يروى أقارب الضحية عيسى الزبير، الذي قتلته "مافيا الباركينغ" ببجاية، بحرقة تفاصيل مقتله في جريمة شنيعة وهو الذي كان ينوي قضاء عطلة ممتعة ببجاية. وصل عيسى رفقة صديق له واثنين من أقاربه في حدود التاسعة ليلا إلى شاطئ لوطة، وبعد النقاش حول دفع ثمن "الباركينغ" مع الحارس الافتراضي، رفض الضحية تسديد مبلغ 200 دج، على خلفية تمسكه بمجانية الشواطئ التي تم الإعلان عنها رسميا بداية من موسم الاصطياف. وبعد ركن عيسى سيارته ونزوله للشاطئ رفقة أصدقائه، نسي بعض الأغراض في السيارة، فعاد بمفرده ليأخذها، ثم يعود، وعندما فتح الباب الخلفي للسيارة، هجم عليه مجرمو "الباركينغ" وضربوه، لدرجة إحداث كسور له على مستوى اليد والرجل، بالإضافة لتلقيه طعنات أردته قتيلا بعد أيام في المستشفى، حسب المعلومات التي وردت إلى أقاربه، وفي تصريحاتهم للشروق. وذكر أصحاب عيسى وذويه في بيت العزاء أمام منزله بالمغير، عن العديد من الخصال التي كان يتمتع بها، فقد كان بناء ماهرا في تركيب الخزف، وكان يتعصب للحق ويرفض "العوج"، كما كان يتمتع بوجه بشوش وكان اجتماعيا، ولا يظلم أي شخص ولا يتنازل عن حقوقه، كما كان يهيئ نفسه للزواج بعد فصل الخريف، بعد أن قضى 36 سنة من العزوبية، حيث اشترى فراش وسرير الزوجية ووضعه في غرفته ودفع مهر خطيبته، ولا ينتظر فقط إلا جني التمور في فصل الخريف، ليقيم حفل الزفاف، غير أن المنية والقدر خطفه قبل أن يفرح به أبوه، وأهله وأصدقاؤه، أما أمه فقد ماتت منذ سنوات. وخلفت حادثة الاعتداء على "عيسي" وقتله، موجة من الغضب والاشمئزاز في جميع ربوع الوطن، أين أطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي، نداءات للسلطات من أجل مكافحة ظاهرة اعتداء أصحاب "باركينغ" على أصحاب السيارات في جميع ولايات الوطن، كما أطلقوا حملة "كونك راجل وروح تخدم على روحك"، فيما طالبت أسرة الضحية، بإلقاء القبض على الجاني والمجرمون الذين ساعدوه على ارتكاب الجريمة، وتسليط أقسى العقوبات عليهم، بالقصاص نظير ما اقترفوه. فيما تم تسليم جثة الضحية "عيسي الزبير" لأهله يوم الأربعاء في حدود الساعة منتصف النهار، بعد استكمال إجراءات نقله من ولاية بجاية إلى مدينة المغير بولاية الوادي، مسقط رأسه، حيث لم يتم تحديد توقيت دفنه، لحد كتابة هذه الكلمات، على أن تكون في حدود العاشرة من ليلة الأربعاء، أو صبيحة الخميس.