اقتحم بعض أنصار مولودية الجزائر المحسوبين على الإدارة السابقة، مقر إدارة النادي الجديد ببن عكنون، وطالبوا بضرورة إقالة المدير الرياضي كمال قاسي السعيد في القريب العاجل، معتبرين أن الأخير فشل في مهامه رغم الإمكانات الكبيرة التي وضعت تحت تصرفه. وجاء هذا المطلب من أنصار المولودية على خلفية الخسارة المذلة التي سجلها الفريق أمام شبيبة القبائل بخمسة أهداف دون مقابل بملعب عمر حمادي ببولوغين (دون جمهور)، في إطار الجولة السادسة من الرابطة المحترفة الأولى، وهي النتيجة التي كانت بمثابة زلزال وأغضبت كثيرا أنصار العميد، الذين لم يكن أشد المتشائمين منهم يتوقعون تسجيل هذه الهزيمة النكراء التي ستبقى وصمة عار في تاريخ النادي.. والمسيرين واللاعبين في حد أنفسهم. مع العلم أن أنصار المولودية رشقوا حافلة الفريق وحاولوا اقتحام مركز عين البنيان أمس الأول، ولولا تدخل رجال الأمن لتطورت الأمور إلى ما لا تحمد عقباه. وكان رئيس مجلس إدارة مولودية الجزائر حيرش، قد أقال قاسي السعيد في وقت سابق عقب إقصاء الفريق من التأهل للدور ربع النهائي من رابطة أبطال إفريقيا قبل أن يتدخل الرئيس المدير العام لشركة "سوناطراك" عبد المؤمن ولد قدور، ويقرر الإبقاء على قاسي السعيد دون أن يلقى الأخير الإجماع وسط باقي مسيري الفريق واللاعبين، ما أحدث شرخا كبيرا في الفريق وانقسامات وتكتلات راحت ضحيتها المولودية التي تدفع الثمن حاليا من خلال النتائج الهزيلة المسجلة في مختلف المنافسات، فضلا عن الأنصار الأبرياء الذين يبقى ذنبهم الوحيد أنهم عشقوا الألوان "الحمراء والخضراء" منذ الصغر. وفي ظل هذه المعطيات أكدت بعض الأطراف الفاعلة في الفريق أن الخسارة كانت مفتعلة وسببها بعض اللاعبين الذي اتهموا ب"رفع الأقدام"، معبرين بطريقهم الخاصة عن رفضهم العمل مع قاسي السعيد بالدرجة الأولى والمدرب الجديد رفيق صايفي بدرجة أقل، دون مراعاتهم لمشاعر الأنصار وألوان النادي وتاريخه العريق. وبلا شك فإن هذه الخسارة لن تمر مرور الكرام، على مسؤولي "سوناطراك" وبالأخص مجلس الإدارة بقيادة حيرش الذي يعتزم وضع الرئيس المدير العام للشركة النفطية أمام خيارين إما بقبول استقالته أو تنحية قاسي السعيد الذي بات لا يحقق الإجماع في بيت النادي. وأوضح مصدر مقرب من بيت المولودية ل"الشروق" أن المسير السابق للنادي عمر غريب يخطط للعودة إلى الفريق مرة أخرى، ولكن في ديسمبر المقبل، حيث يعمل من الآن على ذلك، موجها بعض الرسائل إلى اللاعبين عن طريق بعض المقربين مفادها أنه مستعد بعد عودته مباشرة إلى الفريق برفع رواتبهم وإعادة كل الأموال التي خصمت منهم في عهد المدير الرياضي الحالي قاسي السعيد. ومعلوم أن قاسي السعيد انتهج سياسة تخفيض كتلة الأجور في بيت مولودية الجزائر، ما جعل العديد من اللاعبين يغادرون الفريق بسبب رفضهم تخفيض أجرتهم الشهرية، في وقت حتى بعض اللاعبين الذين وافقوا على تخفيض أجرتهم وقرروا الإبقاء في الفريق يلعبون دون روح، وهذا ما أحدث فتنة كبيرة– حسب مصدرنا- وسط اللاعبين، الذين أصبحوا يريدون رحيل قاسي السعيد اليوم قبل الغد.