تجنب الزعماء العرب المجتمعون اليوم في ليبيا المقترح السوري بسحب مبادرة السلام العربية الذي دعت إليه دمشق خلال الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية، لكن القاهرة والرياض طالبتا بتمديد المبادرة العربية لعام آخر قمة سرت تتبنى مفوضا للقدس وتدعمها ماليا وتخذلها سياسيا ويأتي هذا الموقف المصري - السعودي المتخاذل رغم عدم التزام إسرائيل بأدنى شروط استئناف مفاوضات السلام، وإصرارها على مواصلة الاستيطان وتهويد القدس وحصار الشعب الفلسطيني واغتيال كوادره وقياداته. كشف مصدر دبلوماسي فلسطيني، حسب مصادر إعلامية، أن سورية طرحت سحب المبادرة العربية التي تبناها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في قمة بيروت 2002، خلال محادثات سبقت اجتماع وزراء الخارجية العرب، على ان يتبنى الزعماء العرب هذا الطلب في القمة في مدينة سرت والتي سيطلق عليها اسم "قمة القدس"، إلا أن مصر والسعودية طالبتا خلال مشاورات مع عدد من الدول العربية عدم إثارة هذا الطلب، والاكتفاء فقط بالتلويح بسحب المبادرة. وأضاف المصدر أن الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي أجرى عدة محادثات مع نظيريه المصري أحمد أبو الغيط والسوري وليد المعلم خلال الأيام القليلة الماضية، سعيا لتحقيق توافق على هذا الأمر خلال القمة العربية المرتقبة، وضمان دعم الدول العربية لمقترح مصري - سعودي بتمديد المبادرة لمدة عام إضافي. وفي إطار دعم القدس ماليا أعلن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أن وزراء الخارجية العرب أقروا تخصيص 500 مليون دولار إلى القدس خلال اجتماعاتهم التحضيرية للقمة العربية التي تلتئم اليوم وغدا في سرت، شرق طرابلس، وتعيين مفوض للقدس يتولى آلية تسيير صندوق دعم القدس. ومن المقرر أن يرفع هذا القرار إلى القادة العرب لاعتماده. وكانت فلسطين وسوريا تقدمتا بمشروع قرار تحت عنوان "خطة تحرك لإنقاذ القدس" يقضي بدعم صندوق الأقصى الذي أسس بمبادرة سعودية عام 2001 في أعقاب الانتفاضة الفلسطينية الثانية. وكان وزراء الخارجية العرب وافقوا في جلستهم المغلقة الأولى على المبادرة السورية بإنشاء آلية لإدارة الخلافات العربية - العربية وتأجيل المبادرة اليمنية لتفعيل العمل العربي المشترك إلى قمة عام 2011. وتدارس الوزراء مقترحا بإنشاء لجنة تحقيق حول الجرائم التي ارتكبت خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، فيما وافقوا على مقترح مصري بإطلاق اسم "القدس" على القمة العربية السبت المقبل.