرته وأبنائه الذين يتمدرسون بمدينة بشار، وكانت آخر زيارة له لمسقط رأسه خلال ديسمبر الماضي من أجل تشييع جنازة والده بعدما فقد كذلك أمه خلال الأشهر الماضية.
تبسة تنتظر جثامين شهداء الطائرة
اهتزت نهار أول أمس، ولاية تبسة، على غرار باقي ولايات الوطن على وقع المصاب الجلل، الذي ألمّ بمختلف العائلات التي أعلنت الحداد ورفعت أنشودة الشهيد الخالد، والتي تغنت بها أسر الضحايا أولا وأفراد المجتمع، وكم كانت الحرقة كبيرة خاصة بالبلديات التي سقط بعض أبناها شهداء، في الطائرة الملعونة. وحسب إحصاءات غير نهائية فإن شهداء ولاية تبسة، بلغ عددهم 11 شهيدا، توزعوا على بلديات، الونزة، بئر العاتر، الشريعة، لعوينات، عقلة قساس، بئر مقدم، بجن، ويبقى الجميع الآن ينتظر لحظة إحضار الجثامين وتوديعهم إلى دار الخلد..
9 شهداء من ولاية الطارف في فاجعة تحطم الطائرة العسكرية
عاشت بلديات الطارف منذ ساعة الإعلان عن فاجعة سقوط الطائرة العسكرية بالقرب من بوفاريك ولاية البليدة أجواء جنائزية مهيبة خيم عليها الحزن والأسى فراقا وحزنا على ضحايا الحادثة الذين قضوا وارتقوا بأرواحهم إلى الدار الآخرة على مستوى الحصيلة العامة أو على مستوى أبناء الولاية الذين كانوا من بين الضحايا الذي لقوا حتفهم في هذه الكارثة المأساوية كما قضت عائلات أخرى كثيرة يوجد أبناؤها بالجيش الشعبي الوطني لحظات عصيبة شابها التوتر والترقب والتوجس من خبر سيئ قد ينزل عليهم ويخبرهم بنعي أحد أولادهم، وبعد أن أكدت المعلومات الأولية مع الساعات الأولى للحادث وفاة أربعة عسكريين من الطارف، فإن العدد الرسمي إلى غاية منتصف أمس الخميس وصل إلى ثمانية أفراد ينحدرون من مختلف بلديات الولاية وهم على التوالي (عبدو مقيدش من وسط الطارف لاعب ورياضي كرة قدم سابق في نادي وفاق الطارف – بوستة عبد الرحيم القالة – خضراوي رشيد أم الطبول – رويبي سامي مشتة الستاتيرعين الكرمة – نصري عبد الرؤوف عصفور – جديعة حمزة واد الحوت القالة – حمودي رمضان حمام سيدي طراد الزيتونة – بلعيد حمزة بوڨوس).
3 شهداء من مستغانم من بينهم ضابط من طاقم الطائرة
ضمت قائمة شهداء الجيش الوطني الشعبي الذين استشهدوا عقب حادثة تحطم الطائرة العسكرية التي كانت تقل على متنها 257 راكب بينهم طاقم الطائرة، مجموعة من الضحايا ينحدرون من بلديات ولاية مستغانم على غرار عين تادلس ووادي الخير وسيدي علي، حيث استشهد ضمن طاقم الطائرة الملازم الحبيب مغطيط البالغ من العمر 38 عاما والذي ينحدر من بلدية وادي الخير، حيث يشتغل الفقيد ضمن فريق الصيانة.
كما استشهد الجندي عدلان ناصري، من بلدية عين تادلس، والذي التحق بصفوف الجيش الوطني الشعبي منذ نحو سنة لأداء واجب الخدمة الوطنية، هذا وقد غيب الموت الجندي سيدي أحمد قطني حيث سارع الأهالي على مستوى هذه البلديات لتقديم واجب العزاء ومواساة أهالي الشهداء.
منازلهم غصّت بجموع المُعزّين
الشلف تبكي 73 شهيدا سقطوا في مأساة بوفاريك
اهتز، أول أمس، سكان ولاية الشلف على وقع الفاجعة الأليمة التي راح ضحيتها عدد كبير من خيرة شباب أبناء الولاية، لتعيد الفاجعة إلى الأذهان مأساة طائرة أم البواقي التي راح ضحيتها 13 ضحية ينحدرون من الولاية رقم 2.
