تكبد الغطاء الغابي لولاية تيزي وزو خلال الصائفة المنصرمة، فقدان ما لا يقل عن 329 هكتار من الأراضي التي تحتلها أشجار الفلين، وذلك بفعل الحرائق، وهو ما قلص من نسبة الإنتاج المنتظر تحقيقه هذا الموسم، إذ لا تتوقع المصالح المذكورة جني أكثر من 7 آلاف قنطار من الفلين، مقابل 1620 قنطار تم جنيه الموسم المنصرم. وأكد مسؤول بمحافظة الغابات بتيزي وزو "للشروق اليومي"، أن الفلين من الثروات الطبيعية النادرة، والتي تنفرد 7 دول بإنتاجها عالميا من بينها الجزائر، إلى جانب كل من تونس، المغرب، إسبانيا، البرتغال، إيطاليا وفرنسا. ويعد الفلين عازلا طبيعيا ممتازا للوقاية من الحر، وإنتاج أغطية القوارير، وغيرها من الاستعمالات، التي لم تستطع المواد الاصطناعية حلول محل الفلين في استخداماتها. إلا أن هذه الثروة الهامة التي تزخر بها الجزائر، وتنتشر بمنطقة الوسط ضمنها ولاية تيزي وزو، لا تحظى بالاهتمام والاستغلال الذي يضاهي أهميتها، خاصة وأن شجرة الفلين من بين الثروات الصعب تجديدها، إذ لا تدخل حيز الاستغلال قبل 30 سنة من غرسها، والجني من نفس الشجرة لا يقل عن 10 سنوات، وفقدان إحداها أو مساحات واسعة من توزيعها، يكبد الإنتاج المحلي والوطني خسارة يصعب ويطول استدراكها. وتتمركز غابات الفلين بتيزي وزو على محور عزازڤة، بوزڤان، زكري شرق الولاية، بكل من غابات بني غبري، أكفادو، عزوزة، تامغوت وتاقسبت، وعلى محور ذراع الميزان، تيزي غنيف، سيدي علي بوناب بجنوب الولاية، بغابات بومهني، بني خلفون ومولاي يحي. لكن أغلبها أتلفت بفعل الحرائق، والكثير من الغابات يتعذر الولوج إليها، بفعل الأوضاع الأمنية المضطربة، على غرار غابة أكفادو. إلى جانب عدد من العراقيل التي تحول دون الاستغلال الأمثل للفلين، كما لا يزال مشروع تهيئة مخزن الفلين بإيعكوران، الذي برمج ضمن الخماسي الجاري يراوح مكانه. وسعيا لإعادة بعث ثروة الفلين واستغلالها في الجانب الاقتصادي، واستعادة المكانة التي احتلتها الجزائر سابقا، باحتلالها المرتبة الثانية دوليا في إنتاجه، سطرت محافظة الغابات بتيزي وزو، برنامجا يهدف لإعادة تشجير 1977 هكتار من الأراضي الصالحة لنمو الفلين، في إطار الخماسي الممتد لسنة 2014، ولغاية السنة المنصرمة، تم تشجير 179 هكتار، في انتظار استكمال 995 هكتار المتبقية.