الجولة الثالثة من الدور الأول من كأس العالم في روسيا حرمت عشاق الكرة من التمتع في راحة بالمباريات بسبب إجراء مباراتين في توقيت واحد، فكان المشاهدون مشرّدين بين مقابلة الإسبان للمغاربة وبين مباراة البرتغال وإيران، أو بين مباراة الأرجنتين ونيجيريا، وفي المقابل مواجهة إيسلندا لكرواتيا، وحدث هذا لأول مرة في كأس العالم في اسبانيا سنة 1982 بعد الجدل الكبير أو ما سمّي بمقابلة العار بن النمساوألمانيا الغربية ودفعت حينها الجزائر الثمن، لأن مباراتها مع الشيلي لُعبت قبل مباراة ألمانيا أمام النمسا فحدثت مباراة مدروسة، وقع فيها تفاهم مسبّق على أن تفوز ألمانيا على النمسا بهدف أهّلهما معا بالرغم من أن الجزائر فازت مثلهما بمقابلتين وحصلت مثلهما على ست نقاط. ومع ذلك كان بإمكان الخضر أن يحققوا فوزا كبيرا على الشيلي ويرتاحوا ويريحوا مناصريهم ويتأهلوا للدور الثاني الذي كان في متناولهم. فأمام 16 ألف مناصر في ملعب أوفييدو لعب الخضر آخر حظوظهم أمام منتخب الشيلي، لأنهم لم يثقوا في اللقاء الأخير بين النمساوألمانيا، وكان فوز الخضر برباعية نظيفة يعني تأهلهم المضمون، أما في حالة الفوز بثلاثية نظيفة فإن إقصاءهم يتطلب فوز ألمانيا أمام النمسا بثلاثية مقابل هدفين أو أربعة مقابل ثلاثة أو خمسة مقابل أربعة، وهي نتيجة معقدة وربما مستحيلة، أي أن الثلاثية النظيفة ستعني تأهل الخضر بنسبة تفوق 99 بالمائة. ودخل الجزائريون بتشكيلة مغايرة تماما للمقابلتين الأوليين، حيث منح المدرب قيادة الأوركسترا لصالح عصاد، وضم الفريق التشكيلة التالية وهي: سرباح ومرزقان، ولارباس، وقريشي، وقندوز، ومنصوري، وبوربو، وفرقاني، وبن ساولة، وعصاد، وماجر، وتم إقحام دحلب في مكان منصوري في الشوط الثاني في الدقيقة 73، كما لعب ياحي وهو أصغر لاعب للخضر، حيث كان في سن 22 في مكان منصوري، ومثل الشيلي: أوسبان، جيلندو، فاينزيلا، فيغورا، بغورا، ديبو، بونفالت، نيارا، وانز، كاسزلي، موسكوزو، تحت قيادة المدرب سانتي بانيز، وأدار المباراة الحكم الأرجنتيني مانيز، ولم يحدث في تاريخ الجزائر وأن لعب الخضر شوطا مماثلا، حيث سجل عصاد من تمريرة بن ساولة في الدقيقة السابعة، وأضاف هدفا ثانيا في الدقيقة 31 ثم بصم بن ساولة هدفه الثالث من قذيفة عن بعد 20 مترا، كما ارتطمت الكرة بالخشبة والعارضة في ثلاث مناسبات كاملة، أمام ذهول الألمان والنمساويين وتيهان الشيليين، وأصبح أمر التأهل مجرد وقت قصير من الشوط الثاني، ولكن الطاقم الفني واللاعبين عجزوا عن تسيير المباراة فتلقى سرباح هدفين يتحمل وسط الدفاع مسؤوليتهما، أحدهما من ضربة جزاء في الدقيقة 59 والثاني في الدقيقة 73 من نييرا ولتيليي، وأصبح حلم الخضر بعيدا عن التحقق إلا بهزيمة النمسا بهدفين أو تعادلها أو فوزها ليتأهلوا، ولكن هدف فوز وحيد كاف لألمانيا، حيث لُعبت المباراة أمام 41 ألف متفرج، كاد فيها الحكم الأسكتلندي بوب فالونتين أن ينام منذ الدقيقة العاشرة، عندما سجل روباش الهدف الوحيد والمتفق عليه بين المنتخبين، واكتملت المسرحية بحصة تدريبية بين المنتخبين أمام صفير الجمهور وحمل الإسبان للمناديل، وخرج الخضر وفي جعبتهم انتصارين وخرجوا وهم في المقدمة، من حيث النقاط، ولكن فارق النقاط أخرجهم من المنافسة، ولو تأهلوا في المركز الثاني لتواجدوا في الدور الثاني في فوج ضم إيرلندا الشمالية وفرنسا لأجل بلوغ المربع الذهبي.. ولكن.