تنتظر والي تيبازة الجديد محمد بوشمة، عديد الملفات الثقيلة في مختلف القطاعات لدفع عجلة التنمية المحلية وكذا بعض القضايا الملغمة التي تتطلب تفكيك شفرتها والحد من تفاقمها، والأمر يتعلق على الخصوص بقضية القضاء على البيوت الهشة والفوضوية واتساع رقعة البيوت القصديرية التي تزداد انتشارا كالفطريات في ظل سكوت بعض المسؤولين المحليين وتواطؤ بعضهم الآخر. ملف القضاء على البيوت القصديرية أخذ أبعادا تتطلب التمحيص والتدقيق، فالأرقام المهولة لعدد السكنات المخصّصة لعمليات الترحيل منذ سنوات طويلة تثير التساؤلات حول بقاء هذا الملف ضمن أولويات السلطات العمومية، فبمجرد إقدام السلطات المحلية على إزالة حي قصديري ببلدية حتى يظهر حي جديد تتسع به السكنات القصديرية كالهشيم في ظل غياب السلطات المحلية أو تواطؤ بعضها وهو ما أكده الوالي السابق موسى غلاي الذي أشرف منذ تنصيبه قبل سنتين على إزالة آلاف السكنات القصديرية، والذي قال في تصريح للشروق قبل تعويضه بالوالي الحالي، إن رؤساء البلديات يتحملون المسؤولية كاملة في انتشار الأحياء القصديرية بل وبتواطؤ منهم، والأخطر من ذلك أن بعض رؤساء البلديات هم من يختار المواقع للفوضويين. وبالعودة للأرقام فقد تم ترحيل أكثر من 3 آلاف عائلة إلى سكنات جديدة عبر عديد بلديات الولاية منذ مطلع السنة الجارية في إطار القضاء على البيوت القصديرية والهشة ولا تزال العملية متواصلة، كما تم توزيع أكثر من 6 آلاف سكن اجتماعي إيجاري، وقد عرفت عمليات الترحيل احتجاجات عارمة بسبب التجاوزات التي عرفتها. والي تيبازة الجديد سيجد أمامه هذا الملف الشائك الذي يبدو أن نهايته لن تكون قريبة بالنظر لتكاثر البنايات القصديرية والفوضوية عبر كثير من البلديات التي شهدت عمليات ترحيل واسعة ورغم ذلك فمظاهر فوضى البنيان مستمرة، على غرار ما يحدث ببلدية فوكة التي استفادت من ترحيل آلاف السكان فيما تنتشر يوميا الأكواخ القصديرية على مرأى من السلطات المحلية دون أن تحرك ساكنا فأغلب المواقع والأراضي الفلاحية وحافة الطريق السريع تم الاستيلاء عليها، والأمر ينطبق على بلديات الدواودة، بواسماعيل، القليعة، حطاطبة، حجوط وغيرها من البلديات. ويأمل سكان الولاية أن يجد محمد بوشمة الوصفة الملائمة لهذا الداء الذي نخر الولاية، ويبدو أن أنه على دراية بالملف سيما وأن أول نشاط له بعد تنصيبه كان اجتماعا مع القائمين على قطاع السكن بالولاية.