أكّد مدير الوقاية على مستوى وزارة الصحة، جمال فورار، بأن خطر انتقال الأمراض التي تتسبب فيها بعوضة النمر أصبح قائما، على رأسها "زيكا"، وحذر المواطنين من عدم التعاون مع فرق التدخل التي تقوم بالرش داخل المنازل، لأن ذلك سيعرّض كل المحيط الذي يعيشون فيه إلى إمكانية ظهور هذا الداء الخطير كون البيض الذي تضعه الحشرة يقاوم لسنوات طويلة، وبالتالي فإن القضاء عليها حاليا لن يمنع عودة ظهورها لاحقا. أعلن مدير معهد باستور، زوبير حراث، أمس، بأن مصالح وزارة الصحة فتحت تحقيقا معمقا لتتبع مسار بعوضة النمر، بعد أن تأكد انتشارها في الولايات الساحلية، حيث شرعت في عملية تكوين شملت جامعيين وبيولوجيين وأعوان فرق النظافة على مستوى البلديات، بإشراف مختصي وخبراء معهد باستور ومصلحة الوقاية على مستوى وزارة الصحة. وقال ذات المتحدث، خلال ندوة صحفية عقدها رفقة مدير الوقاية على مستوى وزارة الصحة جمال فورار بالمعهد الوطني للصحة العمومية بالعاصمة أمس، إن التكوين انطلق فعليا هذا الشهر وسيمتد إلى غاية العام المقبل، الهدف منه متابعة مسار بعوضة النمر التي "غزت" الجزائر مؤخرا، حيث تأكد وجوها في عدة مناطق، ولا بد من محاربتها والقضاء عليها نهائيا تجنبا لانتقال أمراض خطيرة ومعدية كحمى الضنك واللشمونيا، وزيكا التي أصبح خطر انتشارها يهدّد الجزائر. ورغم أن مدير باستور أكّد بأن الوضعية ليست بالخطورة التي تستلزم تفعيل نظام الطوارئ، إلا أنه شدّد على أن المخبر في حالة تأهّب ولن يتأخر في إعلان حالة الطوارئ على مستوى المعابر الحدودية خاصة الموانئ، في حال الاشتباه بأية حالة من هذه الأمراض، وهو ما يفسر حالة الاستنفار التي رافقت تحرك مصالح وزارة الصحة مؤخرا، حيث أطلقت ولاية الجزائر مخططا استعجاليا لمحاربة الحشرة، يتضمن عمليات رش لفرق متخصصة على مستوى المنازل والشوارع. من جهته، وفي هذا الإطار، دعا مدير الوقاية جمال فورار جميع الولايات الساحلية كونها المستهدفة باكتساح البعوضة، إلى إطلاق نفس المخطط الاستعجالي لمرافقة الإجراءات العملية التي شرعت فيها وزارة الصحة ومعهد باستور، لمواجهة غزو الحشرة، وقال بأن خطر "النمر" أصبح اليوم عالميا بعد أن غزت معظم الدول، ما جعل الجزائر في حالة يقظة وتأهب للقضاء عليها بالدرجة الأولى، تجنبا لانتقال أمراض خطيرة قاتلة. وشدّد ممثل الوزارة على ضرورة تعاون المواطنين مع فرق الرش المختصة، والإبلاغ عن حالات اللسعات التي يتعرضون لها بشكل يسمح بتحديد أماكن تواجد البعوضة ومحاصرتها، منعا لانتقالها، خاصة بعد أن تبيّن بأن هذه الأخيرة تستطيع وضع بيضها في مساحات جد ضيقة تتواجد فيها المياه، على غرار أحواض النباتات المتواجدة داخل المنازل. والخطير في الأمر أن بيض هذه الحشرة يقاوم لعدة سنوات، فمخطط القضاء على الحشرة الذي شرع فيها سيكون دون جدوى، ما لم يتعاون المواطنون مع الفرق المختصة لتمكنيهم من عمليات الرش في أماكن تواجدها داخل المنازل، إضافة إلى الإسراع في التخلص من أماكن تواجدها.