الحصيلة الأولية -حسب مصادر "الشروق"، كشفت عن سقوط 73 شهيدا، موزعين على مختلف تراب بلديات الشلف.
وخلال تنقل الشروق إلى منازل الضحايا مساء أول أمس وجدنا أغلب الذين زرناهم يمارسون عملهم بصفة عادية ولا يعلمون بوفاة أبنائهم، الذين غادروا فجرا على غرار عائلة العريف الأول دلال حسين بقرية سيدي يوسف ببلدية سنجاس، حيث صرح لنا والده وهو شرطي متقاعد عن متابعتهم لسير الأحداث مباشرة عقب سقوط الطائرة، حيث قال شقيقه "أبلغنا حسين عن طريق رسالة قصيرة فور إقلاع الطائرة من مطار بوفاريك ولحظات بعدها تتبعنا الأنباء عبر شاشات التلفزيون، وحاولنا الاتصال به فتأكدنا من وفاته بالمستشفى العسكري تاركا وراءه طفلا يبلغ من أربعة أشهر"، وغير بعيد عنه الرقيب الأول قطون أمين 28 سنة، الذي مضى عن زواجه سبعة أشهر. يروي شقيقه أنه طلب منه لمّا رافقه إلى محطة نقل المسافرين، أن يرد دين أبيه ثم يجمع له المال ليعتمر إلى مكة المكرمة.
الهبة التضامنية لسكان ولاية الشلف مع أهالي الضحايا، تكررت في عدة بلديات، على غرار الظهرة، توقريت، الشطية، أولاد بن عبد القادر، أبو الحسن، بني راشد واد قوسين تنس أولاد عباس، حيث تجمعت حشود المعزين أمام منازل الشهداء لمواساة عائلاتهم في مصابها الجلل.
مدنيان و11 عسكريا:
البليدة تنعي 13 شهيدا في فاجعة تحطم الطائرة
بلغت حصيلة ضحايا الطائرة العسكرية التي تحطمت، صبيحة أول أمس، بمزرعة الشهيد سي يوسف رقم 117 ببوفاريك شمالي شرق البليدة 13 فردا بينهم 11 عسكريا ومدنيان ينحدرون من بلديات البليدة، حيث فقدت مدينة موزاية ثلاثة من أبنائها، ويتعلق الأمر بالدركيين موساوي مصطفى وفتحي بلعيد هجالة وبلرقاع رضا والذين كانت وجهتهم ولاية بشار.
وسجلت بلدية الشفة وفاة الدركي العون قوادي محمد، إلى جانب الجندي الاحتياطي احمد قداح من حي دريوش، ومن أولاد يعيش لقي العسكري محمد حضري مصرعه في ذات الحادث وهو متزوج وأب لطفلتين، أما بوفاريك فارتفعت حصيلة ضحاياها إلى أربعة أشخاص بينهم امرأتان وهما السيدة ونوغي وابنتها وعرباوي رمزي الذي تبقى شهر ونصف فقط على إكماله خدمته الوطنية والمجند محرز فليتة "26" سنة والذي كان مقررا أن يعقد قرانه هذا الصيف، إلى جانب مباركي عبد الحميد من الشبلي وعبد الهادي طاهري من وادي العلاق شمال الولاية، هذا كحصيلة أولية في انتظار الإعلان عن القائمة النهائية للضحايا وتحولت أمس مدينة بوفاريك إلى بيت كبير للعزاء، حيث استقبل المئات من أهالي الضحايا ال257 والذين قدموا من ولايات الوطن للتعرف على جثث ذويهم وفتح المواطنون العشرات من المنازل لإيوائهم.
وأفادت مصادر الشروق، بأن قوات الجيش الوطني الشعبي أنهت في ساعة متأخرة ليلة الخميس رفع حطام الطائرة المنكوبة اليوشن أل أي 76 وتحويله إلى المختبر، وتواصل فرق البحث عملها لاسترجاع العلبة السوداء والذي سيفك لغز تحطم الطائرة العسكرية والتي اشتعل جناحها الأيسر قبل أن تهوي أرضا وتنفجر مرتين متتاليتين بحسب تأكيدات شهود عيان للشروق.
