كشف العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز عن طرح مبادرة لمواجهة التحديات التي تواجهها الدول العربية بعنوان تعزيز الأمن القومي العربي لمواجهة التحديات المشتركة، وأعلن منح بلاده 200 مليون دولار لفلسطين. وقال الملك سلمان خلال افتتاح أعمال القمة العربية ال29، أمس، بمدينة الظهران شرق البلاد: "إيماناً منا بأن الأمن القومي العربي منظومة متكاملة لا تقبل التجزئة، فقد طرحنا أمامكم مبادرة للتعامل مع التحديات التي تواجهها الدول العربية بعنوان (تعزيز الأمن القومي العربي لمواجهة التحديات المشتركة)"، وأكد على "أهمية تطوير جامعة الدول العربية ومنظومتها"، ولم يكشف الملك سلمان المزيد من التفاصيل حول المبادرة التي طرحها على القمة. وتصدَّرت أجندة القمة، 7 ملفات شائكة، وفق مصادر دبلوماسية، بينها القضية الفلسطينية، والأوضاع في سوريا، واليمن، وليبيا، ومحاربة الإرهاب، والتدخلات الإيرانية، والخلافات العربية البينية، إلا أن الجامعة العربية أعلنت رسميا أمس، عدم إدراج ملف الأزمة الخليجية على جدول أعمال القمة، وتعدّ هذه أول قمة تستضيفها المملكة منذ تولي الملك سلمان مقاليد الحكم في 23 يناير 2015. وقمة 2018 هي الرابعة في السعودية، حيث سبق وأن عقدت قمتان في الرياض، عامي 1976 و2007، إضافة إلى قمة اقتصادية في الرياض أيضًا عام 2013. وأعلن الملك سلمان، تبرع المملكة بمبلغ 150 مليون دولار لبرنامج دعم الأوقاف الإسلامية في القدس، إضافة إلى 50 مليونا أخرى لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، وقال "ليعلم القاصي والداني أن فلسطين وشعبها في وجدان العرب والمسلمين جميعاً". واكد الملك "إن من أخطر ما يواجهه عالمنا اليوم هو تحدي الإرهاب الذي تحالف مع التطرّف والطائفية لينتج صراعات داخلية اكتوت بنارها العديد من الدول العربية". من جانبه، أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني على الحق الأبدي للفلسطينيين والعرب والمسلمين في القدس، وقال في افتتاح القمة العربية: "نؤكد على الحق الأبدي للفلسطينيين والعرب والمسلمين في القدس.. وواجبنا جميعا هو الوقوف مع الفلسطينيين ودعم صمودهم لتحقيق دولتهم". وهنأ العراق على الانتصار على "داعش"، وأكد ضرورة أن يتم إتباع ذلك بعملية سياسية تشمل جميع الطوائف . وأكد دعم بلاده لجميع المبادرات والحلول لخفض التصعيد في سورية، وقال: "المصلحة الإقليمية المشتركة تقتضي التعاون للتصدي لأي محاولة خارجية للتدخل في شؤون الدول العربية". من جانبه، دعا الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، إلى ضرورة توافق عربي حيال الأزمات التي تشهدها بعض الدول العربية والوصول إلى تسوية سياسية بشأنها، وقال أبو الغيط إن "الأزمات العربية في سوريا وليبيا واليمن أو في فلسطين تخصم من أمننا القومي الجماعي واستمرارها دون تسوية نهائية يعرقل الجهود المخلصة ويضعفنا". وحذر من تداعيات غياب التوافق على الأمن القومي العربي، داعيا قادة الدول العربية أن يكونوا "صفًا وصوتًا واحدًا" حيال الأزمات التي تشهدها المنطقة. ودعا أبو الغيط إلى بذل مزيد من الجهود أمام ما أسماه ب"مخططات اختزال قضية الفلسطينيين في حفنة من الامتيازات الاقتصادية"، دون تفاصيل أكثر، وشدّد على أن القضية الفلسطينية تتطلب مزيدًا من الدعم السياسي والمادي للوصول إلى حل عادل وشامل. وأدان أبو الغيط، الإعلان الأمريكي بخصوص اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، معتبرا أن "الحشد العربي نجح في حشد موقف دولي مناوئ للطرح الأمريكي الذي انحرف عن الحياد". وأشار أبو الغيط إلى "أهمية ضبط إيقاع التحرك العربي الجماعي إزاء كل التهديدات العربية المختلفة"، قائلا إن "الأوطان المهددة هي الأوطان العربية، وغياب التوافق حول مفهوم الأمن القومي العربي يغري الآخرين بالتدخل في شؤوننا". كما أعرب عن أمله في صياغة إستراتيجية مشتركة للدفع بحل سياسي للأزمة السورية، مؤكدا أن اليمن مثالٌ بارز للتدخُّلات الإيرانية. وأعرب أبو الغيط، عن تطلعه إلى دعم الجامعة العربية ماليا للتحرك الفعال، مؤكدا أنه "واثقٌ أن القادة العرب لن يسمحوا بانزواء الجامعة أو أن تتأثر بسبب ضغوط العجز المالي". المصدر: وكالات