تشهد، هذه الأيام، عدد من الوكالات البنكية بعديد الولايات، نفادا غير مسبوق لعملة الأورو، حيث اصطدم العشرات من المواطنين الراغبين في السّفر إلى الخارج، بانعدام هذه العملة الصّعبة، لمّا أرادوا صرف المنحة السياحية المقدّرة ب107 أوروهات. "الشروق"، وفي جولة استطلاعية قادتها إلى عدد من البنوك وفروعها بعاصمة غرب البلاد، على غرار بنك التنمية المحلية، بنك الفلاحة والتنمية الريفية، البنك الوطني المركزي، القرض الشعبي الجزائري…، وقفت على حالة التذمر والاستياء لعدد المواطنين، الذين تقدموا من شبابيك صرف منحة السياحة بهذه المؤسسات المصرفية، للسؤال عن إمكانية الحصول على هذه المنحة، ليتفاجؤوا برد الموظفين، الذين أبلغوهم أن العملة الصّعبة غير متوفرة طيلة هذا الأسبوع، وعليهم الانتظار إلى غاية الأسبوع القادم؛ وهو الأمر الذي أخلط حساباتهم كون بعضهم مرتبط بمواعيد سفر قريبة. وإذا كان غالبية البنوك بوهران قد عجزت عن توفير المنحة السياحية لزبائنها، فإنّ وكالة القرض الشعبي الجزائري المتواجدة في حي الأمير عبد القادر -"سانتيبار" سابقا-، صنعت الاستثناء بتوفرها على الأورو، ما خلق طوابير مكتظة داخل مقرّها، علما أن إدارة هذا البنك، اشترطت حزمة من الوثائق كي يحصل الراغب في السفر على المنحة السياحية، تتمثل في نسخة من جواز السفر (الصفحة الأولى)، وأخرى للتأشيرة المتحصّل عليها، وكذا نسخ الصفحة التي تحمل تأشيرة تفيد بحصول المعني العام الماضي على المنحة السياحية، وكذا نسخ تذاكر السّفر، وإرفاقها بشهادة عائلية في حال كان المسافر قاصرا. وزيادة على هذه الوثائق أصدرت وكالة القرض الشعبي سالفة الذكر تعليمة تقضي بمنح المنحة السياحية فقط للمسافرين الذين لا يفصل عن موعد رحلتهم الجوية أو البحرية سوى 48 ساعة، يعني صرف المنحة يكون قبل يومين من موعد السفر. وعزا عدد من الموظفين في البنوك أزمة ندرة الأورو على مستوى المؤسسات المصرفية، إلى تزامنها مع موسم الحجّ وكذا عطلة الصّيف، التي يكثر فيها السّفر إلى الخارج وبأعداد هائلة.