سوق أهراس تودع 10 من خيرة أبنائها
عاشت ولاية سوق أهراس وعلى غرار باقي مناطق الوطن، حالة من الحزن العميق بعد فاجعة الأربعاء الأسود، الذي ألم بعديد العائلات الجزائرية على إثر تحطم الطائرة، أين استقبلت عدة عائلات خبر استشهاد أبنائهم على مستوى الولاية. وحسب معلومات أولية فقد أحصت ولاية سوق أهراس 10 شهداء لتبقى الحصيلة مرشحة للارتفاع حسب أخبار متداولة. عائلة بن علوش ببلدية عين الزانة صدمت بعد سماع خبر استشهاد الشقيقين حكيم ومبروك، اسكندر بليما وإسلام جراح من بلدية سدراته، بن تومي محد علي وحفصي عبد الرزاق ورحامنية عيسى من بلدية سوق أهراس، مساعدية السعيد من بلدية الحدادة، بومعراف اسعد من بلدية مداوروش، وعبد الحميد بوخاتم من بلدية تاورة كلهم استشهدوا في حادثة تحطم الطائرة العسكرية، فيما لا يزال ضحايا آخرون لم يتم تأكيد استشهادهم.
فقدت ثلاثة شبان ينحدرون من خراطة ودرڤينة وتاسكريوت:
بجاية تبكي شهداء الواجب الوطني
ألمّت فاجعة سقوط الطائرة العسكرية ببوفاريك بسكان ولاية بجاية على غرار باقي ولايات الوطن، حيث ترثي بجاية شهداءها الثلاثة وتقاسم أحزان عائلات باقي شهداء الجزائر، وقد فقدت الولاية ثلاثة شهداء في فاجعة بوفاريك جلهم برتبة عريف ينحدرون من شرق الولاية على غرار خراطة وتاسكريوت ودرڤينة.
وقد تابع صبيحة أمس الأول، سكان بجاية وبالخصوص عائلات شهداء الواجب، حادث سقوط الطائرة العسكرية، لحظة بلحظة بأمل الحصول على معلومات أكثر حول هوية ضحايا هذه الفاجعة، بعدما تعذر على الجميع الاتصال بأبنائهم الذين كانوا قد توجهوا ليلة الفاجعة إلى مطار بوفاريك من أجل اللحاق بطائرة "اليوشين" التي خطفت أبناءهم بعد عطلة قصيرة قضوها مع ذويهم، قبل وصول بعض الأخبار التي تتحدث عن استشهاد ثلاثة شبان من أبناء الولاية.
ويتعلق الأمر بكل من العريف حبوش رابح، صاحب ال27 ربيعا، ينحدر من قرية أيت إدريس ببلدية تاسكريوت، حيث صرح والده "أحسن" بأنه كان صبيحة يوم الفاجعة بالغابة المجاورة لبيته، وعند عودته تم إخباره بأن المواقع الإخبارية لا تتحدث سوى عن حادث سقوط الطائرة التي ركب على متنها رابح، فما كان على الوالد سوى الدعاء بالرحمة لفلذة كبده، مضيفا أن سكان قرية أيت إدريس بكفريدة لا يبكون اليوم رابح لوحده إنما يبكون كل شهداء الجزائر.
أما الشهيد الثاني، فينحدر من قرية أيت بوجيت التابعة لبلدية درڤينة المحاذية، ويتعلق الأمر بالعريف فرحات بطاش، البالغ من العمر 28 سنة، ورغم هول الصدمة إلا أن والد فرحات المدعو الصادق، عسكري سابق، قد أكد أن الجزائر بحاجة إلى رجال للدفاع عنها وأبنائها، وأنه يعتبر ابنه من بين هؤلاء الرجال الذي وهبوا حياتهم للدفاع عن هذا الوطن العزيز، وقد قدم عمي صادق تعازيه لباقي العائلات المفزوعة بهذه الفاجعة التي ألمت بكل الجزائريين.
