شرعت وزارة الصحة في حملة للقضاء على بعوضة النمر الآسياوية، التي أرعبت المواطنين لخطورتها الكبيرة، ومقدرتها على نقل أمراض خطيرة على غرار "الشيغونغونيا"و "حمى الضنك" و"زيكا". وتمكنت التحقيقات الأولية للخلية المشكلة من قبل الوزارة، من اكتشاف تحول فيلات فاخرة وعمارات لبؤر نمو وتكاثر هذه البعوضة الخطيرة الباحثة عن المياه الراكدة. تسبب غياب النظافة في أغلب بلديات العاصمة، في ظهور وتكاثر العديد من الحشرات والقوارض، كما تسبب في انتشار الأمراض والأوبئة، وهو السبب الرئيسي بحسب رئيس مصلحة الوقاية لمديرية الصحة لولاية الجزائر، الدكتور آيت واراس بوجمعة، لظهور بعوضة النمر الآسياوية، حيث يقول المختص إن هذه البعوضة موطنها الأصلي آسيا، وقد دخلت الجزائر في عام 2010 بولاية تيزي وزو، ولم تكن كثيرة وقد تم القضاء عليها، لتعاود الظهور في عام 2016 بحي الزونكة ببئر خادم، فقضوا عليها لتظهر بعدها السنة الماضية، وهذا العام ظهرت في العاصمة، تيزي وزو، جيجل، وهران. بعوضة النمر دخلت في عجلات السيارات عبر ميناء وهران أكد رئيس مصلحة الوقاية أن التحقيق الذي قامت به الوزارة هذه السنة لمعرفة سبيل دخول البعوضة، تبين منه أنها دخلت عبر ميناء وهران في عجلات السيارات، وقد انتشرت هذه السنة في 4 بلديات وهي القبة، سحاولة، خرايسية، حسين داي وحاليا بئر مراد رايس، وهو ما دفع بالوزارة لتشكيل خلية لمواجهة هذه البعوضة الخطرة جدا وتتكون من مؤسسة النظافة الحضرية وحماية البيئة "إيربال"، مختصين في دراسة الجراثيم والحشرات من معهد "باستور"، زيادة ل 10 وحدات صحية جوارية. "أفخاخ" لاصطياد بعوضة النمر اتخذت مديرية الصحة وفق ما ذكره رئيس مصلحة الوقاية تدابير مشددة، حيث ألزمت المؤسسات الصحية الجوارية، عند استقبالهم لأي حالة إصابة بلدغات بعوضة النمر الاحتفاظ ببيانات المريض وعنوانه الدقيق، كي تتوجه فرقة من الخلية لمعاينة المكان الذي يقيم فيه، وبعدها يخضع المكان لعملية رش من قبل مؤسسة "إيربال"، ليتحقق بعدها مختصو "باستور" من وجوده بنصب "أفخاخ"، وفحصه بالمجهر الالكتروني وتعد بعوضة النمر حسب المختص دوما صغيرة الحجم لا تُرى بالعين وهي أقل من 1 سم. وتحرص الخلية المشكلة من قبل الوزارة على العمل بالتنسيق مع مكاتب النظافة بالبلديات، كما تعمل على تزويد المواطنين باستمرار بالنصائح لتفادي لدغة بعوضة النمر وطريقة التعامل في حال التعرض لها. الحوامل الفئة الأكثر استهدافا كشف الدكتور آيت واراس بأن المختصين في علم الحشرات بمعهد باستور، قد أجروا دراسات مفصلة ودقيقة حول هذه البعوضة، حيث توصلوا إلى أنها تحب الألوان الداكنة مثل الأزرق الداكن، الأسود، البني، الرمادي وتفضل النساء الحوامل لأنهن يفرزن هرمونات خاصة ودرجة حرارة أجسادهن تجذبها، زيادة على تفضيلها الأشخاص أصحاب الزمرة الدموية "o"، مقارنة بالزمر الدموية الأخرى، ومن مميزات هذه البعوضة مقدرتها على التكاثر في قطرة ماء أي نقطة صغيرة تضع فيها بيضها، وفي