لا يزال مشكل ندرة حليب الأكياس بولاية البويرة يلقي بظلاله رغم الحلول التي حاولت السلطات العمومية بالولاية تجسيدها للقضاء عليه، منها الاستنجاد بالملبنات العمومية النشطة بالولايات المجاورة ومنها بودواو وذراع بن خدة، حيث لا تزال الولاية رغم ذلك تعاني من عجز فاق 47 ألف لتر يوميا لتلبية الطلب وتحقيق الاكتفاء المحلي من المادة الحيوية. وتقدر احتياجات البويرة من مادة حليب الأكياس حسب إحصائيات مديرية التجارة ب 230 ألف لتر يوميا، في حين تبلغ الكمية الموزعة عبر كامل البلديات 182 ألف لتر يوميا بما فيها 30 ألف لتر تنتجها ملبنتان تنشطان بتراب الولاية هما ملبنة يحياوي بالقادرية بقدرة إنتاج 16 ألف لتر يوميا وملبنة موكلي بعين بسام التي تنتج 14 ألف لتر يوميا. هذه الأرقام تبرز معاناة الولاية من عجز في المادة الحيوية فاق 47 ألف لتر يوميا، ما خلق ندرة كبيرة في أكياس الحليب عبر كامل البلديات ومنذ فترة طويلة لم تتمكن الجهات المختصة من الحد منه رغم جلب معظم الكمية من الملبنات بالولايات المجاورة على غرار بومرداس وتيزي وزو، وتتجسد المعاناة بشكل كبير على المواطن البسيط الذي يجد صعوبة كبيرة في الحصول على كيس أو اثنين من الحليب المبستر. ويرجع البعض أسباب الندرة إضافة إلى العجز المسجل، إلى استحواذ أطراف معينة على كمية كبيرة من المادة وتحويلها حتى إلى ولايات مجاورة فضلا عن تحويلها رغم تدعيمها من طرف الدولة لتكون في متناول المستهلك البسيط من طرف تجار إلى صناعة المثلجات وبالمقاهي بما يسهم في زيادة العجز المسجل. هذه الوضعية دفعت تلك الأطراف إلى توجيه نداء إلى مصالح التجارة بالولاية قصد فرض مزيد من الرقابة على مثل هؤلاء التجار عن طريق منعهم من تحويل أكياس الحليب المدعم إلى نشاطات أخرى لها بديلها باعتبار أرباحها المسجلة، إضافة إلى تشجيع الاستثمار المحلي لخلق ملبنات وتدعين نشاط تربية الأبقار وتجميع الحليب مثلما هو الشأن بالنسبة إلى مستثمر حل منذ فترة قصيرة من تركيا قصد تجسيد مشروع ملبنة عصرية بتاغزوت، إلا أنه اصطدم بعراقيل كبحت جماح طموحه وتكاد تضيع على الولاية فرصة الاستفادة من هذا النشاط الذي تحتاجه بصورة كبيرة.