وليس بعيدا عن درڤينة، فقد ألمت هذه الفاجعة، بسكان بلدية خراطة، هذه الأخيرة التي فقدت أحد أبنائها، الذي ينحدر من قرية إغيل إميلان بدوار جرمونة، ويتعلق الأمر بالعريف الهاشمي موسوس، البالغ من العمر 28 سنة، أب لطفل ذي سنتين، انخرط ضمن صفوف الجيش الوطني الشعبي منذ سنة 2008، حيث أكد أقارب وأهالي الشهيد بأنهم قد عاشوا يوما أسود، بعدما ظل هاتف الهاشمي مغلقا، ولم يتمكنوا من التأكد من صحة الأخبار المتداولة حول استشهاده إلا بعد ساعات طويلة كانت الأطول في حياتهم وذلك ظهيرة يوم الحادث، وقد سافر الهاشمي ليلا باتجاه العاصمة ومن ثم إلى مطار بوفاريك بأمل اللحاق بالطائرة العسكرية، وذلك قبل أن يسافر إلى جوار ربه تاركا وراءه أرملة وطفلا يتيما يبلغ من العمر سنتين.
ويتقدم أهالي شهداء الواجب الوطني وكذا سكان الولاية، بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، تعازيهم إلى جل عائلات شهداء الواجب الوطني وكافة أفراد الجيش الوطني الشعبي، في الوقت الذي تحضر فيه العديد من الجمعيات، من أجل استقبال جثامين حماة الوطن، حيث من المرتقب أن يحضر جنازتهم الآلاف من المواطنين وكذا السلطات المحلية والعسكرية.
دقيقة صمت وتنكيس للعلم الوطني ببجاية
وقف صبيحة أمس، بولاية بجاية، عمال مختلف الإدارات والمؤسسات الاقتصادية والتجارية وغيرها، دقيقة صمت، ترحما على أرواح حماة الوطن الذي استشهدوا في حادث تحطم الطائرة، كما كان الحال بميناء بجاية، وقد تجاوبت مع هذه الوقفة جل شرائح المجتمع، من رجال الأمن والحماية المدنية والمسؤولين والعمال والمواطنين، رجال ونساء وشباب، الذين عبروا عن تضامنهم مع عائلات الفاجعة التي ألمت بالجزائر بأكملها، كما تم في نفس السياق تنكيس العلم الوطني في العديد من مناطق الولاية انحناء لضحايا مأساة تحطم الطائرة العسكرية ببوفاريك وترحما على أرواح ضحاياها.
آلاف المعزين يتوافدون على بيوت عائلات الضحايا
ميلة تفقد 9 من أبنائها في فاجعة بوفاريك
ارتفع عدد ضحايا سقوط الطائرة العسكرية من أبناء ولاية ميلة إلى 9 ضحايا كلهم شباب في عمر الزهور، حيث تأكد رسميا أمس، وفاة الضحية السادس، ويتعلق الأمر بالمدعو كمال مجيدر البالغ من العمر 31 سنة وهو عريف متعاقد في صفوف الجيش الوطني الشعبي، ويقطن بحي المشتة ببلدية تيبرقنت 20 كلم غرب عاصمة الولاية ميلة. ويقول أحد أصدقائه المقربين ل"الشروق اليومي" إن الضحية عقد قرانه الأسبوع الفارط فقط، على أن يقام العرس هذه الصائفة لكن قضاء الله كان أسبق.
أما الضحية السابع من أبناء الولاية فهو شاب يدعى بلوديني حسام البالغ من العمر 22 سنة يقطن بمشتة زغاية غرب ميلة، أعزب كان يؤدي واجب الخدمة الوطنية ولم يبق له سوى شهر ونصف لإنهاء واجبه الوطني.
بلمرابط خير الدين البالغ من العمر 33 سنة متعاقد في الجيش الوطني الشعبي يقطن بحي الصفصافة ببلدية القرارم قوقة شمال ميلة، يعتبر الضحية الثامن، وآخر ما تحدث به مع أحد أصدقائه عبر حسابه في الفايسبوك عندما قال له هذا الأخير: "ربي يكملك ويعطيك ذرية صالحة إن شاء الله"، فيرد خير الدين: "إن شاء الله" ليخبر صديقه بأنه في طريقه إلى بوفاريك لامتطاء الطائرة المتوجهة إلى تندوف.
