صنعت دائرة البرمة الحدودية بولاية ورقلة الحدث بعد اعتلائها صدارة ترتيب نسب النجاح في البكالوريا على مستوى ولاية ورقلة بعدما صنعت الحدث في نفس المناسبة الموسم الماضي بعد مهزلة تذيلها الترتيب وطنيا بنسبة نجاح 0 من المائة. كشف المدير الولائي للتربية رياح رابح ل"الشروق" أن ولاية ورقلة حققت نسبة نجاح في شهادة البكالوريا دورة جوان 2018 تجاوزت 45 من المائة مسجلة تراجعا عن نسبة السنة الماضية التي كانت 50.53 من المائة. وتحقق دائرة البرمة نسبة نجاح تاريخية بل تفوق النسبة الولائية والوطنية وتتصدر بها قائمة المؤسسات التربوية بكافة بلديات ولاية ورقلة، حيث بلغت 88.23 من المائة، بعدما كانت في المواسم الماضية لا تتعدى فيها النسبة بهذه الدائرة النائية النفطية حدود 20 من المائة. ونجحت السلطات الولائية والقطاع الولائي للتربية في رفع التحدي بعد فتح الوزارة تحقيق الموسم الماضي في مهزلة البكالوريا بهذه المنطقة، ليتم تدارك عدد من النقائص البشرية والمادية، كما تم برمجة زيارة تاريخية للمنطقة من طرف والي الولاية والمديرين التنفيذيين وأسرة الإعلام خلال الثلاثي الأول للثانوية التي تبعد 450 كلم عن عاصمة الولاية ورقلة. حيث تم معاينة ظروف الدراسة ميدانيا ومدى الاستجابة للتعليمات من خلال تجديد العتاد المدرسي وتوفير الجو المناسب للدراسة والتدريس وعقد لقاء موسع مع المجتمع المدني لتحسيسهم وخاصة الأولياء بأهمية وضرورة مرافقة أبنائهم وتشجيعهم من جهة وتطبيق الحزم والصرامة خاصة من جانب الانضباط والحضور والغياب من جهة أخرى والاستماع لانشغالاتهم. هذا وعاشت دائرة البرمة ولأول مرة في تاريخها فرحة البكالوريا بنكهة وطعم يختلف عن المواسم الماضية، حيث عمّت الزغاريد معظم البيوت وتبادل أهالي الدائرة التهاني وكأن الأمر يتعلق بمناسبة دينية، كما جاب الناجحون في مواكب بالسيارات الطريق الرئيسي ابتهاجا بهذا النجاح الذي سيبقى راسخا في أذهان سكان البرمة وسيكون له الانعكاس الإيجابي على المقبلين على اجتياز شهادة البكالوريا في المواسم القادمة كتحفيز وتشجيع من أجل الاجتهاد لتذوّق طعم النجاح وصنع الفرحة. خاصة وأن غالبية أهالي هذه الدائرة وعديد القرى والبلديات النائية بالجنوب الجزائري لا تعطي اهتماما كبيرا للتعليم وسرعان ما يغادر أبناؤهم مقاعد الدراسة مبكرا متجهين صوب العمل في حقول الفلاحة والرعي للذكور أو لتعلم حرف أو المكوث في البيت أو الزواج المبكر لدى الإناث.