قتل شخصان جراء الصواعق الرعدية، في كل من ولايتي قالمة وسق أهراس، اللتان شهدتا على غرار عديد ولايات الشرق، اضطرابات جوية كبيرة في الفترة ألأخيرة، كما هو الحال في عنابة التي تسببت بها الأمطار، في غلق الطرقات وحجز آلاف من مستعملي الطرقات. فيما تضررت عديد المناطق بولاية خنشلة، أين تسببت الأمطار في وقوع خسائر مادية معتبرة. تسببت الاضطرابات الجوية التي شهدتها بلديات ولاية قالمة، مساء الجمعة، في مقتل شخص وإصابة 12 آخرين في حوادث مختلفة، وقتل شاب يبلغ من العمر 32 سنة، تعرض لصعقة رعدية، بالقرب من منزله الكائن بمنطقة شيشاط أعالي قرية بورياشي يوسف ببوشقوف، رغم تدخل بعض الجيران الذين سارعوا بنقله إلى المستشفى، محاولين إنقاذه إلاّ أنه لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بالإصابات الخطيرة التي تعرض لها، تزامنا مع ذلك، فقد سجلت مصالح الحماية المدنية وقوع 3 حوادث مرور خطيرة تسببت في إصابة 12 شخصا بجروح وإصابات مختلفة تم نقلهم على إثرها إلى المستشفيات. كما توفي أمس عسكري متقاعد يدعى "ب.صابر"، إثر تعرضه لصعقة رعدية بمشتة غرب السطحة ببلدية سافل الويدان بولاية سوق أهراس. وبولاية عنابة في أقل من ربع ساعة، تحوّلت طرقات العديد من بلديات الولاية مساء الجمعة، إلى مسابح ومستنقعات وغمرت سيول مياه الأمطار المحمّلة بالأتربة والحجارة والرمال كل أنحاء الولاية شرقا وغربا وجنوبا وشمالا، مع انقطاعات في الكهرباء. عاش سكان أحياء الصفصاف غرب مدينة عنابة، ليلة وصفها بعضهم بالمرعبة بسبب هجوم السيول وانقطاع الكهرباء، بينما احتجز الآلاف في سياراتهم على الطريق الساحلي، حيث كشف ضوء النهار عن اكتساح المياه لمساحات شاسعة أمام العمارات السكنية وغرق المنازل الأرضية، كما غرق الوسط التجاري للمدينة والأحياء المحيطة بساحة الثورة القلب النابض للمدينة بسبب عدم جاهزية البالوعات وامتلائها بالأوساخ والمواد البلاستيكية حسب معاينتنا الميدانية. ونفس الوضعية عاشها حي سيبوس الذي تحوّلت طرقاته المهترئة إلى بحيرات راكدة إضافة إلى انقطاع الكهرباء لساعات. وخلف الاضطراب الجوي، الذي شهدته مساء السبت، ولليوم الثاني على التوالي، ولاية خنشلة، خسائر مادية جد معتبرة، تكبدها بشكل فظيع، فلاحو ومواطنو قرية أولاد ميرة، ببلدية الرميلة، غرب الولاية، بعد أن غمرت مياه الأمطار الطوفانية، ومياه الوديان، بساتين فاكهة البطيخ، وحقول الأشجار المثمرة، من مشمش، تفاح، إلى جانب إتلاف محاصيل زراعية، من منتوجات الطماطم، البصل، مع تسجيل نفوق عشرات الرؤوس من الماشية والأغنام، وإتلاف الأعلاف وأحزام التبن، كما سجل الفلاحون خسائر وخيمة، في عتاد وأجهزة السقي، في الوقت الذي ردمت فيه مياه الأمطار والوديان، التي جرفت الأبيض والأخضر، الآبار الارتوازية، لتقضي العائلات ليلتها في العراء، بعد أن هجرت بيوتها وتركت أملاكها من ثروات حيوانية وفلاحية، هروبا بجلدها، خوفا من تكرار سيناريو أوت 2013، الذي فقدت فيه المنطقة طفلين من القرية ذاتها بعد فيضانات عارمة، شهدتها بلديتي الرميلة وتاوزيانت. يشار إلى أن الأمطار، جاءت في موسم عز الاصطياف ما أفسد متعة العطلة على السياح الذين تقاطروا على ولايات ساحلية، كانت عرضة للاضطرابات الجوية القوية، حيث منعتهم من ارتياد الشواطئ والسباحة بها، وحرمتهم من التنقل إلى المواقع السياحية، لاسيما مع انقطاع عديد الطرقات.