الضحية التاسع وهو شاب يدعى أيوب كعواش يبلغ من العمر 25 سنة يقطن بقرية لقزيوة ببلدية الرواشد شمال غرب عاصمة الولاية ميلة، أعزب معروف بمرحه وبشاشته الدائمة وهو برتبة عريف في الجيش الوطني الشعبي.
وقد ارتدت ولاية ميلة ثوب الحداد، حزنا على فقدان 9 شبان من أبنائها، كما عاشت مختلف ربوع الولاية، على غرار بقية مناطق الوطن أجواء من الحزن والأسى والألم الكبير، لفراق الضحايا الذين ارتقوا شهداء في الحادث المروع لتحطم الطائرة العسكرية، كما تحولت منازل الضحايا إلى بيوت عزاء من مواطنين قدموا من كل حدب وصوب لأداء واجب التعزية والمواساة، وسط حزن عميق للعائلات التي مازالت تحت الصدمة.
المدية تبكي 13 من شهداء الواجب الوطني في حادث الطائرة
كغيرها من العديد من المدن الجزائرية بكت ولاية المدية أبناءها من شهداء الواجب الوطني الذين لقوا حتفهم في حادث تحطم الطائرة في ما سمي بالأربعاء الأسود.
وقد تناقل سكان مختلف بلديات المدية الأربع والستين الأخبار هنا وهناك حول هوية الضحايا المنحدرين من مختلف مناطق المدية الداخلية الذين بلغ عددهم 15 شهيدا، اثنان منهم يقطنان بكل من تيبازة والبليدة ولهما أواصر بكل من بلديتي بني سليمان وبوسكن، ويتعلّق الأمر بكلّ من عليان فيصل، وميباركي إسحاق، في حين حملت بقية قائمة شهداء الواجب الوطني المنحدرين من ولاية المدية أسماء كلّ من إبراهيمي إسماعيل، بلدية عين بوسيف، عبد القادر شيبان المدعو عبد الرّؤوف، فحيص عمر، بلدية مفاتحة، شلغوم جمال بلدية قصر البخاري، دفايلية علي أولاد عنتر، إسحاق شخشوخ، بلدية أم جليل شعواطي رابح، بلدية العمارية زيرق سفيان، بلدية المدية خلاّف مسعود، بلدية العزيزية بوقرفة مراد، بلدية تابلاط شالي محمد، بلدية سيدي نعمان بلال جلال، البرواقية وليد.
هي قافلة من شهداء الواجب، قد تعرف زيادة في تعدادها في غضون اليومين القادمين بعد انتهاء عملية تحديد هويات الجثث الموجودة في المستشفى العسكري بعين النعجة، هذا وقد زارت "الشروق" بلدية الربعية مسقط رأس عبد القادر بوشيبان المدعو عبد الرّؤوف صاحب الخمسة والعشرين ربيعا رقيب أول بالجيش الوطني الشعبي جاء لزيارة أهله أثناء مهلة مهمة أسندت إليه من جنوب البلاد حيث مكث مع ذويه ما يزيد عن عشرة أيام ليتنقل صبيحة الأربعاء نحو مطار بوفاريك العسكري للتوجه نحو مكان عمله جنوب البلاد وكان عبد الرؤوف قد ودّع أباه بشكل استغربه منه الوالد حيث ردّد على حد تعبير والده كلمة الوداع مرارا مع ابتسامات، ليصل خبر استشهاده سويعات فقط بعد مغادرته منزله وينزل كالصاعقة على سكان الربعية وكل من عرف الفقيد، وقد كانت بادية علامات التأثر على وجوه الحاضرين خاصة أنّ عبد الرّؤوف كان يحضّر لحفل زفافه الصيف المقبل ليشاء قضاء الله وقدره الذي سلم به الجميع من أهله وذويه أن يرحل أعزب ويترك خطيبته وراءه.. فرحمة الله على شهداء الواجب الوطني جميعا وحفظ الله وطننا المفدى من كيد الكائدين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.