أطنان من اللحوم الفاسدة.. أطنان من اللحوم الممزوجة بمادة حفظ الجثث.. مؤخرا أطنان أخرى من اللحوم المستوردة مع الكوكايين!.. صورة سيئة صدمت الجزائريين وتسببت في تراجع رهيب في الإقبال على اللحوم الحمراء وخاصة المستوردة بسبب الخوف والتقزز لدرجة القيء أحيانا، حتى باتت القصابات التي تبيع اللحوم المستوردة شبه مهجورة في العديد من المناطق.. "هل أشتري لحوما ممزوجة بالكوكايين؟!" جملة أصبح يرددها الكثير من الجزائريين في الشارع، عندما يتعلق الأمر بلحوم مستوردة، في شيء من التنكيت أو السخرية والتأسف وحتى الجدية أحيانا! وخلال هذه الصائفة وخاصة مع ارتفاع درجة الحرارة، التفت الجزائريون أكثر إلى اللحوم البيضاء، خاصة وأن سعر الكيلوغرام من الدجاج تراجع مقارنة بشهر رمضان، حيث بلغ حوالي ال 300 دج، لكن ورغم توفر اللحوم الحمراء المحلية إلا أنها تشهد عزوفا ملحوظا نسبيا، وقال في هذا الصدد، رئيس جمعية حماية وإرشاد المستهلك الجزائري، مصطفى زبدي، إن الهاجس الذي يخيفنا اليوم جاء بعد ورود معلومة مفادها أن جزءا من اللحوم التي استوردها "كمال البوشي" من البرازيل، والتي حجزت في ميناء وهران، بدأت تباع في السوق الجزائرية، مع العلم أن هذه الكمية تنتهي صلاحية استهلاكها يوم 4 جويلية الجاري. مختصون يؤكدون: تراجع رهيب في استهلاك اللحوم المستوردة وفي هذا الإطار أوضح رئيس منظمة حماية المستهلك مصطفى زبدي أن استيراد أطنان من لحوم البرازيل من طرف المتهم كمال البوشي، لا يعني أن هذه اللحوم ممزوجة حسب اعتقاد بعض الجزائريين مع الكوكايين، وهي صورة خاطئة في أذهان هؤلاء، مؤكدا أن الإقبال على اللحوم الحمراء وخاصة المستوردة، عرف تراجعا ملحوظا بعد شهر رمضان، وقد لعبت قضية الكوكايين دورا نسبيا في ذلك. ودعا السلطات المحلية إلى فرض رقابة وتطبيق شروط النظافة والوقاية فيما يخص اللحوم الحمراء، وتوضيح قضية لحوم البرازيل التي وزعت في السوق، لاسترجاع ثقة المستهلك الجزائري. من جهته، قال رئيس الفيدرالية الوطنية للحوم، محمد الطاهر رمرم، إن اللحوم البرازيلية والاسبانية موجودة في السوق الجزائرية، وهي كميات استوردت قبل وبعد قضية الكوكايين، معترفا بوجود تراجع في الإقبال عليها، حيث يرى أن أغلب مستوردي هذه اللحوم ليست لديهم علاقة مع التجارة في هذا المجال وهي مجرد حرفة إضافية يقومون بها. وفيما يتعلق بالأثر النفسي الذي تركته قضية البوشي لدى الجزائريين، أكد الدكتور مسعود بن حليمة، طبيب نفساني أن القضايا المتكررة المرتبطة باللحوم كحجز أطنان منها فاسدة وأخرى لحيوانات مثل الحمير، والممزوجة بمواد حفظ الجثث، والفاسدة، وأخيرا المستوردة مع الكوكايين، شكلت ما يسمى ب"عصاب" أشبه بهاجس نفسي سيبقى عالقا في أذهان الكثيرين على مدى سنوات، قد يشكل لدى بعضهم نوعا من" التقزز" و"القيء" بمجرد ذكر اللحوم. ويرى ذات المختص أن الجزائري ارتبطت في عقليته أن اللحوم مادة غذائية جُعلت للافتخار، ودليل الغنى والاكتفاء المالي، وهذا لغياب ثقافة استهلاكية غذائية، في حين أن اللحم مادة غنية بالبروتينات يكفي أكل منها بعض الغرامات فقط. ويعتبر أن الطريقة الوحيدة لاسترجاع ثقة الجزائريين في اللحوم المستوردة مستقبلا، هي الرقابة والصرامة في معاينة هذه المادة بشكل دوري لدى القصابات.