أعلن إسلاميو ليبيا، الأحد، بأن التقارير الأولية لعمليات فرز الأصوات في انتخابات "المؤتمر الوطني" التي جرت السبت، تشير إلى "تقدم واضح" لليبراليين، خصوصًا في العاصمة طرابلس، وبنغازي. فيما أكد مراقبون للانتخابات أن الليبراليين يحققون "تقدمًا ساحقًا". وقال زعيم أبرز حزب إسلامي في ليبيا، إن الليبراليين سجلوا "تقدما واضحا" في مدينتي طرابلس وبنغازي. وأكد محمد صوان، زعيم حزب العدالة والبناء الإسلامي، التابع لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، بعد ساعات من بدء عملية فرز الأصوات، إن "تحالف (القوى الوطنية) حقق نتائج جيدة في بعض المدن. لقد أحرز تقدما ملحوظا في طرابلس وبنغازي". وكان فيصل الكريكشي، الأمين العام لتحالف القوى الوطنية الليبية، والتي تضم أكثر من 40 حزبا صغيرا، قال إن "التقارير الأولية تشير إلى تقدم الائتلاف في معظم الدوائر الانتخابية". وأضاف أنه يفضل انتظار النتائج الرسمية التي ستصدرها المفوضية العليا للانتخابات، قبل الإدلاء بمزيد من المعلومات. وتتعلق هذه النتائج الأولية بالمقاعد المخصصة للوائح الحزبية، التي تتنافس على 80 مقعدا من أصل 200 سيتألف منها "المؤتمر الوطني العام". أما المقاعد ال120 الباقية، فمخصصة لمرشحين أفراد. وفي هذا أيضا يرجح أن يكون المنحى هو نفسه، ذلك أن هؤلاء المرشحين مدعومون في الغالب من أحزاب. وأكد أفراد شاركوا في مراقبة الانتخابات أن الليبراليين أحرزوا انتصارا "ساحقا" في العديد من الدوائر والمراكز الانتخابية، مشيرين إلى أن نسبة تقدمهم تصل في بعض الأماكن إلى 90 %، كما هي الحال في حي أبو سليم في العاصمة. و على وقع هذه الأخبار عاشت ليبيا وعاصمتها طرابلس على وجه التحديد -منذ إغلاق صناديق الاقتراع - فرحا عارما بإجراء أول انتخابات عامة تشهدها البلاد منذ نحو نصف قرن من الزمن.وفي اللحظات الأولى لانتهاء التصويت، نزلت مئات السيارات إلى شوارع طرابلس مطلقة العنان لأبواقها، وحاملة الأعلام الليبية في جو احتفالي صاخب.وتدفق المئات وربما الآلاف إلى ساحة الشهداء وسط عاصمة ليبيا للاحتفال بهذا العرس الانتخابي النادر في ليبيا، وهي نفسها الساحة التي كان يستخدمها القذافي للحشد والتعبئة ضد خصومه السياسيين. ودوت أصوات الرصاص في أركان طرابلس، وأطلقت الألعاب النارية في سماء المدينة الساحلية، وتعطلت حركة المرور تقريبا بسبب كثافة الحركة وبشكل خاص نحو الطرق المؤدية إلى ساحة ميدان الشهداء. أكد أمس، علي عبد الله بن طاهر المشرف على تأمين الانتخابات في طرابلس عن فوز التيار الليبرالي وأكد في اتصال مع الشروق من طرابلس على اكتساح جبريل لمنافسيه "الإسلام دين الجميع والناس أصبحت تبحث عن المسار السياسي الناضج. ومحمود جبريل له إسهامات كبيرة ومعروفة وعليه فهم ناشدوا الديمقراطية والحريات بعيدا عن القبلية أو الدين". واعتبر في نفس الاتصال ما روج عن أعمال تخريب في بنغازي من طرف مقاطعين للانتخابات مجرد أخبار لم تغطي على الحدث أو حقيقة أن الشعب الليبي خرج إلى صناديق الاقتراع بقوة في مختلف المناطق".