قال ناصر جابي أن الحركة الأمازيغية عرفت قطيعة مع جيل المؤسسين الذين استندوا على خلفية مطلبية قادمة من الإرث النقابي والعمالي والاحتكاك بالجامعات عند اغلب مؤطريها. وأضاف جابي بمقر جمعية "راج" السبت أثناء تقديم نتائجه دراسته عن الحركة الأمازيغية في شمال افريقيا أن أحداث 2011 تشكل علامة دالة على دخول هذه الحركة مرحة القطيعة مع جيل المؤسسين. وقال ناصر جابي أن الدراسة المتوقع صدورها في كتاب باللغتين العربية والفرنسية تناولت بالدراسة موضوع الأمازيغية كعامل للوحدة والاندماج في شمال إفريقيا استغرقت 24 شهرا شارك فيها 11 باحثا من 5 دول هي تونسالجزائر المعرب مصر ليبيا. وأكد جابي أن هذه الدراسة الأولى من نوعها لم تنطلق من خلفيات إثنية أو تاريخية وحتى ثقافية ولكنها تناولت الحركة الأمازيغية كحركة اجتماعية عصرية من وجهة السوسيو سياسية ركز فيها الباحثون على معايير الديموغرافية ودرجة الاندماج في الدولة الوطنية ودرجة هذا الاندماج وأيضا تأثير الجغرافيا وقد أفضت الدراسة إلى طرح مجموعة من الفرضيات بناء على نتائج توصل إليها الباحثون المشاركون في الدراسة منها أن الحركة الأمازيغية في الجزائر تشبها نظيرتها في المغرب، خاصة من ناحية القدم والامتدادات التاريخية وكذا من ناحية إنتاجها للنخب واندماجها في المجتمع، بينما تبقى الحركة الأمازيغية في مصر وتونس وليبيا على الهامش وغير بارزة، وأكد جابي أن الحركة الأمازيغية التي عرفت نوعا من التراخي المطلبي بعد المكاسب التي حققتها في إطار الدولة الوطنية وأنتجت نخبا هي الأخرى صارت مندمجة تسير إلى الاندماج أكثر في إطار الشمال إفريقي، وأضاف جابي أن الأمازيغي في الجزائر لا ينظر لنفسه كأقلية. من جهته، قال سمير لعرابي احد الباحثين المشاركين في الكتاب أن الحركة الأمازيغية بدأت منذ 1980 كحركة اجتماعية مطلبية عابرة للطبقات الاجتماعية وذات ارتباط بمشاكل الدولة الوطنية ولم تكن فقط ذات طابع هوياتي لغوي، لكنها حملت مشاكل المجموعة الوطنية من غياب الديمقراطية والمشاكل الاجتماعية مثل البطالة وغياب حرية التعبير وغيرها وأضاف المتحدث أن منطقة القبائل من أكثر المناطق اندماجا في المجتمع وليس صحيحا أن السلطة عاقبت المنطقة بالعكس، يقول المتحدث أن منطقة القبائل مقارنة بباقي مناطق الوطن تعرف درجة عالية من الاندماج الاجتماعي والاقتصادي. أما الباحث عبد الله نوح فقد ركز في مداخلته على دور الجامعة والاحتكاك بالحركات الطلابية والسياسية، حيث فسر المتحدث بداية ظهور المطلب الأمازيغي في وادي ميزاب وعند الطوارق في الثمانينات إلى الاحتكاك الذي عرفه الطلاب القادمين من تلك المناطق مع الأفكار التي كانت سائدة في الجامعة إبان الثمانينات.