حال جفافها يوقف بيضها النمو ثم بتوافر الماء والرطوبة في تلك المنطقة يكمل نموه بشكل طبيعي، وتتغذى من البروتينات الموجودة في دم الإنسان لذا ينمو بيضها قويا وبسرعة. مسابح الفيلات وأقبية العمارات بؤر تكاثرها طمأن رئيس مصلحة الوقاية المواطنين بخصوص بعوضة النمر، موضحا أن القضاء عليها يتطلب وقتا ولابد على المواطنين التجند والمساهمة في ذلك من خلال عدم ترك قطرات أو تسربات مياه، فهذا النوع يعيش في مختلف أنواع المياه الراكدة، النظيفة، الملوثة، أحواض النباتات وقد وقفوا على حالات لأصحاب فيلات فاخرة في القبة، تحوّلت إلى مرتع لهذه البعوضة بسبب المياه الراكدة في النوافير، الحدائق الاصطناعية، الأحواض المهملة، المسابح، أحواض السمك، وحتى مياه المكيفات الهوائية، أما بخصوص العمارات فالوضعية الكارثية للأقبية الغارقة في المياه، تشكل عاملا رئيسيا لتكاثرها فلابد من تجفيفها حتى تكون عملية الرش أكثر فعالية. نصح المختص المواطنين بضرورة تغيير مياه أصيص الأزهار والتخلص منه بقنوات الصرف مع غلق جميع الأوعية من دلاء، قارورات، أحواض بلاستيكية فلابد من غلقها كي لا يضع البعوض بيضه عليها، وينبغي على المواطنين إعطاء أهمية قصوى للنظافة، منوّها أن مؤسسة "إيربال" لا تقوم بعملية الرش حتى تتأكد من وجود البعوض كي لا يصبح لديه مناعة ضد المبيد. "شيكونغونيا" و"حمى الضنك" و"زيكا" أمراض ينقلها "بعوض النمر" ذكر الدكتور آيت واراس بأن بعوض النمر الحالي خالي من الأمراض ولا يحمل فيروس "شيكونغونيا"، "حمى الضنك"، "زيكا" وهي الأمراض الثلاثة التي ينقلها في العادة، فهو حاليا ليس خطيرا لكن هناك احتمال تطوره لكثرة وسائل النقل والتجوال بين البلدان، لذا لابد من النظافة حتى يتم القضاء عليه، ودعا المختص الحوامل لاتباع احتياطات وإجراءات وقائية تقلل إصابتهم بالمرض كالابتعاد عن الخروج في الصباح الباكر أو المساء، ارتداء ملابس تغطي اليدين والرجلين ولبس الجوارب، فهذا النوع من البعوض يفضل اللدغ على مستوى الأرجل، تزويد النوافذ ب"الناموسيات"، إغلاق تسربات المياه وتجفيفها، تنظيف الأسِرة والستائر واليدين، الابتعاد عن استعمال مبيد الحشرات بكثرة، محذرا من مخاطر حرق الشرائح المضادة للبعوض "ليباستي" بسبب دخانها، فيكون عرضة للحساسية وأمراض الربو، ويُحدث البعوض في الغالب احمرارا في الجلد، حمى، حساسية، طفح جلدي، آلام ولمواجهة لدغاته على المصاب تفادي حك المنطقة واستعمال زيت الكاليتوس للتخفيف منها، وضع قطعة من الثلج على أثر اللدغة كي لا يلتهب، التوجه للمراكز الصحية كي يمنح الأطباء المرضى أدوية ومراهم ضد الحساسية تقلل التورم والحمى. قال رئيس مصلحة الوقاية بمديرية الصحة لولاية الجزائر إن الصور المتداولة عبر موقع "الفايسبوك"، هي صور مكبرة باستعمال المنظار الالكتروني لذا تبدو أضعاف مضاعفة لحجمها الطبيعي، بينما هي في الواقع صغيرة جدا تكاد لا تُرى بالعين، وعليها خطوط بالأبيض والأسود لذا سميت ببعوضة النمر.