تطرح مشكلة ضياع نحو 90 من المائة من مياه الأودية في المسيلة بحدة من قبل مختصين وعشرات الفلاحين، في ظل الاعتماد على المياه الجوفية بنسبة تقدر ب 90 من المائة في الشرب وسقي الأراضي الزراعية، هذا الإشكال يقول من تحدثوا للشروق، يتجدد ويثار مع كل موسم للأمطار. خسرت الولاية منذ نهاية سنة 2017 إلى غاية اليوم، نسبة معتبرة من المياه السطحية التي حملتها مختلف الأودية ولا تزال آثارها قائمة حتى اليوم عبر مختلف البلديات، حيث تحوّلت أراض متاخمة لمنطقة بانيو ببلدية المعاريف وتحديدا المدخلين الشمالي والجنوبي إلى شبه بحيرات عائمة جنبا إلى جنب الطريق الوطني رقم 40 نتيجة فيضانات الأودية وفي مقدمتها وادي اللحم الذي ينبع من مناطق بعيدة، فأحيانا يفيض دون أن تسجل المنطقة سقوطا للأمطار، على اعتبار أن أغلب مياهه تأتي من السلاسل الجبلية الشمالية بولايات البويرة والمدية، إذ شكل فيضانه مؤخرا تساؤل عشرات الفلاحين والمختصين حيث ضاعت يضيف هؤلاء منذ الأسبوع الأول من شهر ماي إلى غاية اليوم ملايين الأمتار المكعبة من مياه الأودية التي ينبع أغلبها من سلسلة الأطلس التلي، ناهيك عن بعض الأودية التي تنبع من الأطلس الصحراوي كوادي ميطر ببوسعادة ووادي الرمانة الذي أحدثت مياهه مؤخرا حالة من الخوف في أوساط عشرات الفلاحين والسكان بمنطقة أولاد بوعبان ببلدية المعاريف. هذه الوضعية لطالما كانت وراء تساؤل الخبراء في أكثر من مناسبة عن أسباب ضياع أزيد من 92 من المائة من المياه السطحية بالمسيلة سنويا، وهنا تم الحديث عن قلة السدود، فباستثناء سد القصب الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 40 سنة ويعاني منذ أكثر من 7 سنوات من ترسب أطنان من الطمي كانت وراء عجزه تغطية المساحات المسقية ببلديات المسيلة وأولاد ماضي والمطارفة وأجزاء من بلدية السوامع، تعتبر المنطقة فقيرة من حيث السدود مقارنة بما تستقبله سنويا من كميات أمطار، كما يبقى سد سوبلة الجاري إنجازه منذ نحو 06 سنوات أمل عشرات الفلاحين بعدد من بلديات الجهة الشرقية للولاية كمقرة وبرهوم والدهاهنة وعين الخضراء، لكنه برأي المتابعين لهذا الملف يبقى غير كاف أمام ما تخسره المنطقة من مياه سطحية سنويا، وهنا أثيرت نقطة أخرى تتعلق بمشاريع السدود التي كان من المفترض أن تنجز بالمسيلة لكنها بقيت مجرد حبر على ورق، وتم ربط ذلك بالأزمة الاقتصادية وتراجع أسعار النفط كسدود امجدل وسد فاقس وغيرهما من المشاريع التي يعلق عليها سكان المنطقة آمالا عريضة.