أكد الأئمة ورجال الدين على أهمية التقليل من استعمال مواقع التواصل الاجتماعي خلال شهر رمضان، حتى لا يذهبوا صيامهم ويجعلوه صوما عن الأكل والشرب فقط، حيث يعتزمون تخصيص حيزا هاما من خطبة الجمعة، وكذا دروس مسجدية للتحسيس بأهمية "الصيام الالكتروني" حتى يحفزوا الشباب على الابتعاد عن بعض الظواهر السيئة التي تنتشر في بعض مواقع التواصل ك "الفايسبوك"، وفيها تنشر صور طاولات الطعام وملابس العيد والسهرات. وهو ذات المقترح الذي تقدمت به رئاسة الشؤون الدينية التركية قبل أيام قليلة، ودعت مواطنيها لتجنب إهدار الوقت وساعات الشهر الفضيل في أعمال غير مجدية. وكشف إمام مسجد الكاليتوس، الشيخ كمال بعزيز، عن تخصيص دروس مسجدية وكذا انتهاز فرصة صلاة الجمعة الأولى من رمضان، لدعوة الشباب لترك هذه المواقع والصوم عنها، وهذا أحسن ما يفعله الصائم فالصيام هو الكف عن المفطرات من طلوع الشمس إلى غروبها، فقد قال جابر بن عبد الله رضي الله عنه: "إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم"، فهذه المبادرة مستمدة من ديننا الإسلامي الحنيف، خصوصا وأن جل الشباب يُضيّعون وقتهم فيما يضر ولا ينفع على "الفايسبوك" ففيه القذف، تشويه السمعة، فرمضان شهر الرحمة، المغفرة والعتق من النار والمرجعية الدينية الوطنية ترسخ هذه المبادئ الأساسية. استغلاله في تقديم خدمات خيرية كإطعام السبيل وكسوة الفقير. أما إمام مسجد حيدرة الشيخ جلول قسول، فاعتبر الحديث عن "الصيام الالكتروني" يقودنا إلى عبادة قديمة افتقدناها كثيرا في زمننا هذا في رمضان وفي سائر الأيام، وهي "الاعتكاف" فكان الإنسان يبتعد عن الدنيا وينفرد بروحه ونفسه، فهي عبادة خالصة للمولى عز وجل ينسى فيها عائلته وأبنائه لفترة معينة، وحده ذكر الله ما يشغله وكأنه نذر للمولى عز وجل صوما، لكن في وقتنا هذا لم تعد ممكنة، ففي الجبال يمسه الأذى والمساجد تغلق أبوابها حتى القاعات لا توجد المخصصة للاعتكاف. واعتبر الشيخ قسول "الصوم الالكتروني" أي تفرغ الإنسان للعبادة أمر محبوب ومطلوب به، ترقى نفسه لمصاف الطهر والنقاء ويتفادى المؤثرات الدنيوية التي تشغله عن الطاعة وتحرمه لذة التعبد، وهو ما تتسبب فيه مواقع التواصل الاجتماعي، فالصائمون مدعوون للابتعاد عنها وتفاديها لما فيها من ضرر وإثم في رمضان، ولابد من الانشغال بذكر الله ومحاولة استغلال هذه المواقع بحكمة في تأدية رسالة دينية تزيد الحسنات وتحط السيئات.